في تحريض صريح للشعب الإيراني ضد النظام الحاكم, حثت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الإيرانيين علي التصدي لما وصفته بتمدد القوة العسكرية في إيران.
وأكدت هيلاري في حديث لبرنامج هذا الأسبوع الذي تبثه شبكة إيه.بي.سي التليفزيونية الأمريكية ـ علي قلق واشنطن من تصاعد نفوذ الجيش داخل الجمهورية الإسلامية, وأشارت الوزيرة الأمريكية إلي أنه علي الرغم من رفضها للكثير من مبادئ الثورة الإيرانية, فإن زعماء الثورة دعوا منذ البداية إلي إقامة جمهورية, ومبدأ الجمهورية يعني الالتزام بتطبيق الديمقراطية حتي ولو كانت هذه الجمهورية إسلامية.
وأكدت أن ما شاب الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة من تلاعب ـ علي حد قولها ـ ولجوء القادة الإيرانيين للقوة العسكرية للحفاظ علي مقاليد السلطة في أيديهم يتنافي مع فكرة الجمهورية في حد ذاتها, وحذرت من أن الإيرانيين المعتدلين المتعاطفين مع الثورة بدأوا في التراجع عن هذا الدعم, بل والتشكيك في أهداف النظام الحاكم حاليا في طهران.
وأعربت عن أملها في أن تتولي قيادة مدنية ودينية مسئولية زمام القيادة في إيران, مشيرة إلي أن الحرس الثوري بالتعاون مع مليشيات أخري تتولي زمام الأمور في إيران في الوقت الراهن. وفيما يتعلق بملف طهران النووي, أكدت هيلاري أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن عقد اجتماعات مشتركة مع المسئولين الإيرانيين, وإن كانت هذه الأزمة ستتصدر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر انعقادها خلال أيام في نيويورك.
وفي الوقت ذاته, أكدت هيلاري حرص الولايات المتحدة علي عودة طهران إلي طاولة المفاوضات التي تجريها الدول الست الكبري حول البرنامج النووي الإيراني, والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآتها النووية.
وتأتي تصريحات هيلاري المناهضة للنظام الحاكم في إيران في الوقت الذي كشفت فيه أحدث استطلاعات الرأي العام الأمريكي عن رفض الأمريكيين تدخل أو مشاركة بلادهم في أي ضربة عسكرية قد توجهها إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه مجلس شيكاغو للشئون العامة رفض65% من المشاركين لدعم إسرائيل في حال قصفها للمنشآت النووية في إيران, واندلاع حرب شعواء بين البلدين نتيجة لذلك, في حين أعرب نحو83% من المشاركين عن تأييدهم لفكرة دعم واشنطن لإسرائيل في أي مواجهة لها مع إيران.
والغريب في الأمر أن الأمريكيين أبدوا انقساما واضحا لفكرة الدفاع عن إسرائيل في حالة تعرضها لأي هجوم, حيث أعرب74% عن تأييدهم لفكرة الدفاع عن إسرائيل فيما رفض05% هذه الفكرة, ولكن نحو75% من المشاركين أعربوا عن تفضيلهم للجانب الإسرائيلي في مقابل32% صوتوا لصالح السلطة الفلسطينية في النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.