‏علي وقع تهديدات حركة طالبان بشن هجمات موجعة ضد المسئولين عن العملية الانتخابية‏,‏ ووسط حالة تأهب أمني لم تشهدها أفغانستان من قبل‏,‏ يتوجه اليوم نحو‏5,10‏ مليون ناخب أفغاني إلي‏5897‏ مركز اقتراع‏-‏ مع صناديق مخصصة للنساء وأخري للرجال‏.

لاختيار نوابهم في الجمعية الوطنية ووليسي جيرجا في اقتراع عام مباشر هو الثاني من نوعه منذ سقوط نظام طالبان في نهاية عام2001‏

وكانت حركة طالبان قد استبقت بدء السباق الانتخابي الأفغاني بالوعيد والنذير مهددة بشن هجمات كثيفة ضد مراكز الاقتراع علي امتداد أفغانستان‏,‏ مؤكدة أنها ستستهدف بشكل أساسي القوات الأمنية والموظفين العاملين في تنظيم السباق الانتخابي‏,‏ علي الرغم من نشر نحو‏400‏ ألف جندي أجنبي وأفغاني وشرطي وعنصر مخابرات في البلاد‏.‏

وسيكون علي الناخبين اليوم الاختيار بين‏2500‏ مرشح يعبرون عن تيارات متنوعة‏,‏ فبينهم بطلة سابقة في ألعاب القوي‏,‏ ومغن للبوب‏,‏ وممثل كوميدي معروف بانتقاداته اللاذعة للمسئولين الأفغان‏,‏ ومعتقل سابق في معتقل جوانتانامو الأمريكي بكوبا‏,‏ فهذه التشكيلة المختلفة والمتنوعه سينافسون اليوم زعماء الحرب في سباق ساخن علي المقاعد البرلمانية‏.‏

فقد رشح معظم النواب الحاليين في الجمعية الوطنية أنفسهم لولاية جديدة علي الرغم من تهديدات حركة طالبان‏.‏

ويتكون البرلمان الأفغاني الحالي من مزيج متنوع من الشخصيات حيث يضم زعماء حرب سابقين من حقبة مقاومة الاحتلال السوفيتي‏,‏ كما يشتمل علي شخصيات شيوعية‏-‏ خصوم أساسين لزعماء الحرب‏-‏ إضافة إلي تكنوقراط ممن درسوا في الغرب‏,‏ وشخصيات من المجتمع المدني‏.‏

وأوضح مسئولون غربيون أنه إذا ما انتخب مرشحون مثل روبينا جلالي العداءة السابقة التي شاركت في أوليمبياد‏2004‏ و‏2008‏ والمغني ذبيح الله جوانورد‏,‏ الذي يشتهر بلقب ألفيس الأفغاني‏,‏ والممثل الكوميدي زامير كابولي‏,‏ فإنهم سيغيرون من دون شك الشكل السياسي لبلد ما زالت الغلبة فيه للتقاليد القبلية‏.‏

ومن المرشحين عزت الله يار وهو معتقل سابق في معتقل جوانتانامو‏,‏ ويعتمد عزت الله نصرت يار علي معاناته الحياتية لكسب تعاطف الناخبين وثقتهم علي الرغم من عجزه عن تقديم برنامج انتخابي واضح‏.‏

فهذا الأفغاني البالغ من العمر‏42‏ عاما أمضي خمس سنوات في معتقل جوانتانامو وهو علي الأرجح المعتقل الوحيد في هذا المعتقل الأمريكي الذي يخوض الانتخابات التشريعية في أفغانستان‏.‏

وعن مسار العملية الانتخابية اليوم‏,‏ أعلنت السلطات الانتخابية أن‏5897‏ مركز اقتراع و‏18‏ ألف حجرة تصويت ستفتح أبوابها اليوم‏,‏ في حين ستظل‏1119‏ مركزا مغلقة لاعتبار مناطقها خطرة للغاية‏.‏ وأوضح مسئولون غربيون في هذا السياق أن نحو‏15%‏ من مراكز الاقتراع ستظل مغلقة بسبب انعدام الأمن‏.‏

في الوقت نفسه‏,‏ أوضح المسئولون أن السباق الانتخابي هذه المرة يختلف عن سابقيه في كونه شديد التكلفة إضافة إلي زيادة خطر هجمات طالبان مقارنة بالانتخابات التي جرت عام‏.2005‏

فعن التكلفة‏,‏ أشار المسئولون إلي أنها بلغت نحو‏150‏ مليون دولار ممولة بشكل شبه كامل من الدول المشاركة في قوات التحالف المنتشرة في هذا البلد‏.‏ وأرجع المسئولون التكلفة العالية إلي الاستعدادات الأمنية التي صاحبت السباق الانتخابي إضافة إلي كثرة وتنوع المرشحين وهو الأمر الذي رفع من كلفة الدعاية الانتخابية حيث سعي جميع المرشحين إلي تحفيز الناخبين علي تحدي تهديدات حركة طالبان من خلال التوجه إلي مراكز الاقتراع والإدلاء بأصراتهم‏.‏

وفي ملمح بارز للاختلاف أيضا بين انتخابات اليوم وسابقتها‏,‏ انتشرت صور للدعاية الانتخابية لمرشحات أفغانيات حيث انتشرت صور الرموز الانتخابية مثل وردة أو ثمرة كمثري بدلا من صورة المرشحة ذاتها‏,‏ وسط هجمة صور وملصقات الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات التشريعية الأفغانية التي تعج بها شوارع العاصمة كابول‏.‏

وأوضح مسئولون أفغان أنه عادة ما يبرر عدم نشر صورة المرشحة إلي التزامهن بالتقاليد الأفغانية‏,‏ ومن ذلك انتقاد المرشحة فرخندة نادري نشر صور المرشحات الأخريات بقولها إنه أشبه باستعراض موضة‏,‏ تصبح مقاييس الانتخاب فيه للجمال لا للبرامج‏,‏ في حين تعرضت صور مترشحات أخريات إلي الطمس والتشويه بالحبر في حالات عديدة حتي داخل العاصمة‏.‏

يذكر أن حصة المرأة‏-‏ الكوتا‏-‏ التي قررها الدستور الأفغاني تبلغ‏64‏ مقعدا للنساء من بين‏249‏ مقعدا من مقاعد مجلس الشعب‏.‏ ويبلغ عدد السيدات اللائي تقدمن للمنافسة في سباق اليوم‏406‏ مرشحات في جميع أنحاء أفغانستان‏,‏ العشرات منهن يخضن الانتخابات في العاصمة كابول علي الرغم من أن أصولهن من الولايات الأخري‏.‏

ويشارك في السباق الانتخابي نحو‏270‏ ألف مراقب من ممثلي المرشحين الأفغان ومن أجانب وصحفيين‏.‏ وسيتم فرز الأصوات يدويا في مراكز الاقتراع فور انتهاء التصويت‏,‏ علي أن يبدأ إعلان النتائج الأولية اعتبارا من‏22‏ سبتمبر الحالي‏,‏ وستعلن النتيجة النهائية في‏31‏ أكتوبر ما لم يحدث أي أمر طارئ‏.‏

وبعيدا عن الانتخابات الأفغانية‏,‏ أعلنت الشرطة البريطانية مقتل عمران فاروق السياسي الباكستاني المنفي في لندن امام منزله في العاصمة البريطانية‏.‏ ويعتبر فاروق احد ابرز قيادات حركة قوامي المتحدة التي تعتبر مدينة كراتشي الواقعة جنوبي باكستان‏,‏ معقلها الرئيسي‏.‏

وأوضحت الشرطة أن شخصا طعن فاروق حتي الموت أمام بيته في شمالي لندن‏,‏ ولم يعتقل اي شخص له صلة بمقتل فاروق‏,‏ الذي اختفي من باكستان عام‏1992‏ ويعيش في لندن منذ عام‏.1999‏

وكان عمران فاروق نائبا في البرلمان الباكستاني‏,‏ لكنه صار لاحقا مطلوبا من سلطات الامن الباكستانية‏,‏ وقد وصف الاتهامات الموجهة إليه في بلاده بانها ذات دوافع سياسية‏.‏

وفور الاعلان عن عملية الاغتيال خرجت مظاهرات غاضبة في المدينة‏,‏ وأعلنت الحركة الحداد عشرة أيام وسط أنباء عن وقوع أعمال عنف‏.‏