اعترف الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلنطي( الناتو) بأن تهديد القس الأمريكي تيري جونز بإحراق نسخ من المصحف الشريف في ذكري هجمات11 سبتمبر تسبب بالفعل في الإضرار بمصالح الولايات المتحدة.
رغم تراجعه عن هذه الخطوة, وذلك في الوقت الذي تظاهر فيه أكثر من10 آلاف أفغاني أمس ضد الولايات المتحدة في كابول للتنديد بحرق المصحف وتمزيق صفحاته علي يد بعض المتطرفين في الولايات المتحدة, وأطلقت الشرطة أعيرة نارية في الهواء لتفرقة المحتجين. وقال بترايوس, في مقابلة مع محطة إيه بي سي التليفزيونية الأمريكية, إن هناك ضررا وقع بالفعل, لقد شاهدتم ذلك وسمعتم عن المظاهرات هنا في أفغانستان, هناك صور أصبحت راسخة في الأذهان, رغم أنه لا توجد صور لخطط حرق المصحف. واعترف بأن البعض في الدول الإسلامية يميلون لانتقاد الولايات المتحدة, مشيرا إلي أن بعضهم اتخذ موقفه بناء علي صور إساء معاملة الأسري في العراق ومعتقل جوانتانامو. وكان بترايوس قد انتقد بشدة خطط جونز لحرق المصحف, مؤكدا أن هذه الخطوة ستربك قوات التحالف في أفغانستان وستعرضها للخطر. في الوقت نفسه, تجمع آلاف الأفغان المناهضين للولايات المتحدة في غرب كابول وأشعلوا النيران في إطارات وسدوا طريقا سريعا رئيسيا إلي الجنوب, وقذف المتظاهرون قوات مكافحة الشغب بالحجارة, بعدما منعتهم من التقدم نحو قلب المدينة. وتصاعد دخان أسود كثيف فوق المنطقة وأبقت الشرطة الصحفيين علي بعــد مئات الأمتار. ورأي شاهدان شخصين فاقدي الوعي وملطخين بالدماء وهما ينقلان بعيدا بعد اصابتهما علي ما يبدو بأعيرة نارية. وقالت الشرطة الأفغانية وشهود عيان إنهم كانوا يرددون الموت لأمريكا والموت للمسيحيين والموت لكرزاي في إشارة إلي الرئيس الأفغاني حامد كرزاي. وصرح ضابط الشرطة محمد عثمان بأن هناك أكثر من عشرة آلاف متظاهر وبعضهم يلوح بعلم حركة طالبان. وذكرت شبكة إن بي سي الأمريكية أن المتظاهرين دعوا إلي سحب القوات الأجنبية العاملة في أفغانستان, كما قاموا برشق قوات الشرطة بالحجارة. وتأتي الاحتجاجات قبل ثلاثة أيام من انتخابات برلمانية توعدت طالبان بتعطيلها, وبعد مقتل ثلاثة أشخاص في احتجاجات مطلع الأسبوع بسبب خطط حرق المصحف. وحذر مراقبون بينهم دبلوماسي رفيع من الأمم المتحدة في أفغانستان من أن حركة طالبان قد تحاول استغلال هذه الاحتجاجات. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان, من مكان مجهول, إن الحركة علي علم بالاحتجاجات ولكن ليس لها أي دور فيها. واستطرد ربما يكون الناس رفعوا أعلام طالبان لإبداء تعاطفهم مع الحركة. وعلي الصعيد ذاته, لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب25 آخرون أمس, عندما أطلقت الشرطة الهندية في إقليم كشمير النار علي متظاهرين غاضبين من حرق المصحف وتمزيق صفحاته علي يد متطرفين في الولايات المتحدة في ذكري هجمات11 سبتمبر. وذكرت الشرطة أنها أطلقت النار علي المتظاهرين الغاضبين في بلدة ميندهار لتفريقهم عندما خرج الوضع عن السيطرة وذلك لتفريقهم, وأشارت إلي أن المحتجين حاولوا اقتحام مدرسة كاثوليكية في البلدة. ولا يزال حظر التجول ساريا لليوم الرابع علي التوالي في الإقليم. ومع تصاعد العنف, عقدت الحكومة الهندية أمس اجتماع أزمة مع كافة الأحزاب السياسية الكبري في نيودلهي لبحث سبل معالجة تصاعد التوتر في كشمير. وأعرب رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج عن صدمته وإحباطه من المظاهرات المندلعة في كشمير, والتي لقي فيها18 شخصا مصرعهم.