فى أول اعتراف من مسئول إيرانى رفيع المستوى، أكد الرئيس الإيرانى السابق والرئيس الحالى لمجلس الخبراء هاشمى رافسنجانى أن العقوبات الدولية قوية وكثيرة فى الكم ولم تشهد مثلها الجمهورية الإسلامية منذ إعلان قيامها عقب الثورة الإسلامية فى عام 1997.
وحث رافسنجاني المسئولين الإيرانيين أمس علي ضرورة أخذ العقوبات الدولية ضد إيران علي محمل الجد وعدم التعامل معها كمزحة معتبرا أن إيران تواجه أسوأ اعتداء من المجتمع الدولي ـ علي حد قوله ـ مشيرا إلي أن بلاده لم تشهد منذ قيام الثورة الإسلامية مثل هذا الكم من العقوبات ولم تمر بمثل هذا الموقف. جاءت تصريحات رفسنجاني أمام اجتماع لمجلس الخبراء المسئول عن مراقبة أعمال المرشد الأعلي للجمهورية الإسلامية.
وأضاف رافسنجاني في تصريح نقله التليفزيون الإيراني إن بعض الدول تعمل ضدنا.. ضد الجمهورية الإسلامية وتحرض بعض الدول حولنا للعمل ضدنا. وتابع قائلا: إننا علي مدي30 عاما مررنا بحرب وتهديدات عسكرية ولم نر مثل هذه الغطرسة في تخطيط لعدوان محسوب ضدنا.
وأوضح رافسنجاني إننا لم نشهد هذا الكم من القرارات من المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية والحكومات ضدنا. وكان مجلس الأمن الدولي قد فرض في التاسع من يونيو الماضي رابع مجموعة من العقوبات ضد إيران بسبب استمرارها في تحدي المجتمع الدولي ومتابعة برنامجها المثير للجدل لتخصيب اليورانيوم.
وفي سياق متصل بالملف النووي الإيراني, أكد هانز بليكس رئيس فريق التفتيش الدولي عن أسلحة الدمار الشامل في العراق والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان هناك فرصا عديدة لحل أزمة الملف النووي الإيراني عن طريق التفاوض, مؤكدا أن خفض التوتر في منطقة الشرق الأوسط يتطلب جعل المنطقة خالية من السلاح النووي بما في ذلك إسرائيل. وقال بلكيس ـ في تصريحات تليفزيونية ـ إن الحديث عن الحرب سيجعل الوضع أكثر صعوبة وسيجعل الإيرانيين يتشبثون بمواقفهم بدلا من تقديم تنازلات.
وأوضح أن المحادثات يجب أن تركز علي إعطاء وقود للمفاعلات الإيرانية الثلاثة مقابل تقديم إيران اليورانيوم منخفض التخصيب. وأشار إلي أن الدول الغربية يمكن أن تبحث وتتابع برنامجا سلميا فهي لا تعارض إرسال وقود نووي إلي مفاعل بوشهر المستخدم لأغراض طبية.
وذكر أن برنامج التخصيب في إيران يمكن استخدامه لإنتاج الوقود للمفاعلات, مضيفا أن إيران بحاجة إلي ضمانات لتوفير الوقود الذي تحتاجه.
وأكد أن البرنامج النووي يؤدي إلي مزيد من التوتر بمنطقة الشرق الأوسط ولا يخدم المصالح الإيرانية وسيكون في مصلحة إيران وجميع الأطراف بالمنطقة تقليص التوتر عن طريق توفير الملايين التي تنفق علي الأسلحة.
وردا علي سؤال بشأن أسباب القلق من برنامج إيران النووي علي خلاف دول أخري في المنطقة مثل إسرائيل والهند وباكستان قال بليكس إن إيران ألزمت نفسها بمعاهدة منع الانتشار النووي وبالتالي ألزمت نفسها بعدم الحصول علي أسلحة نووية في حين أن الدول المذكورة غير موقعة علي الاتفاقية.
غير أنه أضاف أن إسرائيل برغم أنها لم توقع علي الاتفاقية فإنها تضيف توترا بالمنطقة ويجب أن تقضي علي هذا النوع من الأسلحة فيها وتضمن عدم وجود تخصيب فيها. وبخصوص طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إسرائيل إخضاع منشآتها لإشراف الوكالة قال إنه لا يتوقع أن تلقي مثل هذه الطلبات إجابة موضوعية من إسرائيل التي دأبت دائما علي رفض هذه الطلبات, مشيرا إلي أن الحل يكمن في عقد مؤتمر بهدف جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي.
وفي بروكسل من المتوقع أن يطلب دبلوماسي إيراني آخر في سفارة بلاده في بلجيكا اللجوء السياسي إلي النرويج ويعلن استقالته وانضمامه إلي المعارضة ضد النظام الإيراني, وذلك طيقا لما قاله ساكي رحمان عضو لجنة الدعم النرويجية الإيرانية. ويعد هذا هو ثالث دبلوماسي إيراني في غرب أوروبا يعلن انشقاقه علي النظام الإيراني.
من ناحية أخري, أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سيحضر مؤتمر الأمم المتحدة الذي سيعقد علي مستوي رفيع يوم24 سبتمبر المقبل في نيويورك بهدف احياء محادثات نزع السلاح المتعثرة.