قال الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة إنه يتوقع "عقبات هائلة" قادمة في مفاوضات السلام بالشرق الأوسط، لكنه قال إنها "مخاطرة تستحق العناء"، مؤكدا أن بلاده ستواصل مساعيها ولو انهارت المحادثات.

وقال أوباما في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض "هناك عقبات هائلة من الآن وحتى النهاية".

واعتبر أوباما أن المحادثات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس اللذين من المقرر أن يجتمعا مجددا في مصر في الـ14 والـ15 من الشهر الجاري "تشكل فرصة لتحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل".

وأضاف "كل من الطرفين بحاجة إلى الآخر، في نهاية المطاف سيكون الأمر بيديهما"، وتابع "ما زلت متفائلا لكن هذا سيكون صعبا، إنها مخاطرة تستحق العناء لأن البديل هو الوضع الراهن وهو غير قابل للاستمرار ولذلك إذا انهارت المحادثات فسنظل نحاول".

وأوضح أنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "من المنطقي تمديد تجميد البناء الاستيطاني ما دامت محادثات السلام بالشرق الأوسط بناءة".

وقال إن التوصل إلى اتفاق سلام "سيساعد جهود التعامل مع إيران ومواجهة الإرهابيين في الشرق الأوسط". وأكد أن إدارته تدافع بشكل لا يتزعزع عن أمن إسرائيل "في مواجهة التهديدات الخارجية".

حرق المصحف

في هذه الأثناء قال أوباما إنه يأمل أن يحجم راعي كنيسة في فلوريدا عن خطته حرق المصحف لأن هذا يمكن أن يسبب أضرارا فادحة للمصالح الأميركية في الخارج.

وأضاف "فكرة أن نحرق نصا مقدسا يخص دين شخص آخر تتعارض مع ما تقوم عليه هذه الدولة".

وحذر من أن هذا يمكن أن يؤدي إلى عمليات انتقامية ضد القوات الأميركية في أفغانستان ومناطق أخرى، وقال "هذه وسيلة لتعريض قواتنا وأبنائنا وبناتنا للخطر، إنه في عصر الإنترنت شيء يمكن أن يسبب لنا أضرارا شديدة في أنحاء العالم، لذا علينا أن نتعامل معه بجدية".

وكان القس تيري جونز قال الجمعة إنه لن يحرق المصحف، لكنه قد يغير رأيه إذا فشل عقد اجتماع مقترح غدا السبت في نيويورك مع زعماء مسلمين يخططون لبناء مركز إسلامي ومسجد قرب موقع هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وأضاف جونز لقناة أي بي سي "خططنا الآن هي ألا نفعل ذلك". وقال جونز إن إماما في فلوريدا وعده بالاجتماع مع الإمام فيصل عبد الرؤوف في نيويورك مقابل إلغاء حرق المصاحف.

بن لادن

من جهة ثانية قال أوباما إن الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام لكنها في حرب مع تنظيم القاعدة "والجماعات الإرهابية التي هاجمت البلاد وما زالت تتآمر لإيذائها".

وأضاف أن اعتقال أو قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لا يزال يشكل أهمية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة في الوقت الذي تحيي فيه ذكرى هجمات 11 سبتمبر.

وقال أوباما في إشارة إلى الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري "اعتقال أو قتل بن لادن والظواهري سيكون مهما جدا لأمننا القومي"، مضيفا "أنه لا يحل كل مشكلاتنا لكنه ما زال أولوية كبرى لهذه الإدارة".

وقال الرئيس الأميركي إنه مع تزايد ضغط الولايات المتحدة على القاعدة ربما اختبأ بن لادن وآخرون "بشكل جعل من الصعب عليهم أن يعملوا".

وحذر أوباما من أنه "ستكون هناك دائما إمكانية لقيام أفراد أو جماعات صغيرة بشن هجمات ضد أهداف أميركية"، وقال "إن الولايات المتحدة سوف تقضي في نهاية الأمر على تهديدات المتشددين، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت".

أفغانستان والفساد

وحول أفغانستان، قال أوباما إنه شهد بعض التقدم في محاربة الفساد هناك، لكن الطريق ما زال طويلا.

وأشار إلى بعض النجاحات التي حققتها حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في مجال محاربة الفساد الذي يعتبر عاملا رئيسيا في تقويض الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد حركة طالبان.

وقال "سنواصل الضغط عليهم على هذه الجبهة، هل سيتحقق الأمر بين عشية وضحاها؟ على الأرجح لا". وأضاف أن الجيش الأميركي والوكالات الأخرى العاملة في أفغانستان تحتاج إلى ضمان أن عملياتها لا تشجع الفساد.

وأضاف "نحن نراجع كل ذلك باستمرار وربما تكون هناك مناسبات يحدث فيها ذلك لنتأكد من أن جهودنا لا تعتبر بشكل ما مشجعة للفساد، إذا كنا نعلن أن هذا مهم فيجب أن تتطابق أفعالنا مع ذلك".

الوضع الاقتصادي

وعلى الصعيد الاقتصادي قال أوباما إن انتشال اقتصاد الولايات المتحدة من الركود يسير بخطى بطيئة. وأضاف "الفجوة التي خلفها الركود ضخمة والتقدم يسير بخطى بطيئة بشكل محزن".

وأكد أنه مستعد لتوقيع مشروع قانون للضرائب هذا الشهر لضمان حصول الأسر الأميركية من الطبقة المتوسطة على تخفيضات ضريبية، لكنه جدد القول إن البلاد لا يمكنها أن تتحمل تكلفة إبقاء معدلات الضرائب منخفضة للأميركيين الأكثر ثراء والتي تقدر بحوالي 700 مليار دولار على مدى عشر سنوات.

وأبلغ أوباما المؤتمر الصحفي أن الجمهوريين يعاقبون الطبقة المتوسطة ويؤجلون انتعاش الاقتصاد الأميركي لتقديم إعفاءات ضريبية لأصحاب الملايين والمليارات.

ويهدد معدل البطالة المرتفع في أميركا بأن يكلف الديمقراطيين فقدان السيطرة في مجلس النواب وربما مجلس الشيوخ أيضا، وذلك قبل أقل من شهرين من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

وقال أوباما إن سياسات الجمهوريين في عهد سلفه جورج دبليو بوش أدت إلى "أزمة مالية وركود فظيع ما زلنا نحاول الخروج منه حتى اليوم"، لكنه سلم بأن الأميركيين غير راضين عن وتيرة الانتعاش تحت قيادته.

وجدد أوباما نداءه إلى الجمهوريين في مجلس الشيوخ للتوقف عن عرقلة مشروع قانون بقيمة 30 مليار دولار لدعم الشركات الصغيرة.

وأعلن أوباما تعيين أوستان غولسبي رئيسا جديدا لمجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض. وقال إن "غولسبي ليس فقط خبيرا اقتصاديا مرموقا بل إن لديه أيضا تقديرا عميقا لكيفية تأثير الاقتصاد على الحياة اليومية للناس".