وقعت روسيا وإسرائيل أمس اتفاقية طويلة الأجل للتعاون العسكري بين وزارتي الدفاع بالبلدين, وذلك علي هامش زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لموسكو.
حيث سيسعي لإقناع السلطات الروسية بالتخلي عن بيع منظومة الدفاع الجوي من صواريخ إس-300 لإيران، وكذلك صواريخ ياخونت المضادة للسفن الأسرع من الصوت لسوريا.
وقال وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف, بعد مباحثاته مع نظيره الإسرائيلي إيهود باراك في موسكو, وقعنا منذ لحظات اتفاقية طويلة الأجل للتعاون بين وزارتي الدفاع وناقشنا عددا من المسائل المرتبطة بالتعاون الحربي التقني. وأكد أن الاتفاقية ستفيد بلاده كثيرا لدي إجراء عملية الإصلاح العسكري للقوات المسلحة الروسية من واقع خبرات الجيش الإسرائيلي والتي قال إن موسكو ستدرسها بإمعان, وأعاد إلي الأذهان أن روسيا اشترت من قبل12 طائرة بدون طيار من إسرائيل ويجري تدريب50 من العسكريين الروس علي استخدامها.
وكان سيرديوكوف قد استهل مباحثاته مع الجانب الإسرائيلي بقوله إن الاتفاقية ستعطي دفعة جديدة لتطوير العلاقات بين البلدين, مشيرا إلي أن مواقف البلدين متقاربة إن لم تكن متطابقة حيال الكثير من تحديات العصر ومنها مكافحة الارهاب الدولي ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. وأضاف أن الاتصالات المتبادلة بين الدوائر المعنية في البلدين تسهم في التصدي لهذه الاخطار, مشيدا بالطابع النشيط للتعاون بين وزارتي الدفاع الروسية والاسرائيلية في مختلف الاتجاهات.
وأوضحت المتحدثة باسم وزير الدفاع الروسي أن هذه الاتفاقية ستنظم التعاون العسكري بين البلدين خلال الأعوام الخمسة القادمة, مشيرة إلي أنها تتضمن تبادل الآراء والخبرات والمعلومات ذات الاهتمام المشترك خاصة في مجال الأمن الدولي, وأيضا تطوير الاتصالات في مجال التعليم العسكري. وقالت المصادر إن الاتفاقية تتناول التعاون في مجالات إعداد الكوادر العسكرية وتبادل المعلومات وإلي جانب التعاون في مجالات تطوير الاتصالات والمسح الطوبوغرافي ودراسات التاريخ العسكري.
ورجحت المتحدثة الروسية أن تتناول محادثات باراك إدخال العربات المدرعة الروسية إلي الأراضي الفلسطينية. وكانت روسيا قد سلمت ممثلي السلطة الفلسطينية في الأردن50 من ناقلات الجنود المدرعة في19 يوليو الماضي, غير أن إسرائيل لم تسمح بإدخالها إلي الضفة الغربية حتي الآن.
ومن جانبه, قال وزير الدفاع الإسرائيلي, عقب توقيع الاتفاقية, إن روسيا هي قوة مركزية في العالم ولها ثقلها في الشرق الأوسط. وأضاف أن روسيا تتميز دائما برؤيتها الشاملة للقضايا العالمية, مؤكدا أن إسرائيل من جانبها تركز علي التداعيات التي تواجهها ومن بينها التهديد الذي تشكله إيران, وعلي تحقيق السلام مع جيرانها, وبالدرجة الأولي مع الفلسطينيين. وأضاف باراك أنه يتوقع أن تكون محادثاته مع المسئولين الروس حول كل هذه القضايا مثمرة.
وحذر باراك, في مستهل مباحثات مع سيرديوكوف, من التهديد الذي وصفه بـ الإرهاب الإسلامي لأمن كل من روسيا وإسرائيل, وشدد علي أن بلاده تثمن العلاقات مع روسيا, مشيرا إلي الارتقاء بهذه العلاقات في الآونة الأخيرة. وفي تعليق علي لقائه مع نظيره الروسي, قال باراك إن هذا اللقاء هو الأول من نوعه منذ سنوات طويلة, مشيرا إلي استعداد بلاده لتبادل الخبرات مع روسيا في مجالات مكافحة الإرهاب وضمان الامن باستخدام الطائرات بدون طيار.
ومن المقرر أن يلتقي باراك مع رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين لإجراء مباحثات, قالت المصادر إنها سوف تتناول عددا من القضايا السياسية وفي مقدمتها الوضع في الشرق الأوسط وملف البرنامج النووي الإيراني, ومخاوف إسرائيل من تنفيذ روسيا للعقود الموقعة مع طهران حول إمدادها بصواريخ إس300 ومكافحة ما وصفتها بمجموعات الاسلاميين المتشددين والمقصود بها حركة حماس وتوريد أسلحة روسية إلي سوريا خاصة صواريخ ياخونتا المضادة للسفن والبالغ مداها300 كيلومتر والتي تخشي إسرائيل وقوعها في أيدي مقاتلي حزب الله في لبنان.
وكانت وسائل الإعلام الروسية والإسرائيلية قد ذكرت أن باراك سيجري محادثات مع سيرديكوف وبوتين تتناول مكافحة ما وصفه مجموعات الإسلاميين المتشددين والملف النووي الإيراني وتوريد أسلحة روسية إلي سوريا وإيران, وكذلك إمكان التعاون في مجال إنتاج الأسلحة خاصة إنتاج الطائرات بدون طيار.