مع اقتراب ذكري هجمات11 سبتمبر2001, اضطر المسلمون داخل الولايات المتحدة إلي رفع حالة التأهب الأمني حول المساجد, وتنظيم حملة إعلانية تؤكد ولاءهم للولايات المتحدة.
كما سعوا إلي الحصول علي دعم من قادة الديانات الأخري لنشر قيم التسامح والحوار بين الأديان. وأوضحت وكالة أسوشيتد برس في تقريرها الذي رصدت فيه واقع المسلمين الأمريكيين مع قرب ذكري هجمات سبتمبر وتزامنها مع عيد الفطر أن هدف الإجراءات التي تبنتها الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة لا يكمن فقط في حماية المسلمين, ولكن الهدف الأساسي لها يتركز في منع أي استفزازات من المحتمل أن تقوم بها الجماعات المعارضة لمسجد جراوند زيرو وبعض الأمريكيين المنتمين إلي اليمين المتشدد.
وأشارت الوكالة إلي أن معظم المساجد الأمريكية عادة ما تكثف الأمن في رمضان بسبب الاهتمام الذي يجلبه الشهر الفضيل, ولكن هذا العام, اهتم المسلمون بسلامتهم وأمنهم بشكل أكبر, وذلك بعد مواجهتهم في الأشهر الأخيرة احتجاجات وأعمال تخريب, معتبرة أن الجدل حول بناء مسجدجراوند زيرو أصبح قضية وطنية.
وأضافت الوكالة أن من ضمن الإجراءات الجديدة التي تبناها المسلمون استعدادا لذكري هجمات سبتمبر أن مركز نورث أمريكا الإسلامي سيعقد غدا- الثلاثاء- اجتماعا في واشنطن يجمع ممثلين بارزين في الديانتين المسيحية واليهودية معهم أئمة مسلمون لبحث حالة الاحتقان والتشدد الديني التي تزايدت مؤخرا بسبب مسجد جراوند زيرو.
ونقلت الوكالة عن ايدينا ليكوفيتش المتحدثة باسم المجلس الاسلامي للشئون العامة ومقره في لوس انجلوس قولها إن قوات الامن الامريكية تلقت تعليمات تطالبها بالبقاء علي اهبة الاستعداد علي امتداد الأراضي الأمريكية تحسبا لأي اعمال عنف خلال عيد الفطر, مرجعه هذا الإجراء إلي وجود جو متنام من العداء للاسلام تصاعدت حدته في الاشهر الاخيرة.
وشددت ليكوفيتش علي أن رمضان وعيد الفطر يجريان بدون حوادث في الولايات المتحدة عادة, موضحة ان المسلمين يحتفلون بهما بسلام, إلا ان مشاعر الغضب في الولايات المتحدة تجاه مسجد جراوند زيرو واعلان كنيسة في فلوريدا عزمها تنظيم يوم دولي لإحراق القرآن في11 سبتمبر المقبل, عززا مخاوف المسلمين من احتمال تعرضهم لاعتداءات خلال هذه الفترة.
في هذه الأثناء, تواصلت المسيرات السلمية في اندونيسيا احتجاجا علي خطط إحدي المنظمات اليمينية الأمريكية لحرق نسخ القرآن الكريم في الذكري التاسعة لهجمات سبتمبر. فقد نظم أعضاء حزب التحرير في جنوب شرق مقاطعة سوالايزي الاندونيسية مظاهرة سلمية احتجاجا علي الحملة الأمريكية الداعية الي حرق القرآن الكريم, ودعا المتظاهرون حكومة الولايات المتحدة والمسيحيين في جميع أنحاء العالم الي العمل الجاد لوقف هذه الحملة التي تقف وراءها إحدي المنظمات اليمينية المتطرفة.
ومن باريس ـ حازم فودة ونجاة عبد النعيم: أشاد وزير الداخلية وشئون الديانات الفرنسي بوريس أورتفو بالتاريخ الطويل وبعلاقة فرنسا بالإسلام والمسلمين, وذلك خلال لقائه مع الجاليات المسلمة علي مائدة إفطار أقيمت في مسجد باريس الكبير.
وجدد أورتفو التأكيد علي أن العلاقات بين الاسلام والجمهورية الفرنسية نتاج لرغبة متجددة ومستمرة وتجسد القيم التي نتقاسمها, وأن فرنسا حريصة علي أن تضمن لكل فرد حرية الممارسة الدينية, مؤكدا حقيقة أن العلمانية علي الطريقة الفرنسية لا تعني إلغاء للديانات ولكنها تأكيد علي المساواة بين جميع المواطنين, مضيفا ان الاعمال العدائية التي ترتكب ضد المسلمين ليس لها مكان في فرنسا منددا بكل اعمال العنف والانتهاكات التي عانت منها بعض المساجد, في اشارة الي الحريق الذي اندلع بمسجد ايستر في ابريل الماضي, وما تم من تدنيس لمقابر جنود المسلمين في تاراسكون في شهر مايو الماضي.
ومن جانبها, حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من عواقب تخلي أجهزة الأمن عن مواجهة أعمال العنف في الأحياء التي تقطنها نسبة كبيرة من الأجانب والمهاجرين.
وقالت ميركل- في مقابلة مع صحيفة بيلد آم زونتاج الألمانية: لا ينبغي أن يكون هناك في ألمانيا مكان, أو حي أو ضاحية لا تستطيع فيها شرطتنا تطبيق القانون.
لكن المستشارة الألمانية حذرت في الوقت نفسه من ربط العنف بأديان محددة, وقالت: هذا يقود إلي طريق خطأ, ودعت ميركل إلي تعيين المزيد من المهاجرين في المؤسسات الحكومية لحل تلك المشكلة.
يذكر أن قضية اندماج المهاجرين في المجتمع الألماني عادت في الأيام الأخيرة بقوة للأضواء, علي خلفية الجدل الذي أثارته تصريحات المسئول المصرفي والسياسي السابق تيلو زاراتسين, والتي اعتبرها قطاع واسع من الطبقة السياسية الألمانية مسيئة للأجانب.
ومن جانبه, هدد ساراتسن باللجوء إلي المحكمة لمنع اقالته من منصبه بعد أن أدت تصريحات مثيرة للجدل أدلي بها عن المهاجرين المسلمين إلي تصويت مجلس ادارة البنك علي الموافقة علي إقالته.