أطلت الهجمات الانتحارية مرة أخري برأسها في روسيا‏‏ حيث لقي خمسة أشخاص علي الأقل مصرعهم وأصيب‏40‏ آخرون أمس.

 في هجوم انتحاري استهدف معسكرا تابعا للجيش في منطقة داغستان بجنوب روسيا‏.‏ وقالت السلطات الروسية إن انتحاريا حاول تفجير سيارة كان يقودها تحمل‏50‏ كيلوجراما من المتفجرات داخل ساحة لإطلاق النار تابعة لوحدة عسكرية تقيم معسكرا خارج بلدة بويناكسك علي بعد نحو‏50‏ كيلومترا إلي الغرب من عاصمة الإقليم محج قلعة‏,‏ إلا أن الجنود سدوا الطريق أمامه بشاحنة عسكرية‏,‏ مما حال دون تنفيذ الهجوم داخل المعسكر والذي إن حدث كان سيسفر عن سقوط عدد أكبر بكثير من الضحايا إذا ما تمكن المهاجم من الوصول إلي الخيام التي كان ينام فيها مئات الجنود‏,‏ وهو ما اضطر منفذ الهجوم إلي الاصطدام بالشاحنة العسكرية عند بوابة المعسكر‏.‏

ومن جانبه‏,‏ أقر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف خطة تقديم مساعدات لأسر القتلي الذين لقوا مصرعهم جراء الانفجار‏.‏

وذكرت وكالة أنباء إيتار تاس الروسية أن وزير الدفاع قدم أيضا لرئيس الدولة تقريرا عن التدابير التي تم اتخاذها لتعزيز حماية المنشآت ومناطق التدريب العسكرية‏,‏ كما شكل لجنة عسكرية توجهت لمكان الحادث للوقوف علي تفاصيل الحادث‏.‏

يأتي هذا بعد يوم واحد من إصابة وزير خارجية داغستان بيك مورزا بيكمورزاييف جراء انفجار قنبلة استهدفت سيارته عندما كان في طريقه إلي مكتبه‏.‏

يذكر أن جمهوريات داغستان وأنجوشيا والشيشان تشهد هجمات من وقت لآخر ينفذها انفصاليون يسعون إلي إقامة دولة إسلامية في شمال القوقاز الذي خاضت فيه روسيا حربين في الشيشان منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في عام‏1991.‏

وتسعي روسيا جاهدة لاحتواء تصاعد الهجمات بالإقليم الذي تسكنه أغلبية مسلمة ويقع علي حدودها الجنوبية والتي انتقلت في مارس الماضي إلي قلب الأرض الروسية‏,‏ حيث نفذ الانفصاليون تفجيرات دامية في مترو أنفاق موسكو أسفرت عن مقتل‏12‏ شخصا‏.‏

ويتزامن هذا الهجوم مع مرور‏11‏ عاما علي التفجير الذي استهدف أحد المباني في منطقة بيوناكسك السكنية والمخصصة لعائلات العسكريين الروس عام‏1999‏ وأسفر عن مقتل‏64‏ والذي كان بداية لسلسلة تفجيرات نفذت علي مدار أسبوعين نجم عنها مقتل نحو‏290‏ شخصا‏.‏