‏ عاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إلي مخاطبة ود الطبقة الوسطي من المجتمع الأمريكي التي منحته عام‏2008‏ بطاقة الدخول إلي البيت الأبيض‏.

فقد تعهد أوباما أمس بأن يواصل الجهد لخدمة الرجال والنساء من الطبقة الوسطي.   التي واجهت ضغوطا أكثر من غيرها خلال الفترة الأولي من الكساد الذي عانت منه الولايات المتحدة بسبب الأزمة المالية العالمية أواخر عام‏.2008‏

وأوضح الرئيس في خطابه الأسبوعي عبر الإذاعة والإنترنت أن الاهتمام بمصالح ومشكلات الطبقة الوسطي هو الطريق الصحيح للوصول إلي الاقتصاد الصحي‏,‏ مؤكدا أن الاهتمام بأوضاع سوق المال ووضع لوائح جديدة منظمة لعمل البنوك لن تستطيع وحدها حل معادلة تحقيق الانتعاش الاقتصادي والحفاظ علي سياسات خفض الضرائب‏,‏ وتعهد بأن يسعي خلال الفترة المقبلة إلي إيجاد فرص عمل جديدة وتقليل نفقات لدراسة ومساعدة أبناء الطبقة الوسطي علي الحصول علي معاشات لائقة وخفض الضرائب عن العائلات ومنع شركات التأمين من رفض تغطية نفقات الأمريكيين الذين يعانون من متعاب صحية‏.‏

وبهذه الوعود يكون أوباما قد شن هجوما استباقيا علي الحزب الجمهوري ـ الغريم اللدود للحزب الديمقراطي ـ مستهلا حملة انتخابية مبكرة قبل نحو شهرين من بدء ماراثون انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقررة في نوفمبر المقبل‏.‏ وفي شأن أمريكي آخر‏,‏ كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية النقاب أمس عن أن شركة بلاك ووتر الأمريكية الخاصة لخدمات الأمن أسست أكثر من‏30‏ من الشركات الواجهة في أنحاء العالم سعيا للفوز بعقود العمل لصالح الحكومة الأمريكية بقيمة ملايين الدولارات‏,‏ مشيرة إلي أن غالبية هذه الشركات تقع في دول تعد ملاذات آمنة من الضرائب‏.‏

وأوضحت الصحيفة أن بلاك ووتر ـ التي صارت تعرف الآن باسم إكس إي سرفيسز ـ أقامت هذه الشركات في أعقاب عمليات الفحص الدقيق التي تعرضت لها بعد الكشف عن حقيقة عملياتها في العراق‏,‏ واستشهدت نيويورك تايمز في هذا الشأن بأقوال محققين ومسئولين سابقين في الشركة‏.‏

وقالت الصحيفة في تقريرها إنه لم يتضح بعد عدد شركات الواجهة التي تمكنت من الفوز بعقود من الحكومة الأمريكية‏,‏ إلا أنها عادت وأوضحت أن ثلاثا علي الأقل ـ‏10‏ من الشركات الـ‏30‏ التابعة لبلاك ووتر ـ فازت بعقود من الجيش الأمريكي والمخابرات الأمريكية سي‏.‏آي‏.‏إيه‏,‏ حيث نقلت عن مسئول أمريكي رفيع المستوي قوله إن سي‏.‏آي‏.‏إيه منحت بلاك ووتر والشركات التابعة لها عقودا سرية بلغت قيمتها حوالي‏600‏ مليون دولارمنذ عام‏.2001‏

وترتبط الشركة ـ التي يوجد مقرها في ولاية نورث كارولينا بعقد مع الخارجية الأمريكية توفر بموجبه خدمات الأمن الخاصة للمبعوثين والدبلوماسيين الأمريكيين في البؤر الخطيرة من العالم‏.‏ وأكدت نيويورك تايمز أن إدارة الرئيس أوباما علي علم بهذه الشركات التي تؤسسها بلاك ووتر‏,‏ حيث كانت لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي والمعنية بفحص العقود التي تبرمها الحكومة الأمريكية قد كشفت الأسبوع الماضي عن تقرير يتضمن اسم‏31‏ شركة تابعة لبلاك ووتر‏,‏ كما كشف تحقيق اللجنة عن الخطوات التي اتخذتها بلاك ووتر لتستمر في الفوز بعقود الحكومة الأمريكية بعد سبتمبر عام‏.2007‏