دخلت المعركة حول مركز قرطبة الذي تسعي منظمة إسلامية إلي تأسيسة في مانهاتن بالقرب من الجراوند زيرو موقع هجمات11 سبتمبر2001 مرحلة مختلفة من المواجهة.
فبعد التصريحات المتبادلة بين المؤيدين والمعارضين, انتقلت المعركة أمس إلي مرحلة المظاهرات المتبادلة. فقد أعلنت مجموعات تابعة للجانبين أنها تلقت دعوات لتنظيم مظاهرات قبل وأثناء ذكري هجمات سبتمبر.
وأوضحت وكالة أسوشيتد برس في رصدها للقضية أنه من المتوقع أن يشهد يوم11 سبتمبر المقبل مظاهرتين, واحدة معارضة لبناء مركز قرطبة, والأخري معارضة للتيار المعادي للإسلام.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه عدد من المسئولين عن بناء المركز أنهم يواجهون مشكلة نقص التمويل. وأوضح المسئولون أنهم يحتاجون إلي100 مليون دولار لتنفيذ المشروع, مشيرين إلي أنهم لم يتمكنوا بعد من شراء كامل الأرض التي يحتاجها المشروع, كما أنهم في حاجة إلي مبالغ أخري تتعلق بالضرائب العقارية المستحقة وهي مبالغ لم يتم تقديرها بعد,إضافة إلي أنه في حاجة إلي ربع مليون دولار إضافية كرسوم حكومية لاستخراج الأوراق اللازمة لإتمام المشروع.
ولم تكن ألمانيا بعيدة كثيرا عن الجدل الذي تعيشه الولايات المتحدة حاليا, فرغم الإنقسام الذي تسبب فيه السياسي والإقتصادي الألماني تيلو ساراستين بين الألمان بسبب هجومه علي الأجانب خاصة المسلمين وإتهامه لهم بالفشل في الإندماج في المجتمع.
إلا أن مدينة هام الألمانية تصدت لمحاولات تشويه صورة المسلمين في المانيا بطريقة عملية تؤكد فيها أن مواطنيها المسلمين جزء لا يتجزأ من هويتها, حيث تنظم المدينة حتي غد- الأحد- سوقا رمضانية ضخمة في اكبر ميادينها.
أما الظاهرة غير المسبوقة في هذه السوق الرمضانية فهي موائد الرحمن الإسلامية التي تضمها وتوزع فيها الوجبات والمشروبات مجانا علي جميع الحاضرين عندما يحين وقت الافطار وبعد أن يسمع الجميع صوت آذان المغرب. وعبر عمدة مدينة هام عن سعادته البالغة بالسوق الرمضانية التي تتسع خيمتها لخمسمائة شخص, مؤكدا أن هذه اللقاءات والمبادرات المشتركة هي التي تتيح الفرصة لإزالة أي مفاهيم خاطئة من خلال الحوار المتبادل والمناقشات حول موائد الإفطار الرمضانية.
اما فيما يتعلق بعضو مجلس إدارة البنك الألماني دويتشه بنك تيلو ساراستين الذي انهالت عليه الإنتقادات من مختلف الأطياف السياسية بسب آرائه المسيئة للمسلمين وإثارته لمخاوف الألمان من أسلمة المانيا, فقد طلب مجلس إدارة البنك المركزي من الرئيس الألماني كريستين فولف رسميا إعفاءه من منصبه في مجلس إدارة البنك لإضراره بسمعته وهو قرار رحبت به ايضا المستشارة الألمانية انجيلا ميركل.
ومع احتدام الجدل في الولايات المتحدة وألمانيا, دعا فيظ محمد أحد أبرز الأئمة الأستراليين إلي قطع رأس السياسي الهولندي اليميني جيرت فيلدرز بسبب مواقفه المعادية للإسلام.
ونقلت صحيفة دي تلجراف أكبر الصحف الهولندية أمس عن الشيخ محمد وصفه لفيلدرز بـالشيطان, قائلا إن سياسيا يتحدث عن الإسلام بهذا الشكل العدائي يجب قطع رأسه.
وأوضحت الصحيفة أن الشيخ محمد- المقيم حاليا في ماليزيا- وجه دعوته بقطع رأس السياسي الهولندي خلال خطبة الجمعة, إلا أنها رفضت الكشف عن باقي ما جاء في هذه الخطبة ولا الوقت الذي قيلت فيه مكتفية بالقول إنها تتعاون مع الشرطة الهولندية في هذا الصدد.
وكان فيلدرز- الذي حقق انتصارا كبيرا خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت في9 يونيو الماضي- قد اكتسب شهرة دولية واسعة النطاق بسبب تصريحاته المعادية للإسلام, حيث قارن بين القرآن الكريم وكتب النازية الخاصة بهتلر, كما أخرج فيلما عن الدين الإسلامي أثار غضبا كبيرا في الدول الإسلامية.
يذكر أن فيلدرز يخضع حاليا للتحقيق بسب تصريحاته العنصرية ضد المسلمين.