قالت الأمم المتحدة إنها ستواصل عملها الإنساني في باكستان التي ضربتها فيضانات شردت خمسة ملايين شخص، رغم تهديدات طالبان بمهاجمة عمال الإغاثة الأجانب وتحذير واشنطن من إمكانية تنفيذ هذه التهديدات.

وقال المسؤول عن الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جون هولمز الخميس "لن نخاف هذا النوع من التهديدات". وأضاف أن "هذه التهديدات كانت قائمة قبل الفيضانات، لقد أدركنا على الدوام أن هناك مشاكل أمنية" في باكستان.

وقال "سنأخذ بالتاكيد هذه التهديدات على محمل الجد وسنتخذ الإجراءات الاحترازية التي تفرض نفسها، لكننا لن نحيد عن التزامنا المتمثل في مساعدة سكان باكستان".

من جهته اعتبر مسؤول شؤون الإعلام في مكتب الأمم المتحدة ماوريتسيو جوليانو أن التحذير من أن تهاجم طالبان قوافل المساعدات الأجنبية والعاملين فيها لن يمنعها من بذل قصارى جهدها لمساعدة ملايين المنكوبين.

تهديد طالبان

وألمحت حركة طالبان باكستان في وقت سابق الخميس إلى أنها قد تشن هجمات ضد الأجانب العاملين في مجال الإغاثة، قائلة إن وجودهم "غير مقبول".

وقال المتحدث باسم طالبان أعظم طارق إن الولايات المتحدة والدول الأخرى لا تركز على تقديم المساعدات لضحايا الفيضانات ولكن لها "نوايا" أخرى لم يحددها، ملمحا إلى أن المسلحين قد يلجؤون إلى العنف.

وأضاف طارق في تصريحات صحفية "عندما نقول إن ذلك شيء غير مقبول بالنسبة لنا، فيمكن للمرء أن يستنتج ما يشاء".

بدوره كشف مسؤول أميركي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية أن طالبان باكستان يخططون لتنفيذ هجمات ضد عمال إغاثة أجانب يساعدون متضرري الفيضانات في هذا البلد.

وفي السياق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي "لدينا معلومات بخصوص احتمال استهداف عمال إغاثة أجانب في باكستان وكذلك الوزارات الحكومية".

وأضاف "دون الخوض في شؤون المخابرات لدينا معلومات عن وجود تهديد ونحن نتحدث مع حكومة باكستان ونعمل معها على القيام بكل ما نستطيع لضمان استمرار جهود الإغاثة".

إخلاء مدن

وتواجه باكستان أزمة إنسانية وصفت بالكارثية، مع فيضانات ضربت أكثر من خمس مساحة البلاد وخلفت 1500 قتيل على الأقل حسب إحصائيات حكومية، وأكثر من 17 مليون متضرر حسب الأمم المتحدة.

وطلبت السلطات من 400 ألف شخص في وادي السند إخلاء ثلاث مدن مهددة بالفيضانات جنوب باكستان بعد شهر منذ بدء هذه الفيضانات المدمرة.

ورغم انحسار الفيضانات في شمال البلاد ووسطها، حيث المناطق الأكثر تضررا منذ بدء الكارثة، لا زالت الأمطار الموسمية الغزيرة تتهاطل جنوبا لترفع منسوب نهر السند لمستويات خطيرة عند مصبه، ما دفع بملايين الأشخاص للفرار تخوفا من فيضانات جديدة بإقليم السند الجنوبي.

وقال هادي باكش كالهورو المسؤول الإداري في إقليم ثاتا "لقد طلبنا من سكان سوجاوال وميربور باثورو ودارو مغادرة هذه المدن الثلاث لأماكن آمنة بسبب احتمال حصول فيضانات". ويعيش في هذه المدن نحو 400 ألف نسمة.

وفي بعض المناطق ارتفع منسوب النهر الكبير الذي يبلغ عرضه في العادة مئات الأمتار ليبلغ عشرة كلم، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وامتد طابور طويل من الجرافات والشاحنات والحافلات المكتظة بالركاب والسيارات والعربات التي يجرها ثيران إضافة إلى المشاة، على مسافة 100 كلم تفصل ثاتا عن البحر، حيث فر الناس من السواحل متجهين إلى الشمال.

مساعدات دولية

وفي إطار جهود تعجيل المساعدات لتطويق الأزمة، أكد صندوق النقد الدولي الذي يجري مشاورات منذ الاثنين مع ممثلي باكستان لتحديد طبيعة المساعدة التي يمكنه أن يقدمها، أنه "يبحث في كل الاحتمالات" بما فيها تقديم قرض عاجل.

وقال المتحدث باسم الصندوق جيري رايس إن وزير المالية الباكستاني عبد الحفيظ شيخ ومحافظ البنك المركزي ياسين أنور انضما للمحادثات التي بدأت الاثنين بمقر الصندوق.

وأضاف أن الطرفين يسعيان لتخفيف الشروط على برنامج قرض حالي من صندوق النقد قيمته 11 مليار دولار وتمويل من خلال تسهيلات للصندوق للدول التي تتعرض لكوارث.