أكد أحمدى وحيدى وزير الدفاع الإيرانى أن استراتيجية إيران وعقيدتها العسكرية تقوم على الردع الفاعل الذى يعتمد على الأسلحة التقليدية ويتمثل فى الحيلولة دون مهاجمة العدو لها نظراً للتكاليف الباهظة لذلك.
في الوقت الذي حذر فيه خبير نووي أمريكي من أن الساعة النووية لإيران تدق بقوة ولا تبطئ من سرعتها, مؤكدا أن مزاعم الإدارة الأمريكية بأن القدرات النووية الإيرانية تتقلص وأن إعطاء مزيد من الوقت لإقناع النظام الإيراني بتغيير مساره أمر غير صحيح. وقال وحيدي, في مقابلة بثتها القناة الثانية الإيرانية الليلة قبل الماضية, ان القوة الرادعة في الأدب الكلاسيكي تتمثل في التجهيز بالقوة الذرية, بينما تقوم عقيدة إيران العسكرية وقوتها الرادعة علي الاسلحة التقليدية, حيث تستخدم التجهيزات والأسلحة المناسبة في هذا المجال للدفاع والردع, مؤكدا أن بلاده لن تقوم باجراءات مسبوقة.
وأضاف أن سير العمل في صناعة الدفاع الايرانية يقوم علي تحديد السياسة الدفاعية, والعقيدة والاستراتيجية الدفاعية, والنمط والنموذج في صناعة الاسلحة. واستطرد قائلا, إن قدراتنا الدفاعية هي في خدمة العالم الإسلامي وإننا مستعدون أن نضع مهماتنا وأسلحتنا في خدمة أمن دول الخليج العربي( الفارسي).
من جهته, قال البروفيسور الأمريكي جاري ميلهولين مدير مشروع ويسكونسن للتحكم في الأسلحة النووية, وهي منظمة أمريكية تتعقب انتشار الأسلحة النووية في العالم, في مقال في دورية أتلانتيك, إنه منذ بداية العام الحالي أنتجت إيران وقودا نوويا من اليورانيوم منخفض التخصيب يكفي لتصنيع قنبلتين نوويتين في حالة زيادة نسبة تخصيبه, وحتي الآن أضافت كمية أخري تكفي لتصنيع قنبلة ثالثة, وبالمعدل الحالي لانتاج اليورانيوم يمكنها انتاج وقود نووي يكفي لتصنيع قنبلة رابعة. وحذر ميلهولين من إيران بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة أعلي منذ فبراير الماضي, من أجل الوصول لنسبة تخصيب90% من أجل انتاج وقود نووي. وأكد أن ذلك كله حدث في الوقت الذي تحشد فيه إيران بنجاح صواريخ باليستية قادرة علي حمل رؤوس نووية ويمكنها ضرب إسرائيل.
ورغم مزاعم إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن إيران تحتاج إلي عام آخر لانتاج يورانيوم عالي التخصيب اللازم لصنع أسلحة نووية, أشار الخبير الأمريكي إلي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أيضا أن هذه العملية قد تستغرق ثلاثة أشهر فقط. واعتبر أن هناك عوامل إضافية مجهولة في المعادلة مثل وجود منشآت نووية إيرانية سرية أخري مثل التي أكتشفت مؤخرا في مدينة قم.
وصرح مندوب إيران الدائم بالوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية بأن مشاركة تركيا والبرازيل في مفاوضات إيران ومجموعة فيينا ستكون مفيدة نظرا لأن المفاوضات ستكون حول تبادل الوقود النووي وستجري علي أساس إعلان طهران الذي كان للبلدين دور فيه. كما اعتبر أن تدشين محطة بوشهر بمثابة هزيمة الغرب أمام ايران لأنه لايريد تطورها في مجال التقنية الحديثة خاصة النووية.
وعلي جانب آخر, رأي مفتش الأمم المتحدة السابق للاسلحة النووية هانس بليكس أن شحن الوقود النووي لمحطة بوشهر يعتبر خطوة ايجابية, ودعا طهران إلي الاعتماد والثقة بالسوق العالمية للحصول علي ما تحتاجه من اليورانيوم لتشغيل هذه المحطة. وتابع بليكس أن الوكالة الذرية اكدت في تقاريرها أكثر من مرة علي سلمية البرنامج النووي الإيراني.
وفي المقابل صرح مندوب روسيا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن الأمريكان يعلمون جيدا أن إيران ليس بالبلد الذي يمكن مهاجمته بسهولة لأن أي تحرك غير متعقل تقوم به الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلي إخراجها من المنطقة إلي الأبد كما تضع حدا لعمر الكيان الصهيوني. وأكد أن روسيا ستواصل إرسال الوقود النووي لمفاعل بوشهر.
في الوقت نفسه, أعرب وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد سليمان الجارالله الليلة قبل الماضية عن قلق وتخوف بلاده من مفاعل بوشهر النووي الايراني لأنه قريب من الكويت.
وقال الجارالله, في تصريح للصحفيين علي هامش اجتماعات مجلس العلاقات العربية والدولية المنعقد حاليا في الكويت, إن القلق الكويتي ناتج من تخوفها في حال حدوث اي تسربات نتيجة عوامل طبيعية تحمل تداعيات مستقبلية.
من ناحية أخري, توجه إلي الولايات المتحدة أمس نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشون يونج وو علي رأس وفد رسمي لإجراء مباحثات حول العقوبات ضد إيران, حيث تنظر سول في إجراءات مالية محتملة لتلبية طلب واشنطن لفرض عقوبات إضافية ضد طهران.