لم تمهل إيران الغرب المتشكك في سلمية نيات برنامجها النووي عددا وافرا من الساعات حتي يلتقط أنفاسه من أولي الضربات العملية التي توجهها له بإعلانها بدء تزويد مفاعل بوشهر بالوقود النووي.
فما كادت طهران أن تنضم رسميا لنادي الدول المستخدمة للطاقة النووية حتي وجهت للغرب ضربتين متلاحقتين.
فبعد ساعات قليلة من تدشين إيران مفاعل بوشهر كأول مفاعل نووي في تاريخ إيران, أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس ـ أن بلاده ستحقق خلال السنوات الثلاث المقبلة خطوات هائلة في مجال غزو الفضاء, مؤكدا أنه سيتم وضع قمر صناعي علي مدار حول الارض يبلغ ارتفاعه35 الف كيلو متر ا خلال السنوات الثلاث المقبلة.
كما أعلن أن الانجاز التالي في مجال صناعات علوم الفضاء هو ارسال رائد فضاء, موضحا أنه وفقا للخطة الموضوعة فإن ايران سترسل أول رائد الي الفضاء في عام2025.
وأكد الرئيس الإيراني أن أي هجوم علي بلاده سيكون بمثابة انتحار عسكري, وأضاف قائلا: إذا ما أرادت القوي الغربية إجراء الحوار مع إيران فإن عليها أن تدرك أن الطريق لا يمر عبر الغطرسة, والممارسات والتصريحات الاستعلائية, بل ينبغي لها أن تحترم كل حقوق الشعب الإيراني وألا تضع أي شروط مسبقة للمفاوضات.
أما الضربة الثانية, فتمثلت في كشف إيران أمس عن إنتاج أول طائرة عسكرية دون طيار محلية الصنع بالتزامن مع الاحتفال بيوم الصناعة الدفاعية في البلاد, مؤكدة أنها تتميز بقدرة التحليق لمسافات بعيدة وبسرعة فائقة وضرب أهداف علي الأرض.
وذكر تليفزيون برس.تي.في الإيراني المملوك للدولة, أن الطائرة التي تحمل اسم كرار دشنت بحضور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وعدد من مسئولي الدفاع.
وأضاف أن الطائرة قادرة علي حمل صواريخ للقيام بمهام قصف لأهداف أرضية, كما يمكنها الطيران لمسافات طويلة بسرعة عالية جدا.
وقال نجاد خلال تدشين الطائرة, إنها تعتبر سفير الموت للأعداء, مضيفا في الكلمة التي ألقاها خلال الحفل الذي اقيم في قاعة جامعة مالك الأشتر في العاصمة الايرانية: أن الطائرة, علاوة علي كونها مبعوث موت لاعداء ايران, تحمل ايضا رسالة سلام وصداقة. وأوضح أن هدف انتاج الطائرة الجديدة هو شل العدو في قواعده وأن مهمتها ستكون الردع والدفاع فقط.
ومن جانبها نقلت وكالة أنباء مهر شبه الرسمية ـ أن الجيش سيجري خلال ساعات, اختبارا علي صواريخ جديدة.
وكانت إيران قد أعلنت الأسبوع الماضي عن انضمام أربع غواصات محلية الصنع إلي الخدمة العسكرية من أجل تعزيز قدراتها الدفاعية والحفاظ علي أمن الخليج, في وقت تعهدت فيه برد مدمر علي أي هجوم عسكري عليها جراء برنامجها النووي.
وأوضحت أن غواصات غدير من النوع الخفيف وتتميز بقدرتها علي المناورة السريعة, ورصد الأهداف البحرية في المياه الضحلة.
ويأتي الكشف عن المشروع الدفاعي المهم في الوقت الذي تواصلت فيه ردود الأفعال العالمية حول تدشين إيران لإولي فاعلاتها النووية, حيث أكدت الولايات المتحدة أن بدء العمل في اول مفاعل نووي ايراني في بوشهر لا يحمل مخاطر اي استخدام عسكري نووي لهذه المنشأة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية: إن المحطة ذات استخدامات مدنية وان عملها يقع تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمساعدة روسيا.
ولكن هذا الموقف لم يعجب إسرائيل التي سارعت إلي تأكيد أن تزويد أول مفاعل نووي ايراني بالوقود أمر غير مقبول علي الاطلاق وحثت علي بذل مزيد من الضغوط الدولية لاجبار ايران علي الكف عن تخصيب اليورانيوم.
وقال يوسي ليفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان: ليس مقبولا علي الاطلاق ان ينعم بلد ينتهك بشكل صارخ قرارات مجلس الامن وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي بثمار استخدام الطاقة النووية.
ومن فيينا مصطفي عبد الله: أكد مندوب بريطانيا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ـ ان تزويد مفاعل بوشهر بالوقود النووي يدل علي امكانية استفادة ايران من الطاقة النووية مما يمثل تحديا لمطالبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية, وأوضح أن القلق الدولي حول أنشطة ايران النووية لا يمكن انهاؤها الا بامتثال ايران لقرارات مجلس الأمن وارضاء المجتمع الدولي بأن هذه الأنشطة لأغراض سلمية فقط.
ومن جانبه, دعا مندوب فرنسا ايران إلي تعليق ما وصفتها بانشطتها الحساسة, بينما دعا مندوب روسيا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية الي عقد لقاء لبحث إعلان آلية تبادل الوقود للمفاعل النووي الإيراني وأنه لست هناك قيود تحول دون التعاون مع إيران في مجال انشاء المفاعلات النووية العاملة علي الماء الخفف مؤكدا أن روسا لا تتخلي عن التعاون مع ايران في مجال الذرة السلمية.