على الرغم من حالة التأهب الأمنى الذى أعلنته السلطات الهندية فى الشطر الخاضع لسيطرتها من كشمير واستعانتها بعشرات الآلاف من جنودها لفرض حظر التجوال فى المنطقة المضطربة للسيطرة على مظاهرات الكشميريين الغاضبين. فإن هذه الإجراءات لم تمنع الكشميريين من الخروج فى مظاهرات ضخمة مناهضة للهند ومطالبة بالاستقلال. فقد خرج أمس آلاف من المسلمين الكشميريين فى احتجاجات هى الأكبر والأكثر غضباً منذ بدء التمرد الانفصالى ضد نيودلهى فى كشمير، عام 1989 ، ولم تمنع الإجراءات الأمنية الهندية المتظاهرين من تعكير صفو احتفالات الهند بذكرى استقلالها الـ 63 عن الحكم البريطاني. وكانت الهند قد أعادت أمس فرض حظر تجوال صارم فى إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان ونشرت آلافاً من رجال الشرطة فى شوارع Aسريناجار» عاصمة الإقليم وغيرها من مناطق الإقليم لضمان تنفيذ هذا الحظر. كما أغلقت الشرطة المساجد الكبرى فيما تبقى من مساجد الأحياء الصغيرة مفتوحة عملاً بحظر التجوال. جاءت هذه الإجراءات رداً على تصعيد سكان كشمير حركتهم الاحتجاجية مطالبين الهند بسحب قواتها من هذه المنطقة الجبلية المتنازع عليها بين الهند وباكستان ، وقد أسفرت المواجهات بين الكشميريين والشرطة الهندية عن سقوط 56 قتيلا من المتظاهرين بسبب ما وصفه الكشميريون بإفراط الشرطة فى استخدام القوة ضدهم. فى هذه الأثناء، دعا رئيس الوزراء الهندى مانموهان سينج الى وقف الاحتجاجات فى شوارع كشمير، كما دعا المتمردين الماويين فى جميع أنحاء البلاد الى الاستجابة لطلبه اجراء محادثات. وقال سينج فى خطابه السنوى فى عيد الاستقلال: «إن شبانا فقدوا حياتهم فى اعمال العنف الاخيرة فى جامو وكشمير نشعر بأسف عميق لذلك». وأكد رئيس الوزراء الهندى أن نيودلهى ستجرى محادثات مع المحتجين فى كشمير مشترطا توقف العنف فى الولاية. وكانت الهند تحيى أمس ذكرى انتهاء الحكم الاستعمارى البريطانى فى 1947 وتقسيم شبه القارة الهندية الى الهند وباكستان. وأدى هذا التقسيم الى اضطرابات مستمرة وسبب ثلاث حروب. وفى تصرف غير متوقع، قام ضابط برتبة مساعد مفتش شرطة صباح أمس بقذف عمر عبد الله رئيس وزراء ولاية «جامو وكشمير» بالحذاء خلال عرض عسكرى بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال. وذكرت مصادر رسمية بالولاية أن هذا الحدث تسبب فى حدوث حالة ذعر أمنى ، مشيرة إلى أن الضابط رفع راية سوداء، وبدأ فى ترديد هتافات ضد رئيس وزراء الولاية وهو فى طريقه إلى إلقاء خطابه ، ثم قام فى النهاية بقذفه بالحذاء ، إلا أن المصادر أكدت أن رئيس وزراء الولاية لم يصب بسوء، مشيرين إلى أن قوات الأمن ألقت القبض على الضابط المتمرد على الفور. وأمام دعوة رئيس الوزراء الهندى سينج للحوار، جدد قائد انفصالى مسلم معتدل فى كشمير الهندى أمس رفضه عرض التفاوض مع الحكومة الهندية. وكان وزير الداخلية الهندى بي. شيدامبارام قد أعلن الجمعة الماضية أن الهند مستعدة لارجاء محادثات مع الانفصاليين الكشميريين. ولكن الزعيم الانفصالى مير واعظ عمر فاروق الذى أجرى سلسلة محادثات مع نيودلهي، رفض هذا العرض.