واصلت الكوارث الطبيعية ضرباتها في عدد من دول العالم, حيث تعاني روسيا من استمرار اندلاع حرائق الغابات في انحاء متفرقة من البلاد في حين واصلت الفيضانات حصد المزيد من الأرواح في عدد من دول آسيا.
في الوقت الذي غمرت الفيضانات العارمة وسط أوروبا أمس الاول دون سابق انذار، و اضطر عدد من السفارات الاجنبية في موسكو- من يبنها سفارتا كندا و بولندا- الي إجلاء موظفيها غير الضروريين و أفراد أسر العاملين بها بسبب مخاوف من ان تتسبب حرائق الغابات في انبعاث مواد مشعة في الهواء خاصة في منطقة بريانسيك التي شهدت كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي قبل24 عاما. و يذكر انه لايزال نحو557 حريقا مندلعا في174 الف هكتار من الاراضي الروسية.
وفي تلك الاثناء, ارسل عدد من الدول الاوروبية مساعدات بشرية و لوجستية للانضمام الي فرق الاطفاء الروسية لمساعدتها في كفاحها ضد حرائق الغابات
وتحت عنوان ـ مأساة الملايين في فيضانات آسيا نشرت وكالة أنباء الاسوشيتدبرس تقريرا يؤكد أن الفيضانات شردت الملايين في كل من الصين و الهند وباكستان وكوريا وحولت حياتهم الي مأساة.
وأفاد التقرير أن الفيضانات في باكستان تسببت في مقتل ألف و400 شخص حتي الآن و ان15 مليونا تضرروا منها في حين ان اربعة ملايين باكستاني يعانون من نقص في امدادات الغذاء وأن اسعار الخضر و الفاكهة ارتفعت لأرقام فلكية بعد ان تسببت الفيضانات في تدمير400 الف هكتار من الاراضي الزراعية.
وفي الهند أعلنت السلطات الهندية ارتفاع حصيلة قتلي الفيضانات الي150 قتيلا في منطقة لادخار بالقرب من جبال الهيمالايا في حين لا يزال المئات في عداد المفقودين.
أما في كوريا الشمالية, اكدت وسائل الاعلام المحلية ان الامطار الغزيرة دمرت مئات المنازل وشردت آلالاف. وفي الوقت نفسه بدأ أمس نحو6 الاف من الجنود ورجال الشرطة والاطفاء الصينيين عمليات انقاذ موسعة للبحث عن ناجين عقب الانهيارات الطينية التي ضربت شمال غرب البلاد وتسببت في مقتل127 شخصا وفقد الف و300 آخرين. و أعلنت فرق الانقاذ أنه جري انتشال ألف و240 شخصا علي قيد الحياة من تحت الانقاض من بينهم سيدة تبلغ من العمر74 عاما ظلت حية تحت الأوحال لمدة34 ساعة.
من جانبها, أعلنت وزارة المالية الصينية تخصيص500 مليون يوان(74 مليون دولار) من أموال الطوارئ للمنطقة المنكوبة بمقاطعة تشوشو في منطقة قاننان التبتية الذاتية الحكم و الواقعة في اقليم قانسو.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من الفيضانات الآسيوية وحرائق الغابات, حيث أعلنت السلطات الروسية أن أكثر من250 حريقا جديدا اندلعت في أنحاء متفرقة من روسيا خلال ال24 ساعة الماضية إثر موجة الحر غير المسبوقة التي تجتاح البلاد منذ اسابيع, و ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الطواريء الروسية أن فرق الانقاذ نجحت في إخماد بعض الحرائق في أنحاء البلاد وأنه تم تسجيل تراجع نسبي لسحابة الدخان التي غطت سماء العاصمة موسكو. و قالت وزارة الدفاع المدني الروسية إن رجال الإطفاء تمكنوا من إخماد الحرائق المندلعة في المنطقة المحيطة بمركز الابحاث النووية في مدينة ساروف شرقي موسكو, وأنهم يعملون علي مدي اليوم للسيطرة علي حريق بات يهدد مفاعلا نوويا بمنطقة الأورال في الشرق الروسي. و علي الصعيد نفسه, شنت وسائل الإعلام الروسية هجوما عنيفا علي الحكومة متهمة إياها بإخفاء حجم الخسائر المادية و البشرية التي تسببت فيها حرائق الغابات حتي لا تظهر فشلها في احتواء تلك الكارثة التي لم تشهد البلاد مثلها منذ اكثر من130 عاما.
وفي سياق اخر, حذرت دراسة علمية أجراها فريق من الباحثين في جامعة كولورادوا الأمريكية من احتمالية تعرض شمال الاطلنطي لـ9 عواصف شديدة بداية من فصل الصيف الحالي وحتي30 نوفمبر القادم منها خمسة مصاحبة لرياح تصل سرعتها الي178 كيلومترا في الساعة. وأضافت الدراسة أن هناك عشرة أعاصير تكونت هذه منطقة شمال المحيط الاطلنطي منذ أول يونيو الماضي وتستمر حتي نهاية هذا العام مما يجعل هذا الفصل من انشط فصول عام2010 في عدد الاعاصير وقوتها.