اجتاحت الكوارث الطبيعية أنحاء كثيرة من العالم وتنوعت ما بين فيضانات وسيول إلي حرائق غابات‏,‏ وأسفرت عن مقتل وإصابة وفقد آلاف الأشخاص‏.‏ ففي روسيا‏,‏ ألغيت عشرات الرحلات الجوية بسبب حرائق الغابات‏,‏ في الوقت الذي ما زالت فيه موجات السحب السوداء الكثيفة الكثيف تغطي ناطحات السحاب والبنايات الشهيرة في موسكو‏,‏ من بينها أبراج الكرملين نفسه وباتت الرؤية متعذرة‏,‏ وذلك دون أن ترد أي مؤشرات تفيد بتحسن الوضع قريبا‏.‏ وتسبب انتشار الحرائق في أزمة خطيرة بوسط روسيا‏,‏ حيث تحاول السلطات حماية المواقع الاستراتيجية بما فيها المفاعل النووي الروسي في مدينة ساروف من الحرائق‏.‏ وذكرت وكالة أنباء ايتار‏-‏ تاس الروسية أن آلاف الركاب علقوا في مطار دوموديدوفو الدولي بموسكو بعد عبورهم الحواجز الأمنية ووصولهم إلي صالة المغادرة‏.‏ وذكر مسئول محلي أنه يجب تحذير الركاب من أنه سيتم تأجيل رحلاتهم من‏03‏ دقيقة إلي عدة ساعات‏.‏ وأشارت هيئة مراقبة التلوث الجوي إلي نسبة التلوث في العاصمة موسكو بأحادي الكربون وصلت إلي‏6.6‏ أضعاف المعدلات المقبولة‏,‏ كما ارتفعت نسبة الجزئيات غير المرئية المتناهية الصغر من الحرائق إلي تركيز يصل إلي‏2.2‏ أعلي من المعدلات الطبيعية بما يمثل خطورة عالية خاصة إذا استنشقها الإنسان‏.‏ ويحاول سكان موسكو الهروب من العاصمة التي خنقها الدخان‏,‏ إلي مدن أخري‏,‏ وبدأ وكلاء السفر في تنظيم جولات سياحية إلي مصر ومونتينيجرو وتركيا‏,‏ وقد بيعت أغلبية هذه الرحلات بالفعل في عطلة نهاية الأسبوع‏.‏ ويحاول سكان موسكو والسائحون حماية أنفسهم من سحب الدخان بارتداء الأقنعة الطبية أو بوضع ملابس مبللة علي وجوههم‏,‏ لكن مسئولين بوزارة الصحة أكدوا أن الإجراء الوقائي يتمثل في البقاء بالمنازل‏.‏ وما زالت حرائق الغابات التي تسببت في مقتل‏52‏ شخصا تنتشر في وسط روسيا‏.‏ وتوقع خبراء الأرصاد أن تستمر موجة حر ضربت روسيا في عقود لعدة أيام قادمة‏.‏ ومن جانبها‏,‏ عرضت للمساعدة في حل الازمة الرئاسة الفرنسية إرسال‏120‏ من رجال الإطفاء وطائرة لإسقاط مياه علي الحرائق‏.‏ وفي الصين‏,‏ اجتاحت الانهيارات الارضية بلدة تشو تشو في شمال غرب الصين مما أدي إلي مقتل‏721‏ شخصا علي الأقل فيما بات ألفا شخص في عداد المفقودين‏.‏ وواصلت فرق الإنقاذ البحث وسط المنازل المنهارة وتأهبت لتنفيذ عملية تفجير لإزالة الأوحال التي سدت مجري أحد الأنهار‏.‏ وقالت وكالة انباء الصين الجديدة‏(‏ تشينخوا‏)‏ إن الانهيارات ضربت بلدة تشوتشو بمقاطعة جنان ذات الحكم الذاتي باقليم جانسو بالتبت وهي منطقة تكسوها الحشائش وتنتشر بها التلال القاحلة وذلك عقب السيول التي وقعت أمس الأول‏.‏ ومن جانبه‏,‏ توجه رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو إلي المناطق المنكوبة للوقوف علي آثار الدمار وتفقد جهود الإنقاذ‏.‏ وقالت النشرات الاخبارية بالتليفزيون الصيني‏:‏ تشير التقديرات الأولية إلي أن‏50‏ ألف شخص تضرروا من الكارثة‏,‏ وقالت تشينخوا إن السلطات دفعت بنحو‏2800‏ من افراد الجيش ومئات من رجال الخدمات الطبية للمعاونة في جهود الانقاذ‏.‏ وتضاف هذه الكارثة الي ضحايا السيول والفيضانات في كل من الصين وباكستان ومناطق أخري من القارة الاسيوية هذا الصيف‏.‏ وفي باكستان‏,‏ تقود القوات الباكستانية جهود الإغاثة في اسوأ فيضانات تضرب البلاد في‏80‏ عاما وقد أجلت بضعة الاف من الاشخاص في اقليمي السند والبنجاب بعدما دمرت مياه الفيضانات سدود الانهار‏.‏ وعطلت السيول التي أودت بحياة اكثر من‏1600‏ شخص سبل حياة‏12‏ مليونا واتلفت كثيرا من المحاصيل الضرورية للاقتصاد القائم علي الزراعة‏.‏ وأكد صالح فاروقي المدير العام للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث أنه تم إجلاء نحو عشرة الاف شخص في البنجاب وبضعة آلاف في إقليم السند‏.‏ ولا تزال جهود الإنقاذ جارية‏.‏ ومن المتوقع هطول أمطار غزيرة خاصة علي المناطق المنكوبة من السيول مما يزيد من فرص جرف المزيد من المنازل وهلاك المحاصيل‏.‏ وطلب رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني مجددا بعدزيارته للمناطق المنكوبة بإقليم السند مساعدات دولية‏,‏ حيث أكد أن أبعاد الكارثة أقوي من قدرات الحكومة علي مواجهتها‏.‏ وطالب العالم بمساعدة باكستان خاصة في ظل معاناة ملايين الباكستانيين واستمرار موسم الأمطار والمخاوف من مزيد من الخسائر‏.‏ وأعلن برنامج الغذاء العالمي أن فيضانات باكستان تسببت في تدمير‏054‏ ألف هيكتار من المحاصيل‏,‏ محذرا من أن‏4‏ ملايين باكستاني سيحتاجون إلي الغذاء خلال الشهور الثلاثة المقبلة بما يقدر قيمته بـ‏100‏ مليون دولار‏.‏ وفي كوريا الشمالية‏,‏ أعلنت وسائل الإعلام أن الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة اجتاحت الطرق ودمرت المنازل وخطوط السكك الحديدية والأراضي الزراعية‏,‏ لكنها لم تقدم محصلة نهائية بحجم الخسائر أو الضحايا‏.‏ وفي أوروبا‏,‏ أعلنت السلطات ووسائل الإعلام المحلية أن الأمطار الغزيرة في وسط أوروبا وتحديدا في بولندا والتشيك وألمانيا تسببت في حدوث فيضانات أسفرت عن مقتل‏7‏ أشخاص علي الأقل ومحاصرة بلدان وإجلاء السكان باستخدام طائرات هليكوبتر من القري الغارقة في المياه‏.‏ وفي افريقيا‏,‏ أعلن الصليب الاحمر بجمهورية إفريقيا الوسطي عن تشريد حوالي‏810‏ أشخاص إثر أمطار غزيرة وفيضانات شهدتها البلاد‏.‏ وأشار مصدر في الصليب الاحمر المحلي إلي أن‏255‏ منزلا تم تدميرها بالكامل أو جزئيا من جراء الفيضانات‏.‏ وتتعرض جمهورية تشاد المجاورة لافريقيا الوسطي لأمطار غزيرة الامر الذي جعلها توجه نداء إستغاثة للمجتمع الدولي‏,‏ بينما أعلنت السلطات التشادية عن سقوط ضحايا وتشريد آلاف أخرين‏.‏ وفي كندا‏,‏ أمرت السلطات الكندية بإجلاء‏5‏ آلاف شخص من منازلهم بسبب الانهيارات الأرضية في منطقة بريتيش كولومبيا‏.‏