العالم شهد‏10999‏ هجوما إرهابيا خلال عام‏2009,‏ ومع ذلك فالرقم هو الأقل منذ خمس سنوات‏,‏ كما أنه أقل من أعلي معدل للهجمات الإرهابية تم تسجيله في عام‏2006‏ الذي شهد‏14443‏ عملا إرهابيا‏.‏ هذه كانت خلاصة الحقائق التي أوردتها الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي حول وضع الإرهاب في العالم لعام‏2009‏ الذي كشفت عنه في وقت متأخر من مساء أمس‏-‏ الخميس‏-‏ تمهيدا لتقديمه إلي الكونجرس الأمريكي في وقت لاحق‏.‏ وأشار التقرير إلي أن هذه الإرقام توضح أن الحرب العالمية ضد الإرهاب بدأت تؤتي ثمارها علي الرغم من استمرارا تهديد تنظيم القاعدة للأمن العالمي‏,‏ حيث أثبت التنظيم أنه جماعة مرنة وقادرة علي التكيف بالرغم من الانتكاسات التي تعرض لها خلال عام‏2009.‏ ففي محاولة لتأكيد نجاح الحرب الأمريكية ضد الإرهاب‏,‏ أوضح تقرير الخارجية الأمريكية أن‏14971‏ شخصا قتلوا في هجمات إرهابية عام‏2009‏ بانخفاض كبير مقارنة بعام‏2006‏ الذي شهد مقتل‏22736‏ مدنيا في عمليات إرهابية‏.‏ واستمرارا في الدفاع عن القرارات الأمريكية‏,‏ ولكن هذه المرة فيما يتعلق بالعراق وأفغانستان‏,‏ أوضح التقرير أن‏60%‏ من الهجمات الإرهابية التي شهدها العالم عام‏2009‏ جرت في العراق وأفغانستان وباكستان‏,‏ مشيرا إلي أن الأخيرتين تفوقا علي بغداد للمرة الأولي منذ بداية إعداد هذا التقرير عام‏2004.‏ أما بالنسبة لمستوي الأمن الأمريكي والعالمي‏,‏ أكد التقرير أن تنظيم القاعدة في باكستان والجماعات التابعة له في أفريقيا لا يزالوا أكبر تهديد إرهابي للولايات المتحدة ومصالحها في الخارج‏.‏ وأوضح التقرير أن التنظيم تعرض لانتكاسات كبيرة وشهد ارتباكا بفعل العمليات العسكرية الباكستانية في المناطق القبلية شمال غرب البلاد والتي أدت الي مقتل عدد من قادته الميدانيين‏,‏ مضيفا أنه بات من الصعب علي القاعدة الحصول علي المال وتدريب المتطوعين‏.‏ إلا أن التقرير عاد وحذر من أن التنظيم نجح في التكيف مع الضربات التي تلقاها مشيرا إلي أنه يتميز بالمرونة‏.‏ وأضاف التقرير أن خطر القاعدة تزايد بشكل خاص في كل من باكستان واليمن‏,‏ حيث تمكنت من إنشاء جماعات تابعة لها وتجنيد مواطنين في الولايات المتحدة وأوروبا لشن هجمات إرهابية في شتي أنحاء العالم‏,‏ حيث أشار إلي الهجوم الفاشل في عيد الميلاد علي رحلة جوية بين امستردام وديترويت‏.‏ كما تحدث عن قدرة القاعدة علي اقناع اشخاص بتبني قضيتها‏,‏ حتي داخل الولايات المتحدة‏,‏ محذرا من أن الأمريكيين لم يعودوا في مأمن من أيديولوجيا القاعدة‏,‏ ضاربا مثلا باعتقال خمسة امريكيين في باكستان للاشتباه بصلتهم بالارهاب‏,‏ كما اشار التقرير الي مقتل‏13‏ جنديا برصاص الجندي الامريكي نضال حسن في قاعدة فورت هود في تكساس في نوفمبر‏2009.‏ واعتبر التقرير أن إيران هي أكبر دولة راعية للارهاب خلال السنوات الماضية‏.‏ وإلي جانب إيران أبقي تقرير الخارجية الأمريكية علي سوريا والسودان وكوبا في قائمة الدول التي تعتبرها واشنطن راعية للإرهاب‏,‏ بينما وضع كوريا الشمالية خارج هذه المنظومة‏.‏ واستمرارا في حديث الإرهاب‏,‏ كشفت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية أمس عن أن أربعة من أهم المعتقلين لدي الولايات المتحدة بسبب قضايا الإرهاب تم نقلهم سرا من معتقل جوانتانامو الأمريكي سيئ السمعة عام‏2003‏ إلي أحد السجون السرية التابعة للمخابرات الأمريكية‏.‏ وأوضحت الوكالة أن عملية نقل المعتقلين تمت قبل الكشف عن فضيحة السجون الطائرة‏-‏ بنحو عامين‏.‏