لقي47 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من115 آخرين, كما أحرقت أكثر من30 سيارة وعددا من المطاعم والمتاجر في اشتباكات عنيفة اندلعت بمدينة كراتشي الباكستانية الليلة قبل الماضية
إثر اغتيال رضا حيدر القيادي البارز بحزب الحركة القومية المتحدة ونائبه في برلمان السند علي يد مجموعة من المسلحين المجهولين في إطار موجة الاغتيالات التي تشهدها المدينة منذ فترة والتي تحمل طابعا عرقيا وطائفيا.
وذكرت تقارير إعلامية باكستانية أن بعض المناطق تشهد تبادلا لإطلاق النار بين مسلحين مجهولين, مشيرة إلي أن مظاهر الحياة العامة والأنشطة التجارية قد توقفت في المدينة بسبب أعمال العنف, بينما اضطر البعض إلي ترك سياراتهم علي الطرق والتوجه سيرا علي الأقدام إلي مقاصدهم بسبب الاختناقات المرورية, في حين أحرق المحتجون والمسلحون محطة بنزين وعددا من الاكشاك واعتدوا علي الأملاك العامة في مناطق مختلفة بالمدينة.
ومن جانبها, دعت لجنة الرابطة التابعة للحركة القومية المتحدة إلي إعلان الحداد لمدة3 أيام, بينما دعا الطف حسين زعيم الحزب المقيم في لندن إلي إجراء تحقيق دقيق في اغتيال حيدر, واصفا تلك الجريمة بأنها مأساة كبيرة وناشد نشطاء حزبه التزام ضبط النفس وعدم المشاركة في أعمال الشغب. كما أدان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداي ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ونواز شريف زعيم حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية ورؤساء الأقاليم الباكستانية الأربعة اغتيال رضا حيدر.
يأتي ذلك في الوقت الذي حث فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره الباكستاني علي تصعيد حرب بلاده علي الارهاب, لدي اجتماعهما في باريس أمس. وأكد المسئولون الفرنسيون أن لقاء ساركوزي وزرداري كان تصالحيا ولم يتعرض لتسريبات الوثائق العسكرية حول الحرب الأفغانية أو تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التي اتهم فيها باكستان بالازدواجية في موقفها من الإرهاب وبأنها تشجع علي تصدير الإرهاب.
بينما أكد مصدر فرنسي مسئول أن الدعم الباكستاني ضروري للنجاح في أفغانستان و أنه من مصلحة باكستان أيضا أن نحقق نجاحا في أفغانستان. ومن المتوقع أن يصل زرداري إلي بريطانيا خلال ساعات بعد زيارته لفرنسا, حيث يلتقي بكاميرون يوم الجمعة في تشيكرز مقر الإقامة الريفي الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني قبل أن يلقي كلمة أمام حشد من أنصاره السياسيين من الجالية الباكستانية التي يبلغ عدد أفرادها مليون نسمة يوم السبت المقبل.
وحثت منظمة العفو الدولية زرداري علي استغلال زيارته لبريطانيا للإعلان عن إصلاحات لمكافحة انتهاكات حقوق الانسان في شمال غرب باكستان حيث قامت الحكومة بحملة عسكرية علي متشددي طالبان والقاعدة.
ومن ناحيته, نفي وزير الإعلام الباكستاني قمر الزمان كائرة أي صلة بين جهاز الاستخبارات الباكستاني وحركة طالبان أوجماعة عسكر طيبة. وقال كائرة, في تصريح خاص أدلي به لشبكة سي إن إن الأمريكية, إن باكستان لن تسمح لجماعة عسكر طيبة بممارسة أي نشاط داخل البلاد. وأشار إلي أن السلام والاستقرار في باكستان يعتمد علي السلام والاستقرار في أفغانستان.
وحول تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون, قال كائرة إن هذه التصريحات لن تضر بعلاقات باكستان مع بريطانيا. ووصف تصريحات كاميرون بأنها سوء تقدير للأمور كما أنها مخالفة للحقائق, إلا أنه توقع أن تكون الاجتماعات الثنائية المقررة بين الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري والمسئولين البريطانيين في وقت لاحق من الأسبوع الحالي, مثمرة.