أكد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إن بلاده لن تستأنف التفاوض بشأن
برنامجها النووي إلا وفق شروط محددة. وذكرت قناة( برس تي في) الإيرانية
الرسمية أن الرئيس الإيراني.
صورة ارشيفية لنجاد وهو يداعب طفلا صغيرا خلال الحملة الانتخابية فى 2009
شدد من جديد علي الشروط التي حددها في يونيو الماضي لاستئناف المفاوضات
بشأن البرنامج النووي الإيراني, بعد أن أشار مندوب ايران في الوكالة الدولية
للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلي أنها لم تعد قائمة. وقال الرئيس
الإيراني إن المحادثات لن تستأنف إلا إذا شارك فيها المزيد من الدول وبشرط أن يعلن
المشاركون أنهم يسعون للصداقة لا للعداء مع طهران وأن يعبروا عن رأيهم بشأن مزاعم
امتلاك إسرائيل ترسانة نووية.وقال نجاد أن منطق أنهم يمكن أن يقنعونا بالتفاوض
من خلال العقوبات فاشل تماما. وقال علي أصغر سلطانية مبعوث إيران لدي الوكالة
الدولية للطاقة الذرية أن بلاده مستعدة تماما لإجراء المفاوضات بشأن الحصول علي
الوقود اللازم لتشغيل مفاعل طهران المتفق عليه من حيث المبدأ دون أي شروط
وأشار مصدر دبلوماسي في فيينا- مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية- إلي
أن تصريحات نجاد لا تتناقض مع تصريحات سلطانية التي أدلي بها قبل يومين, بينما
أكدت مصادر دبلوماسية أن محادثات تبادل الوقود النووي التي أجريت مع ما يعرف
بمجموعة فيينا, التي تضم روسيا وفرنسا والولايات المتحدة والوكالة الدولية
للطاقة الذرية, لن تستأنف علي الأرجح قبل سبتمبر المقبل.وكانت إيران قد انسحبت
من اتفاق أكتوبر بعد أن دعت إلي تعديلات كبيرة عليه. ويبدو أن شروط الرئيس
الايراني تنطبق علي أي استئناف لمحادثات أوسع نطاقا مع مجموعة الخمسة زائد واحد
بشأن برنامج ايران النووي.
ومن ناحيتها, رحبت كاثرين أشتون رئيسة العلاقات الخارجية في الاتحاد
الأوروبي بعرض إيران استئناف المفاوضات, إلا أنها لم تتحدث علنا عن الشروط التي
وضعها الرئيس الإيراني. وقال دبلوماسيون غربيون أن محاولة الربط بين المحادثات
بشأن البرنامج النووي الإيراني والبيانات بشأن اسرائيل علي الأرجح ستكون إشكالية.
وجاء تأكيد احمدي نجاد لشروطه بعد أن وافق الاتحاد الأوروبي علي فرض عقوبات جديدة
علي ايران من بينها حظر الاستثمار في قطاع النفط والغاز الإيراني وكذلك بعد عقوبات
مماثلة فرضتها واشنطن إضافة إلي الجولة الرابعة من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن
الدولي التابع للأمم المتحدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي رحبت فيه وزارة الخارجية الروسية باستعداد إيران
لعقد اجتماع علي مستوي الخبراء لمناقشة توريد الوقود لمفاعل طهران البحثي. ونقلت
وكالة( نوفوستي) الروسية للأنباء عن أندري نيستيرينكو المتحدث الرسمي باسم
الخارجية الروسية قوله نحن نرحب بهذه الخطوة من جانب طهران, لأنها تسمح
بالانتقال إلي المناقشة العملية للجوانب التقنية المرتبطة بتنفيذ مشروع تزويد
مفاعل طهران البحثي بالوقود علي أساس المقترحات القائمة, بما في ذلك الإعلان
الثلاثي( إيران والبرازيل وتركيا) في17 مايو الماضي.
وفي الوقت ذاته, أعلن رئيس مؤسسة( روس آتوم) الروسية سيرجي كيريينكو
أن الأعمال التحضيرية للمرحلة الأولي من التشغيل الفعلي لمحطة( بوشهر)
الكهروذرية في إيران ستتم مع حلول نهاية شهر أغسطس المقبل.ونقلت وكالة أنباء(
نوفوستي) الروسية عن كيريينكو قوله إن الأعمال تجري وفق الجدول الزمني المقرر,
مشددا علي أن تاريخ تشغيل المحطة هو أمر يحدده الجانب الإيراني.
وردا علي سؤال حول ما إذا كان تشييد المحطة الكهروذرية في إيران يقع تحت
وطأة العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي, أشار كيريينكو إلي أنه لا أحد يشكل
عقبة أمام تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية في إيران, خاصة أن عملية تشييد
محطة بوشهر بكاملها تقع تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومن ناحية أخري, اتهمت اللجنة الانتخابية في طهران الولايات المتحدة
بتمويل المعارضة الإيرانية, حيث أكد آية الله أحمد جناتي رئيس مجلس تشخيص مصلحة
النظام أن واشنطن دفعت مليار دولار لقادة المعارضة خلال فترة الاضطرابات التي أعقبت
الانتخابات الرئاسية العام الماضي مقابل الإطاحة بالنظام الحاكم في إيران ـ عبر
عملاء سعوديين ـ بل ووعدت أيضا بدفع50 مليار دولار إضافية بمجرد إتمام المهمة.