ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن واشنطن بدأت في نشر قوات برية للمرة الأولي في باكستان وأوضحت الصحيفة أن قوات العمليات الخاصة الامريكية بدأت في مصاحبة القوات الباكستانية في حماية قوافل المساعدات‏.‏

وهو ما يعني تعميق الدور الأمريكي في الجهود المبذولة لهزيمة المتشددين الإسلاميين في الأراضي الباكستانية وكسر للحظر السابق علي وجود قوات برية أمريكية علي الأرض‏.‏

وأضافت أن توسيع نطاق تعاون الولايات المتحدة أمر مهم نظرا لنفور باكستان من مبدأ السماح لقوات عسكرية أجنبية علي أراضيها‏.‏ وأكدت أن فرق العمليات الخاصة تنضم الي بعثات المساعدات فقط عند التأكد من وجود مخاطر أمنية‏,‏ وفقا لمسئول عسكري أمريكي كبير‏.‏ وشدد المسئول الأمريكي علي أن المهمات المشتركة ليس من المفترض أن تكون عمليات قتالية‏,‏ وأن الامريكيين المشاركين يرتدون زيا مدنيا في كثير من الأحيان‏.‏

وقالت الصحيفة أن السلطات الباكستانية تؤكد ضرورة ابتعاد القوات الأمريكية عن الأضواء‏,‏ وقال مسئول باكستاني أن العملية المشتركة يمكن أن تأتي بنتائج عكسية لو رأي الناس حذاء الولايات المتحدة علي الأرض‏.‏ وبسبب الحساسيات في باكستان‏,‏ لم تتمكن الولايات المتحدة من بدء برنامج تدريبي عسكري إلا بعد أربعة أشهر من الإعلان عنه في منتصف عام‏2008‏ وسمحت باكستان تدريجيا بوجود المدربين الأمريكيين في البلاد‏.‏

من جهة أخري‏,‏ أكدت مجموعة من المحللين أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يحتاج إلي مساعدة باكستان لإقناع بعض فصائل طالبان بإنهاء تمردها وهو جزء رئيسي من استراتيجيته للسلام لكن الشكوك بشأن دوافع إسلام أباد وقدرتها علي تحقيق ذلك لا تزال قائمة‏.‏

وتسعي كل من باكستان وأفغانستان الي تشجيع بعض عناصر طالبان علي المصالحة مع الحكومة الأفغانية من خلال نبذ تنظيم القاعدة وإلقاء السلاح والمشاركة في العملية السياسية الأفغانية‏.‏

وكان شاه محمود قرشي وزير الخارجية الباكستاني قد أعلن خلال حفل عشاء في منزل السفير الباكستاني في العاصمة الافغانية كابول أن باكستان تريد أن تساعد أفغانستان‏.‏

وأضاف اتخاذ القرار بشأن ما يريدون فعله يرجع لهم‏.‏ نريد مساعدتهم كجيران طيبين لأننا نشعر أن وجود أفغانستان مستقرة تتمتع بالسلام والرخاء هو في مصلحة باكستان‏,‏ وسيكون موقف شبكة جلال الدين حقاني التي تعمل علي الحدود الأفغانية الباكستانية ولها صلات ممتدة منذ فترة طويلة بالمخابرات العسكرية الباكستانية ضروريا لجهود اسلام اباد‏.‏ ويعتقد محللون أن باكستان تحتفظ بجماعات مثل شبكة حقاني كاحتياطي استراتيجي للحفاظ علي نفوذها في أفغانستان بعد أن يبدأ الأمريكيون الانسحاب العام القادم ولكبح جماح الوجود المتزايد للهند عدوتها اللدود فضلا عن ايران وإن كان بدرجة أقل‏.‏

وفي لندن‏,‏ أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده قد تبدأ في سحب القوات من أفغانستان اعتبارا من السنة القادمة‏.‏

وأشار إلي أنه كلما أسرعنا في قدرتنا علي نقل السيطرة علي المناطق والأقاليم إلي الأفغان كانت القدرة علي إعادة بعض القوات للوطن أسرع‏.‏

وأردف قائلا لا أريد أن أثير توقعات بشأن هذا الأمر لأن هذا التحول يجب أن يكون قائما علي مدي تطور الوضع الأمني‏.‏

وبحث كاميرون أمر أفغانستان واستراتيجيات الانسحاب مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأول الثلاثاء في أول زيارة يقوم بها إلي البيت الأبيض منذ توليه رئاسة الوزراء‏.‏

وكانت بريطانيا أشارت إلي أنها تريد سحب غالبية القوة التي يبلغ قوامها‏9500‏ فرد من منطقة الحرب في غضون خمس سنوات بما يتوافق مع التطلعات الدولية لتسليم الأفغان سيطرة كاملة علي أمنهم بنهاية عام‏2014.‏

ومن جهتها‏,‏ اعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية أن البيان الختامي للمؤتمر الدولي الذي انعقد في كابول أكد انتصار التوجه الأمريكي علي التوجه الأوروبي فيما يتعلق بتقييم الأوضاع الأمنية في افغانستان والإطار الزمني لبقاء القوات الغربية في هذا البلد‏.‏

ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن مسئول رفيع المستوي بحلف شمال الأطلنطي الناتو قوله للصحيفة إن البيان الختامي لمؤتمر كابول الدولي عكس انتصارا لوجهة النظر الأمريكية الداعية للتروي في مسألة نقل المهام الأمنية مقابل رؤي أوروبية تري إنجاز هذه المسألة بسرعة‏,‏ موضحا أن ألمانيا وأسبانيا وإيطاليا والنرويج تعبر عن هذه الرؤي