لأول مرة منذ انتهاء حقبة الحرب الباردة بين البلدين وفي محاولة للحفاظ علي الروح الجديدة التي تسود العلاقات بينهما‏,‏ أعلنت كل من الولايات المتحدة وروسيا عن أكبر صفقة تبادل لعملاء مخابرات بين الجانبين منذ عام‏1985.‏

فقد أشارت وسائل الإعلام الأمريكية والروسية إلي أن الجانبين أرسلا العملاء إلي العاصمة النمساوية فيينا علي متن طائرتين خاصتين هبطتا في مطار فيينا الدولي‏,‏ حيث تمت عملية التبادل بين الجانبين‏,‏ إلا أنه لم يتسن لمندوبي وكالات الأنباء العالمية مشاهدة أي من العملاء الـ‏14‏ في أثناء عملية التبادل‏.‏

وأوضح شهود عيان أن الطائرتين وقفتا إلي جوار بعضهما البعض لمدة ساعة ونصف الساعة علي مدرج للطائرات بالمطار وأن سيارتين قامتا بنقل ركاب بينهما قبل أن يصعد عدد من الأشخاص لم يتم التمكن من تحديد هوياتهم إلي كلتا الطائرتين‏,‏ أعقب ذلك إقلاع الطائرة الروسية ثم تلتها الطائرة الأمريكية‏.‏

ومن بين الجواسيس العشرة الذين تم الإفراج عنهم الروسية أنا شابمان‏,‏ وذلك بالإضافة لفيكي بيليز وهي صحفية من بيرو وتحمل الجنسية الأمريكية واعترفت في وقت سابق بأنها كانت تحمل رسالة كتبت باستخدام الحبر السري‏.‏ وفي المقابل‏,‏ عبر محامي شابمان عن سعادة موكلته بالإفراج عنها‏,‏ إلا أنه أشار إلي أنها حزينة بسبب خسارة عملها في مجال العقارات في الولايات المتحدة‏.‏ وكانت وسائل الإعلام الأمريكية والروسية قد كشفت في وقت سابق عن صفقة أبرمت بين واشنطن وموسكو تقوم خلالها الولايات المتحدة بإبعاد أعضاء شبكة التجسس الروسية التي كشف عنها في الـ‏27‏ من الشهر الماضي إلي موسكو في مقابل تسليمها‏4‏ من العملاء تجسسوا لحساب المخابرات الأمريكية والبريطانية داخل الأراضي الروسية وحكم عليهم بالسجن في وقت سابق‏.‏

وكان الجواسيس العشرة قد مثلوا أمام المحكمة الفيدرالية الأمريكية بالتهم الموجهة إليهم بالتجسس لحساب موسكو‏,‏ كما كشف عدد من أعضاء شبكة التجسس الروسية النقاب عن أسمائهم الحقيقية بعد أن أقاموا في الولايات المتحدة لسنوات بأسماء مستعارة‏,‏ حيث اعترف الزوجان ريتشارد وكينثيا ميرفي بأن أسماءهما الحقيقية هي فلاديمير وليديا جيرييف‏,‏ بينما اعترف دونالد هيثفيلد بأن اسمه الحقيقي هو أندريه بيزركوف‏.‏يأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل الإعلام الروسية أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أصدر قرارا بالعفو عن‏4‏ أشخاص متهمين بالتجسس لحساب المخابرات الأمريكية والبريطانية‏,‏ وأوضحت المتحدثة باسم ميدفيديف ناتاليا تيماكوفا في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية الروسية أن القرار يشمل ألكسندر زبورسكي‏,‏ جينيي فاسيلنكو‏,‏ إيجور سوتياجين وسيرجي سكريبال‏.‏ ومن جانبه‏,‏ أكد مصدر رفيع بالكرملين في تصريحات أدلي بها لوسائل الإعلام الروسية أن صفقة التبادل بين الجانبين تمت بسببالثقة الكبيرة بين كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما و الروسي ميدفيديف والروح الجديدة التي تسود العلاقات بين البلدين‏.‏

شروط الصفقة

اعترف يعترف الجواسيس العشرة بالتهم الموجهة إليهم بالتجسس لحساب موسكو‏,‏ وهو ما حدث بالفعل يوم الخميس الماضي أمام إحدي المحاكم الفيدرالية الأمريكية‏.‏

أن تتعهد فيكي بيليز التي تحمل الجنسية الأمريكية بعدم العودة مطلقا للأراضي الأمريكية إلا بعد الحصول علي عفو من المدعي العام الأمريكي‏.‏

تحويل الأرباح المالية التي يتوقع أن يحصل عليها أي من أعضاء شبكة التجسس من الحديث عن القضية مستقبلا لصالح الحكومة الأمريكية‏.‏

الجواسيس الأربعة الذين شملهم عفو ميدفيديف

إيجور سوتياجين‏:‏ خبير أسلحة واعتقل عام‏1999‏ بتهمة تسليم معلومات سرية للمخابرات الأمريكية‏.‏

سيرجي سكريبال‏:‏ ضابط سابق في المخابرات العسكرية الروسية‏,‏ واعتقل عام‏2004‏ بسبب صلاته المشبوهة بأحد الدبلوماسيين البريطانيين قبل أن يحكم عليه بالسجن عام‏2006‏ لمدة‏13‏ عاما‏.‏

ألكسندر زبورسكي‏:‏ موظف سابق في المخابرات الروسية واعتقل عام‏2001‏ قبل أن يحكم عليه عام‏2003‏ بالسجن لمدة‏18‏ عاما لإدانته بالتخابر لصالح أمريكا‏.‏

جينادي فاسيلنكي‏:‏ عميل سابق إبان الحقبة السوفييتية‏,‏ وأدين عام‏2006‏ بتهمة تصنيع متفجرات‏.‏