‏ كعادة أغلب الفضائح السياسية التي تتكشف دائما بمحض الصدفة‏,‏ كشفت الفضيحة المالية لشركة لوريال باريس لمستحضرات التجميل التي هزت ارجاء فرنسا منذ بضعة ايام.

 عن تجاوزات سياسية ومالية في كواليس الحكومة الفرنسية وذلك بعد ان كشفت تقارير اعلامية عن تلقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مبلغ‏150‏ ألف يورو‏(201‏ الف دولار‏)‏ في شكل تبرع من ليليان بيتنكور مالكة شركة لوريال الشهيرة لحملته لخوض انتخابات الرئاسة عام‏2007.‏

و افاد موقع ميديا بارت الاخباري علي شبكة الانترنت انه اجري مقابلة مع مراجعة الحسابات السابقة لليليان بيتنكور قالت فيها إن المليارديرة الفرنسية و زوجها الراحل كانا يتبرعان بالنقود بشكل منتظم لسياسيين محافظين‏.‏ وقال ادوي بلينيل رئيس تحرير الموقع إن المحاسبة‏-‏ التي لم يذكر اسمه ـ ذكرت انه من بين السياسيين الذين تلقوا اموالا من بيتنكور اريك ويرت وزير العمل الحالي الذي كان يشغل منصب المسئول المالي لحملة ساركوزي الانتخابية عام‏2007‏ و ان بيتنكور منحته‏150‏ الف يورو من اجل ساركوزي‏.‏ و كانت بداية الفضيحة التي تعرضت لها شركة لوريال باريس عندما اقامت فرنسواز بيتنكور ابنة المليارديرة الفرنسية ليليان بيتانكور وريثة الشركة برفع دعوي قضائية علي صديق لوالدتها بتهمة ابتزاز أموال والدتها البالغة من العمر‏87‏ عاما‏.‏ و كلفت فرنسواز خادمها بتسجيل محادثات صوتية لليليان ومدير اعمالها تلك التسجيلات التي كشفت عن تورط وزير العمل اريك فيرت وزوجته بعد ان اتضح انه كان يتغاضي عن ملف ضرائب بيتنكور عندما كان وزيرا للمالية في مقابل حصول زوجته علي أموال طائلة لإدارة اعمال احدي شركات بيتنكور‏.‏ وهو الامر الذي انتهزته الأحزاب المعارضة مطالبين باستقالة وزير العمل لتنظيف الحكومة‏.‏ وتأتي فضيحة بيتنكور لتعصف بالحياة السياسيه في فرنسا في اعقاب قيام ساركوزي بإقالة اثنين من وزرائه بعد ثبوت تورطهما بالاستخدام السيئ لأموال الدولة‏,‏ في الوقت الذي ترغب فيه الحكومة تطبيق خطة توفير وترشيد للإنفاق علي جميع الأصعدة‏.‏

ومن جانبه‏,‏ نفي مكتب ساركوزي ما جاء في تقرير ميديا بارت مؤكدا أن هذا امر خاطيء تماما و لا اساس له من الصحة‏,‏ كما قال المتحدث باسم وزير العمل ايريك ويرت لوكالة أنباء رويترز ان تلك الأنباء غير صحيحة‏.