أعلن علاء الدين بوروجيردي رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الإيراني أن طهران ستتوقف عن تخصيب اليورانيوم بنسبة20%- وهو الجزء الأكثر إثارة للجدل في البرنامج النووي الإيراني- إذا حصلت علي الوقود النووي المطلوب لمفاعل الأبحاث.
وأشار بوروجيردي إلي أنه إذا حصلت طهران علي الوقود النووي فإنها لن تصر علي إنتاجه داخلي، تأتي تصريحات المسئول الإيراني بعد أسبوع من طلب الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنظيم اجتماع مع طهران حول اتفاق الوقود النووي لكن بشرط أن تتوقف طهران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة20%.
وفي غضون ذلك, أكد سفير إيران في ايطاليا محمد علي حسيني أنه لا يمكن فرض العزلة علي طهران, مشيرا إلي أن دورها بناء في التطورات الاقليمية والدولية.
وذكرت وكالة انباء فارس الإيرانية أن حسيني أعلن ذلك خلال لقائه مع مجلة الدراسات الإيطالية, الذي شرح فيه مواقف إيران إزاء اصدار مجلس الأمن القرار رقم1929 والعلاقات بين إيران وايطاليا ودور طهران في تطورات المنطقة.
واعتبر حسيني القرار الذي أصدره مجلس الأمن ضد الشعب الإيراني بأنه قرار ظالم تم بفعل ضغوط أمريكية, مشددا علي أن تدخل مجلس الأمن في موضوع البرنامج النووي السلمي الإيراني كان منذ البداية غير قانوني ومعارضا لميثاق الأمم المتحدة.
وأكد أن الواجب الأساسي لمجلس الأمن هو البت في موضوع السلام والأمن الدوليين إذا تعرضا لتهديد ما, في حين أن البرنامج النووي الايراني سلمي بحت ويتم تحت إشراف وكالة الطاقة الذرية من خلال أجهزة التصوير الموجودة في المنشآت الايرانية.
وفي هذه الأثناء, أعلنت مجموعة فيينا في اجتماع لها استعدادها فتح باب المحادثات مع طهران بشأن برنامجها النووي.
وأشار مندوب روسيا إلي أن أعضاء هذه المجموعة أعلنوا استعدادهم لإجراء مباحثات نووية مع طهران. وأكد أن المجموعة اتفقت علي بذل كافة الجهود لتسوية الملف النووي الإيراني عبر السبل الدبلوماسية واستعدادها لإجراء محادثات مع طهران.
وكان نجاد قد أعلن أن العقوبات الجديدة علي بلاده تعكس جهل الغرب بالشعب الإيراني, مؤكدا أن ذلك لن يوقف مسار تقدم طهران التي أصبحت تتقن فن التغلب علي العقوبات, جاء ذلك ردا علي العقوبات الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي إيران.
وأوضح نجاد أن التهديدات والضغوط السياسية والعقوبات الغربية تهدف إلي إعاقة تقدم بلاده, إلا أنه حذر من أن إيران ستلقن الأعداء درسا لن ينسوه ما لم يبادروا بإصلاح نهجهم المعادي.
وفي هذا السياق, شن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني هجوما عنيفا علي الرئيس الأمريكي واتهمه بإصدار تصريحات تنطوي علي غطرسة سافرة ضد بلاده, فيما أشار لاستمرار الخلافات بين أجنحة النخبة الحاكمة في طهران.
وقال رفسنجاني أن إعلان أوباما بشكل رسمي انه يستهدف قلب البرنامج النووي الإيراني وأن الأوروبيين يدعمونه هو إجراء ينم عن غطرسة سافرة ضد إيران.
وذكرت وكالة أنباء مهر الإيرانية أن رفسنجاني ندد في اجتماع مجمع تشخيص مصلحة النظام بطهران بالإجراءات الغربية الأخيرة ضد إيران ومصادقة الكونجرس الأمريكي علي قانون ما يسمي بالحظر الشامل وتوقيعه رسميا من قبل أوباما بحضور المراسلين.
ونقلت الوكالة عن رفسنجاني قوله ان الاستكبار العالمي يحاول إرهاب دول المنطقة لمواكبته في سياساته المتغطرسة ضد إيران, إلا أنه سيفشل في هذا الإجراء أيضا.
وتطرق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني للأوضاع الداخلية بقوله: يتعين علي المسئولين في الحكومة والسلطتين التشريعية والقضائية وباقي الأجهزة والمراكز والمؤسسات بذل الجهود للحيلولة دون الممارسات المتطرفة والنزاعات السياسية والفئوية العقيمة, واستنكر كذلك ما وصفه بالإساءة إلي مكانة مجلس الشوري الإسلامي ورئيسه علي لاريجاني, مشيرا بذلك إلي استمرار الخلافات بين اجنحة النخبة الحاكمة في طهران.
وفي تطور آخر, أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إلي أن إيران أرسلت للسلطات الأمريكية المزيد من الوثائق التي تتعلق باختفاء عالم نووي تؤكد أن المخابرات المركزية الأمريكية سي آي إيه خطفته وتطالب بالإفراج عنه.
واختفي شاهرام أميري وهو باحث جامعي يعمل لحساب منظمة الطاقة الذرية الإيرانية خلال الحج في السعودية قبل عام, ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن رامين مهمانباراست قوله سلمت الوثائق التي تخص خطف المخابرات المركزية الأمريكية لشاهرام أميري إلي السفارة السويسرية كقائمين برعاية المصالحة الأمريكية.
وهذه هي المرة الأولي التي تسلم فيها إيران وثائق بشأن هذه القضية إلي السويسريين الذين يمثلون المصالح الأمريكية في طهران حيث لا توجد علاقات دبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة.