‏ اعترفت الرئيسة الانتقالية في قيرغيزستان روزا اوتونباييفا بأن اعمال العنف العرقية في البلاد أدت إلي مقتل حوالي ألفي شخص حتي الآن‏,‏ في حصيلة تفوق الحصيلة الرسمية التي تم الإعلان عنها من قبل بعشرة اضعاف‏.‏

الأوزبك والقيرغيز يشتركون معا فى ازالة الحزاجز التى ملأت الطرقات خلال أعمال العنف العرقية فى مدينة "أوش" الجنوبية

وقالت أوتونباييفا انها لم تخف الحقيقة في عدد الضحايا‏,‏ إلا أنها لا تملك أرقاما دقيقة بسبب دفن المواطنين دون إبلاغ السلطات‏,‏ علي حد تعبيرها‏.‏

وردا علي اسئلة عن النزاعات العرقية بين القيرغيز والاوزبك في قيرغيزستان التي تضم‏3,5‏ مليون نسمة‏,‏ اقرت اوتونباييفا بأن التوتر كان دائما كبير بين الجانبين‏,‏ وأشارت الي وقوع مواجهات في الماضي بالطريقة نفسها‏.‏

كما اعلنت الرئيسة بالوكالة للاذاعة الوطنية في قيرغيزستان ان قوات روسية ستتولي حماية بعض المنشآت الاستراتيجية في البلاد‏,‏ وأكدت أنه قد تم اتخاذ هذا القرار لضمان امن تلك المنشآت‏.‏

ومن جانبها‏,‏ اكدت وزارة الدفاع الروسية انها تلقت طلبا من السلطات القيرغيزية بهذا الصدد‏,‏ لكن القرار النهائي لم يتخذ بعد‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ شددت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون علي ضرورة دعم الحكومة القيرغيزية الانتقالية في جهودها لاعادة بسط الامن وايصال المساعدات الانسانية‏.‏

ورفضت هيلاري كلينتون استخلاص نتائج حول اسباب اعمال العنف العرقي في قيرغيزستان‏,‏ وقالت انه من السابق لاوانه تحديد الاسباب التي ادت الي تفجر اعمال العنف‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ اكد رئيس أوزبكستان اسلام كريموف ان اعمال العنف التي اندلعت في قيرغيزستان قد اشعلها طرف ثالث بهدف تأجيج صراع بين بلاده وقيرغيزستان المجاورة علي حد تعبيره‏.‏

وقال في تصريحات لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء إنه لا يعتبر ما جري نزاعا عرقيا‏,‏ لان الاوزبك والقرغيز لايوجد لديهم أسباب لاشعال النزاع فيما بينهم‏,‏ وأضاف أن المسئولية لا تقع لا علي الاوزبك ولا علي القرغيز‏,‏ لأن أحداث العنف الدامية‏,‏ نظمها طرف ثالث علي حد تعبيره‏,‏ دون أن يحدد هوية هذا الطرف‏.‏

وشدد علي أن أوزبكستان لن تجر ابدا الي نزاعات في اراض اجنبية ولن تسمح بهذا ابدا‏,‏ وأضاف أن بلاده دولة قوية وذات خبرة تمكنها من حل هذه المشكلة مع قيرغيزستان‏.‏

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في وقت سابق أن أعمال العنف الاخيرة في قيرغيزستان اثرت بشكل مباشر او غير مباشر علي نحو مليون شخص‏,‏ بينما أعلن جوزيبي انونزياتا منسق برنامج المساعدات العاجلة التابع لمنظمة الصحة العالمية أن أعمال العنف أدت إلي تضرر‏300‏ ألف لاجيء و‏700‏ ألف نازح داخلي مما تعد أسوأ سيناريو علي حد قوله‏.‏

ولمواجهة هذه الكارثة الانسانية وجهت الامم المتحدة نداء عاجلا الي الدول المانحة لجمع‏71‏ مليون دولار من اجل ارسال مساعدات انسانية الي قيرغيزستان‏.‏

من جهته‏,‏ طالب مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشئون وسط وجنوب اسيا روبرت بليك تحقيقا مستقلافيما حدث‏,‏ وحث قيرغيزستان علي العمل علي وقف اعمال العنف التي تؤدي الي تدفق اللاجئين الي اوزبكستان‏.‏

وفي لندن‏,‏ طلب نجل الرئيس القيرغيزي المخلوع كرمان بك باكييف منحه حق اللجوء السياسي في بريطانيا‏.‏