دخلت الولايات المتحدة أمس فاصلا من التلاسن العلني بسبب الموقف الروسي من إيران, حيث انتقد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس بشدة العقوبات الإضافية الأمريكية والأوروبية ضد إيران.
داعيا القوي العظمي إلي التحرك الجماعي لحل الأزمة النووية الإيرانية, بينما حذرت واشنطن حلفاءها الأوروبيين من قدرة طهران علي ضرب أوروبا بمئات الصواريخ.
وفي مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال قال ميدفيديف إن بلاده لم تكن موافقة علي هذه المسألة عند مناقشة القرار في الامم المتحدة.
كما أبدي نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف خيبة أمله إزاء العقوبات الأحادية التي أقرتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي علي إيران, محذرا من أن ذلك قد يؤثر علي التعاون في الملف الإيراني.
ودفعت تصريحات ميدفيديف وريابكوف وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إلي وصف موقف روسيا من إيران بأنه انفصام في الشخصية, حيث تعتبرها تارة تهديدا أمنيا وطورا شريكا تجاريا.
وقال جيتس أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي إن الروس يقرون التهديد الأمني الذي تشكله إيران, لكنهم ينظرون ايضا إلي الاحتمالات التجارية, وبصراحة ليسوا الوحيدين في أوروبا, في إشارة إلي العلاقات التجارية بين إيران والاتحاد الأوروبي.
كما أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أمام لجنة القوات المسلحة, أن إيران قادرة علي شن هجوم علي أوروبا بواسطة عشرات أو حتي مئات الصواريخ, الأمر الذي دفع بواشنطن إلي إعادة نظر جذرية بنظامها الدفاعي المضاد للصواريخ, علي حد تعبيره.
وفي الوقت ذاته, أكدت إيران أن العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة علي برنامجها النووي غير شرعية ويجب الغاؤها.
ومن فيينا مصطفي عبد الله: صرح علي أصغر سلطانية سفير ايران و مندوبها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن عقوبات مجلس الأمن التي تستهدف المجال الدفاعي لن تؤثر علي قدرات إيران العسكرية, مشيرا إلي أن بلاده لديها اكتفاء ذاتي في صناعة وإنتاج المدفعية والدبابات والمروحيات والسفن الحربية, كما يمكنها تصدير مثل هذه الأسلحة علي حد تعبيره.
عي صعيد آخر, أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد أمريكي أن الرأي العام في الغرب وفي بعض الدول الإسلامية بات أكثر قبولا لفكرة توجيه ضربة عسكرية إلي إيران لمنعها من حيازة القنبلة الذرية.
وكشف الاستطلاع, الذي أجراه معهد بيو ريسيرتش سنتر في22 دولة علي عينة من نحو من42 ألف شخص, أن معظم السكان في61 من هذه الدول يؤيدون اللجوء إلي الخيار العسكري ضد طهران.
وأضاف الاستطلاع أن الأمريكيين هم ثاني أكثر الشعوب تأييدا لضرب إيران عسكريا, حيث أبدي66% موافقتهم علي توجيه ضربة عسكرية إليها, ولم يسبقهم في هذه النسبة سوي النيجيريين الذين أيد17% منهم هذه الفكرة.
كما أظهر الاستطلاع أن جزءا كبيرا من الرأي العام في العديد من الدول الإسلامية التي شملها يؤيد حل أزمة الملف النووي الإيراني عن طريق اللجوء إلي القوة, فقد أبدي55% من المصريين موافقتهم علي مهاجمة إيران مقابل رفض61% منهم.