‏ كشفت مصادر فى الأمم المتحدة أمس أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يتحرك قدماً بخطط تشكيل لجنة دولية للتحقيق فى الهجوم على قافلة "أسطول الحرية" برغم قرار الحكومة الإسرائيلية تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق فى الحادث‏.

في الوقت الذي طالبت فيه إسرائيل دول الاتحاد الأوروبي بمنع خروج سفن المساعدات المتجهة إلي قطاع غزة من موانيها ومنع مواطنيها من المشاركة في هذه القوافل‏,‏ وذلك في محاولة للتصدي لطوفان سفن الأغاثة المقرر وصولها تباعا لكسر الحصار عن غزة‏,‏ حيث من المنتظر خروج‏10‏ سفن علي الأقل حتي أكتوبر المقبل‏.‏

ونقلت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية عن مصادر بمقر الأمم المتحدة‏,‏ في تقرير لها‏,‏ أن بان كي مون يجري مناقشات مع الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن‏,‏ في الوقت الذي يسعي فيه للحصول علي مشورة المراقبين الدوليين‏,‏ وذلك في مسعي لصياغة هيئة دولية من شأنها التحقيق في هجوم البحرية الإسرائيلية علي السفينة التركية مرمرة في‏31‏ مايو الماضي‏.‏

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد رد بحذر علي تشكيل إسرائيل لجنة للتحقيق في الهجوم علي القافلة‏,‏ وواصل تأكيد ضرورة إجراء تحقيق دولي كامل‏.‏ وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق للصحفيين أمس الأول إن بان أحيط علما بإعلان اسرائيل بخصوص تحقيقهم‏.‏ وأضاف أن إجراء تحقيق إسرائيلي شامل ودقيق أمر مهم وقد يتماشي مع اقتراح للأمين العام يفي بتوقعات المجتمع الدولي بتحقيق ذي مصداقية وغير منحاز‏.‏ لكن فرحان حق قال‏:‏ إن اقتراح بان بإجراء تحقيق دولي يظل علي الطاولة ويأمل في الحصول علي رد إسرائيلي إيجابي‏,‏ مشيرا إلي أن إسرائيل لم ترفض هذا الاقتراح برغم أنها استقبلته بفتور‏.‏

وقال دبلوماسيون إن بان حث اسرائيل علي قبول لجنة تحقيق محايدة بقيادة رئيس الوزراء النيوزيلندي جيفري بالمر‏,‏ وربما يدلل رد الفعل الحذر من جانب الأمم المتحدة علي أن بان لديه شكوك بشأن ما إذا كان تحقيق تقوده إسرائيل سيكون كافيا أم لا‏.‏ وأوضح الدبلوماسيون الذين هم علي دراية باقتراح بان إن الامين العام اقترح أن يكون لبالمر نائبان أحدهما إسرائيلي والآخر تركي‏.‏

من جانبها‏,‏ أكدت تركيا أن تشكيل إسرائيل لجنة تحقيق في هجوم قواتها البحرية علي سفن أسطول الحرية لغزة من أعضاء إسرائيليين إلي جانب اثنين من المراقبين الأجانب‏,‏ لا يلبي مطالبها الواضحة بتشكيل لجنة تحقيق دولية‏,‏ أو توقعات المجتمع الدولي التي عبر عنها البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي‏.‏

وذكرت الخارجية التركية‏,‏ في بيان أمس‏,‏ أن إسرائيل لا تملك سلطة تشكيل لجنة محلية للتحقيق في جريمة ارتكبت في المياه الدولية للبحر المتوسط‏,‏ مشيرا إلي أن النتائج التي يمكن التوصل إليها من خلال هذه اللجنة لا يمكن أن تكون محايدة‏.‏

كما جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هجومه الحاد ضد إسرائيل‏,‏ مؤكدا مواصلة بلاده لسياستها ضد هذه الدولة‏.‏ وفي إشارة إلي تضامن العالم الاسلامي مع موقف تركيا‏,‏ قال أردوغان‏,‏ أمام الهيئة البرلمانية لحزبه في أنقرة أمس‏,‏ مثلما أدان المشاركون في ملتقي التفاعل وبناء الثقة في آسيا والذي عقد قبل أيام في إسطنبول السياسات العدوانية الاسرائيلية‏,‏ ها هو اتحاد البرلمانات الاسيوية والذي أنهي أعماله مؤخرا في إندونسيا يعتبر للمرة الأولي إسرائيل دولة إرهابية‏.‏

وتوقعت مصادر دبلوماسية تركية حدوث أزمة جديدة مع إسرائيل بسبب استمرار احتجازها سفن أسطول الحرية لغزة في ميناء أشدود الإسرائيلي حتي الآن‏.‏ وقالت المصادر إن السلطات الإسرائيلية ترفض أيضا إعادة الشحنة التي كانت تحملها سفن المساعدات الإنسانية لغزة وهي‏10‏ أطنان من المساعدات الغذائية والطبية ومواد البناء‏,‏ مؤكدة أنه لايحق لإسرائيل احتجاز السفن أو مصادرة ما عليها من مواد إغاثة ومساعدات‏.‏

في الوقت نفسه‏,‏كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أمس عن أن إسرائيل نقلت لدول الاتحاد الأوروبي رسالة عن طريق مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بليرو تطالبها فيها بضرورة العمل لمنع المنظمات التي ترعي قوافل سفن كسر الحصار عن غزة من العمل علي أراضيها ومنع المواطنين الأوروبيين من العمل ضد المصالح الإسرائيلية‏.‏

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية إن قادة الاتحاد الأوروبي‏,‏ الذين يرغبون في تجنب وقوع مواجهات‏,‏ تلقوا الرسالة الإسرائيلية جيدا‏,‏ مادام من الممكن تخفيف الحصار عن غزة بالوسائل السلمية‏.‏ وجاءت هذه الرسالة الإسرائيلية في إطار الحوار الجاري بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي والذي يقوده بلير‏,‏ من أجل تخفيف الحصار‏.‏ وأبلغ بلير وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في لوكسمبورج أمس الأول بنتائج محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو‏,‏ قائلا إن إسرائيل وافقت من حيث المبدأ علي اتخاذ خطوات جدية تجاه تخفيف الحصار علي غزة‏.‏ وأعرب بلير عن أمله في أن يتم تخفيف الحصار عن غزة خلال أيام‏.‏

يأتي هذا فيما نقلت صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية معلومات لأجهزة الأمن الإسرائيلية أن عشر سفن علي الأقل ينتظر ان تسعي لفك الحصار عن قطاع غزة حتي شهر أكتوبر القادم‏,‏ أو نهاية رمضان المقبل‏.‏ وتستعد قوات الأمن الإسرائيلية لوصول أولي هذه السفن وهي قادمة من لبنان قريبا وتحمل اسم ناجي العلي‏,‏ كما يجري التحضير لسفينة مساعدات أخري‏,‏ تنقل نساء وتحمل إسم مريم‏,‏ كما ينتظر وصول سفينتين من إيران نظمتهما جمعية الهلال الأحمر بدعم من النظام في طهران‏.‏ وذكرت الصحيفة أن سفينة ايرانية تقول انها تحمل معونة انسانية متجهة لغزة غادرت ميناء بندر عباس‏,‏ فيما بث التلفزيون الايراني صور السفينة التي وصفتها الصحيفة بأنها تقل‏12‏ من أفراد طاقمها‏.‏