لليوم الخامس علي التوالي, تواصلت الاشتباكات العرقية العنيفة بين القرغيز والأوزبك في جنوب قيرغيزستان, والتي تعد الأسوأ منذ سقوط الاتحاد السوفيتي السابق، في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة بشكيك عدم امتلاكها قوات كافية للسيطرة علي أعمال العنف.
وأعلن نائب رئيس الحكومة الانتقالية في قرغيزستان ووزير المالية تمير سارييف أن مواجهات جديدة اندلعت في جنوب البلاد. وقال ـ خلال مؤتمر صحفي إن مجموعات مسلحة تتنقل من مكان الي آخر لكننا لا نملك قوات كافية لوقفها.إلا أن سارييف رأي أن الوضع حاليا أقل صعوبة من الأيام الماضية, حيث تمت تعبئة الجيش وقوات الأمن القرغيزستانية التي تلقت الأمر باطلاق النار بدون إنذار لوضع حد لأعمال العنف.
وفي غضون ذلك, أكد شهود عيان سماع دوي إطلاق نار في أوش حيث ارتفعت أعمدة الدخان الأسود فوق مبان في حي الاوزبك في ثاني كبري مدن البلاد. وفي هذه الأثناء, أعلنت وزارة الصحة أن حصيلة ضحايا أعمال العنف في جنوب قرغيزستان ارتفعت إلي117 قتيلا وحوالي1500 مصاب. وقالت الوزارة في بيان إن عدد الضحايا في منطقتي أوش وجلال آباد بلغ117 قتيلا. وأضافت أن1485 شخصا اصيبوا.
وكشف تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية( أوتشا) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووسط آسيا أنه لا يوجد تقييم دقيق للوضع في مدينة أوش بسبب الوضع الأمني السائد في قيرغيزستان ولكن ارتفع عدد من يتلقون العلاج إلي430 شخصا في المستشفيات والعيادات و325 آخرين يحصلون علي العلاج خارج المستشفيات, مشيرا إلي أن أعدادا كبيرة غير قادرة علي تلقي العلاج.
وأوضح أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر القيرغيزية توفر الإمدادات الطبية لستة مستشفيات داخل وحول مدينة أوش للتعامل مع تدفقات الجرحي, مضيفا أن هناك تقارير عن وجود نقص في إمدادات الغذاء نتيجة لأعمال النهب والسرقة والقيود المفروضة علي الحركة, مشيرا إلي أن برنامج الأغذية العالمي يمتلك3.132 طن متري من الطعام في قيرغيزستان من بينها1.687 طن في إطار برنامج تغذية الجماعات الضعيفة في أوش ومن المتوقع أن يتم توفير1.500 طن إضافية. وذكر التقرير أن بعض المناطق في أوش تعاني من مشاكل في إمدادات المياه بسبب انقطاع التيار الكهربائي, حيث نفدت المياه المعبأة أو سرقت من المنطقة منذ انقطاع التيار قبل ثلاثة أيام. وأشار التقرير إلي أن جمعية الهلال الأحمر القيرغيزية والمفوضية العليا لشئون اللاجئين لديهما أماكن محددة للمأوي في أوش وبشكيك ولكن هناك حاجة إلي إعادة التقييم بسبب النزوح المستمر والوضع الأمني. ولفت إلي أن فريق الحماية يراقب الوضع عن كثب فيما يتعلق بالهجمات المستهدفة ضد المدنيين وأعمال النهب والسرقة وتدمير الممتلكات الخاصة والعنف ونقص المعلومات حول أعداد النازحين داخليا.