في استمرار للتحدي‏,‏ أكدت إيران أمس أنها ستواصل أنشطتها المثيرة للجدل لتخصيب اليورانيوم‏,‏ مستهينة بالعقوبات الجديدة التي فرضتها الامم المتحدة عليها واصفة إياها بأنها لا قيمة لها‏,‏ بل وحذرت من أنها قد تخفض تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية‏.‏ يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن العقوبات الجديدة مثل منديل مستعمل يتعين ان يلقي في سلة المهملات‏,‏ وأوضح أنالعقوبات تتساقط من اليسار ومن اليمين‏.‏ بالنسبة لهم هي نفس الشيء مثل الذباب المزعج‏...‏ لدينا صبر وسنتحمل حتي نجتاز هذا الامر‏..‏ فيما اعلن وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي ان بلاده تدرس كيفية التعامل مع العقوبات الجديدة التي تبناها مجلس الامن الدولي‏.‏

وفي الوقت الذي رحب فيه الجانب الإسرائيلي بحزمة العقوبات الدولية الجديدة ضد طهران حيث وصفها بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنها إجراء إيجابي‏,‏ تعهد عدد من النواب في الكونجرس الأمريكي بوضع اللمسات الأخيرة علي مشروع قانون في هذا الصدد لا يزال قيد الاعداد داخل أروقة الكونجرس‏.‏ وقال زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس النواب ستيني هوير في بيان ما زلت ملتزما بان احيل الي الرئيس الأمريكي‏(‏ باراك‏)‏ اوباما حصتنا من العقوبات المشددة في غضون أسبوع واحد‏,‏ في حين أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ان هدفنا النهائي هو تفادي امتلاك إيران لسلاح نووي‏.‏ واضافت لكننا نتمني عودتها الي طاولة المفاوضات‏,‏ موضحة ان اي شكل لهذا الحوار لا يزال ممكنا سواء كان مع الاعضاء الدائمين في مجلس الامن والمانيا‏(‏ مجموعة الدول الست‏)‏ او اتخذ شكلا اخر‏.‏

وفي أنقرة‏,‏ وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قرار العقوبات الجديد ضد إيران بأنه خطأ‏,‏ مؤكدا أن بلاده ستواصل العمل مع البرازيل لإيجاد حل دبلوماسي لأزمة الملف النووي الإيراني‏.‏ فيما أعربت وزارة الخارجية التركية عن مخاوفها من أن تعرقل العقوبات الجديدة الجهود المبذولة لحل هذه الأزمة العالقة بالسبل الدبلوماسية‏.‏ وفيما تعد باكورة تداعيات العقوبات الدولية الجديدة‏,‏ كشف مصدر في الجهاز الفيدرالي للتعاون العسكري الروسي أن بلاده ستجمد عقدا لتسليم إيران صواريخ من طراز اس‏-300,‏ وقال المصدر ان قرار مجلس الامن الدولي يجب ان تطبقه كل الدول‏,‏ وروسيا ليست استثناء‏.‏ لهذا السبب‏,‏ تم تجميد عقد تسليم صواريخ ارض جو من طراز اس‏-300‏ لايران‏.‏ وفي الوقت ذاته‏,‏ اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان العقوبات الجديدة ضد ايران لا تعني رفضا للحوار بل علي العكس‏,‏ انها تأكيد لضرورة الحوار‏.‏وقال كوشنير‏-‏ عقب وصوله الي مونتريال لالقاء محاضرة في المنتدي الاقتصادي للقارة الامريكية ـ ان هذه العقوبات ليست رفضا للحوار‏,‏ وهذا الامر تم التعبير عنه بشكل واضح في الرسالة التي وجهها وزراء مجموعة فيينا‏(‏ الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا‏)‏ الي الوكالة الدولية للطاقة الذرية‏,‏ ردا علي الاتفاق بين ايران وتركيا والبرازيل‏.‏ واضاف إنها علي العكس تأكيد لضرورة الحوار‏.‏

أما بكين‏,‏ فقد أكدت مجددا حرصها علي العلاقات مع ايران بعد فرض عقوبات جديدة ضدها‏,‏ بعد تبني مجلس الامن الدولي عقوبات جديدة ايدتها بكين ضد طهران بسبب اصرارها علي مواصلة برنامجها النووي‏.‏

فيما انتقد رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي الصين لتصويتها بالموافقة علي قرار العقوبات خلال جلسة أمس الأول بمجلس الأمن‏.‏ وقال صالحي فاجأتني الصين التي وافقت علي هيمنة‏(‏ الولايات المتحدة‏),‏ منبها إلي أن هذا الموقف سيكون له بالتأكيد تداعيات في العالم الاسلامي وجاء ذلك في الوقت الذي بدأ فيه نجاد زيارة للصين عقب موافقة الصين علي العقوبات‏.‏

وفي أوتاوا‏,‏ أيد رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر بدون تحفظ العقوبات الجديدة‏.‏ وقال هاربر في بيان ان كندا تدعم بدون تحفظ القرار‏1929‏ الصادر عن مجلس الأمن الدولي‏,‏ إزاء قصور إيران المتواصل في الالتزام بواجباتها الدولية‏.‏