بعد إصرار سفينة المساعدات الأيرلندية ريتشل كوري علي مواصلة رحلتها إلي شواطيء غزة ورفضها الانصياع لمطالبة إسرائيل لها بالرسو في ميناء أشدود, نفذ الجيش الإسرائيلي تهديده باعتلاء السفينة وصعدت قواته البحرية علي متنها, لكن دون حدوث مواجهات في مياه المتوسط.
وذلك مع تواصل أمواج المظاهرات في شتي أنحاء العالم تنديدا بالهجوم الإسرائيلي الدموي علي أسطول الحرية الأسبوع الماضي.
فقد صعدت قوات الكوماندوز الإسرائيلية أمس علي متن السفينة ريتشل كوري انطلاقا من زوارق بحرية ولم تهبط عليها من الجو كما حدث مع السفينة مافي مرمرة التركية وسيطرت عليها مجبرة إياها علي تغيير مسارها إلي ميناء أشدود دون أن تلقي مقاومة من نشطائها الآيرلنديين والإندونيسيين.
ورفضت السفينة, التي سميت تيمنا باسم طالبة جامعية أمريكية دهسها جرار إسرائيلي عام2003 بينما كانت تحتج علي هدم منازل في غزة, الانصياع لأوامر البحرية الإسرائيلية بتغيير مسارها رغم رسالة إسرائيلية وجهت باللاسلكي إليها مفادها إن جنودنا سيصعدون إلي سفينتكم إذا رفضتم تغيير مساركم.
ومن رام الله ـ خالد الأصمعي: وذكر الجيش الإسرائيلي أن سفينة الشحن, التي استأجرتها منظمة أيرلندية مؤيدة للفلسطينيين وكانت تحمل1200 طن من المساعدات رفضت ثلاث مرات الامتثال للأوامر التي وجهت إليها باللاسلكي بتغيير وجهتها, مما دفع البحرية الإسرائيلية إلي اعتراضها والصعود علي متنها بينما كانت علي بعد30 ميلا بحريا من شاطئ غزة.
وكان البيت الأبيض قد حث ريتشل كوري وأي سفن مساعدات أخري قد تحمل إمدادات لقطاع غزة مستقبلا علي التوجه إلي ميناء أشدود بإسرائيل تجنبا لأي صدامات أخري مع القوات الإسرائيلية.
وفي إطار الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين أنقرة وتل أبيب في أعقاب مهاجمة اسطول الحرية, كشفت مصادر إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أصدر توجيهات إلي أفراد حكومته بعدم الإدلاء بأي تصريحات حول تركيا.
وفي غضون ذلك ذكر راديو إسرائيل أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حاول زيارة غزة بنفسه لكسر الحصار, وأشار إلي أنه أبلغ الولايات المتحدة اعتزامه إرسال قطع من الأسطول الحربي التركي لمرافقة السفن المتجهة إلي القطاع لكن واشنطن طلبت منه التراجع عن هذه الخطوة.
ومن أنقرة- سيد عبد المجيد: أكد السفير التركي في واشنطن نامق طان أن التوتر الراهن في العلاقات التركية الإسرائيلية يمكن أن يزول إذا نفذت إسرائيل ثلاثة مطالب تركية.
ونقلت شبكة إن تي في الإخبارية التركية عن طان ـ الذي كان سفيرا في إسرائيل قبل أن يعين أخيرا سفيرا في الولايات المتحدة قولها إن المطالب التركية, تتمثل في اعتذار إسرائيل أمام الرأي العام والاعتراف بمسئوليتها عن مأساة اسطول الحرية, ورفع الحصار المفروض علي غزة, والموافقة علي إجراء تحقيق دولي مستقل.
ومن جانبه واصل رئيس الوزراء التركي أردوغان إدانته الشديدة للعدوان الاسرائيلي علي قافلة الحرية مؤكدا أن تركيا لن تدير ظهرها لفلسطين غزة والقدس والشعب الفلسطيني حتي ولو أدار العالم ظهره عن فلسطين. وفي الوقت ذاته, تواصلت المظاهرات حول العالم ضد إسرائيل.
باريس- نجاة عبد النعيم: نظمت الجمعيات والمنظمات الفرنسية الداعمة لحقوق الإنسان المتضامنة مع الشعب الفلسطيني مسيرات احتجاجية انطلقت من باريس و30 مدينة من مختلف أنحاء فرنسا في التوقيت نفسه.
وفي الأرجنتين, تظاهر أكثر من ثلاثة آلاف شخص أمام السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس بدعوة من أحزاب يسارية وحركات طالبية ومنظمات إنسانية.
وغالبا ما تشهد العاصمة الأرجنتينية مظاهرات شعبية, ولكن من النادر أن ينزل هذا العدد الكبير من المتظاهرين إلي الشارع من أجل قضية أجنبية.
وفي بروكسل ـ وأمام مقر الاتحاد الأوروبي هناك ـ ندد أكثر من ألف متظاهر بالاعتداء الإسرائيلي علي أسطول الحرية. كما شهدت إيطاليا وكوريا الجنوبية وموريتانيا واندونيسيا مظاهرات خرج فيها الآلاف مطالبين إسرائيل بالتوقف عن سفك الدماء.