مع وصول المئات من النشطاء الأتراك الذين كانوا محتجزين لدي إسرائيل إلي اسطنبول, سرد عدد من الناجين منهم تفاصيل ما حدث علي متن سفينة المساعدات التي كانت متجهة إلي غزة.
فمنهم من وصف الهجوم الإسرائيلي عليها بأنه مذبحة قتل وأصيب فيها العشرات بالذخيرة الحية أمام أعينهم ومنهم من شاهد جهودا يائسة لإنقاذ الجرحي.
وتباينت الروايات بشدة, حيث اتهم نشطاء الجنود الإسرائيليين بارتكاب جرائم حرب, في حين التزمت اسرائيل بموقفها بأن الكوماندوز اطلقوا النار دفاعا عن النفس, وفي أحد الاختلافات الأساسية نفي النشطاء اتهام إسرائيل لهم بانهم بادروا بإطلاق الرصاص من أسلحة انتزعوها من الجنود الإسرائيليين خلال المصادمات.
وتحدث الجميع عن مشهد من الارتباك والفوضي في الهجوم, وذكر أندريه أبو خليل المصور اللبناني الذي يعمل لدي قناة الجزيرة رواية أيدت بعضا مما قاله الجانبان.
وقال أبو خليل إن النشطاء أصابوا أربعة جنود إسرائيليين من الموجة الأولي التي اعتلت السفينة واحتجزوهم. وحاول الجنود في الموجة الثانية اقتحام السفينة بعدما اقتيد الجنود الأربعة من الموجة الأولي إلي الطوابق السفلي, وأضاف أن20 تركيا شكلوا درعا بشرية لمنع الجنود الإسرائيليين من اعتلاء السفينة, مشيرا إلي أنهم كان بحوزتهم مواسير مياه وعصي وراحوا يقرعون جانب السفينة بالمواسير لتحذير الإسرائيليين من الاقتراب.
ووفقا لرواية أبو خليل فإن مواجهة استمرت عشر دقائق قبل أن يفتح الإسرائيليون النار.
واضاف أن رجلا تلقي إصابة مباشرة في رأسه وأصيب آخر في عنقه, وأنه شاهد40 جريحا في المجمل كان بعضهم مصابين في سيقانهم أو أعينهم أو بطونهم أو صدورهم.
كما أكد بورني وبولنت يلدريم رئيس مؤسسة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية أن النشطاء لم يفتحوا النار أبدا من الأسلحة التي انتزعوها من الجنود الذين تم إنزالهم جوا علي متن السفينة. واستطرد بينما كان الإشتباك يجري علي سطح السفينة كنا نقدم الرعاية للإسرائيليين في الطابق السفلي, وبينما كنا نعطيهم المياه تم إبلاغنا بأن اصدقاءنا ماتوا هناك, وقلنا للطبيب الاندونيسي أن يأخذ الجندي إلي مؤخرة السفينة, وبينما كان يفعل ذلك أطلقوا عليه خمس رصاصات في بطنه.
وذكرت وسائل الاعلام الصربية أمس أن مصورا صربيا اعتقل في إسرائيل بعد الهجوم عاد الي بلجراد, ووصف الهجوم بأنه كان شبيها بمشهد من نهاية العالم.
وقال المصور سرديان ستويليكوفيتش الذي طلب منه منظمو الرحلة تصوير وقائعها, بدأ كل شيء كما لو انه رحلة في سفينة عادية بلا مشاكل, قبل ان يتحول مشهدا من نهاية العالم.
وعلي صعيد آخر, أعلن مسئولو حركة غزة الحرة, أنهم فقدوا الاتصال مع سفينة الشحن رايتشل كوري الإيرلندية, التي تحاول إرسال مساعدات إنسانية إلي قطاع غزة.
واتهمت أودري بومسي المتحدثة باسم الحركة إسرائيل بالتشويش علي سفينة المساعدات, وأضافت أنه سيتم اقتياد السفينة إلي ميناء, لم تحدد اسمه, ليصعد علي متنها المزيد من الشخصيات.
وتوعدت إسرائيل بمنع السفينة الأيرلندية من الوصول إلي شواطئ غزة.
وفي الوقت ذاته, ذكر مصدر سياسي إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يدرس طلب مساعدة دولية في فرض حظر السلاح علي غزة سعيا لتخفيف الانتقادات للحصار الإسرائيلي علي القطاع.