تعرضت إسرائيل لضغوط جديدة في مجلس حقوق الانسان خلال اجتماعه الطارئ في جنيف أمس, حيث وافق المجلس علي اجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات التي تعرض لها النشطاء.
علي متن اسطول الحرية من جانب القوات الإسرائيليةوذلك بموافقة32 عضوا ورفض3 أعضاء وامتناع8 عن التصويت, كما وافق المجلس علي ارسال بعثة تقصي حقائق دولية للتحقيق في انتهاك القانون الدولي من جانب اسرائيل بسبب تنفيذ هجمات علي اسطول يحمل مساعدات انسانية, في الوقت الذي حذر فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن إسرائيل علي وشك أن تفقد صديقها الوحيد في المنطقة وهو تركيا.
وذكر بيان لمجلس الوزراء التركي أمس أن أردوغان طلب من أوباما, في اتصال هاتفي استغرق ساعة الليلة قبل الماضية, الضغط علي إسرائيل من أجل الإسراع بتسليم جثث الشهداء الذين سقطوا ضحايا للهجوم الاسرائيلي علي قافلة الحرية للمساعدات الإنسانية لغزة, وكذلك الإفراج عن الناشطين المعتقلين ممن كانوا يرافقون القافلة.
وأضاف البيان أن أردوغان اوضح لأوباما أن المشكلة ليست بين تركيا واسرائيل لأن اسرائيل هاجمت مدنيين من32 دولة في أنحاء العالم, وبالتالي فالعالم كله الآن طرف في المشكلة. واشار الي أن أوباما أعرب عن تعازيه لتركيا في ضحايا الهجوم الإسرائيلي وكذلك في ضحايا الهجوم الارهابي علي قاعدة اسكندرون البحرية في جنوب تركيا مؤكدا أن واشنطن تبذل جهودا من أجل حل المشاكل في إطار القانون الدولي.
وقال البيت الأبيض, في بيان أمس, إن أوباما قال لأردوغان إن الولايات المتحدة تعمل في مشاورات عن كثب مع إسرائيل للمساعدة في إتمام إطلاق سراح المسافرين بما فيهم جثامين الموتي والمصابين وسفن الإغاثة نفسها. كما أكد أوباما موقف الولايات المتحدة القاضي بضرورة إجراء تحقيقات ذات مصداقية ونزيهة وشفافة بشأن الحقائق المحيطة بهذه المأساة, مشددا علي أهمية إيجاد سبل أفضل لتقديم المساعدات الإنسانية لمواطني غزة دون تقويض أمن إسرائيل.
من جانبها, أعلنت وزارة العدل التركية أمس أن تركيا تدرس احتمال اتخاذ إجراء قضائي محتمل ضد إسرائيل. وذكرت وكالة أنباء الاناضول أن المسئولين يدرسون في القانون المحلي والدولي لتحديد الاجراء المحتمل اتخاذه ردا علي الهجوم. كما ذكرت صحيفة يني شفق القريبة من الحكومة التركية أمس أن حكومة العدالة والتنمية بدأت الإعداد للحصول علي صلاحية البرلمان لإرسال قوات تركية عبر الحدود, حيث وقع أعضاء مجلس الوزراء علي مذكرة تفويض لأردوغان الذي سيتخذ قراره علي ضوء نتائج الاتصال الهاتفي مع أوباما.
وأضافت الصحيفة أن اردوغان سيعقد خلال ساعات اجتماعا مصغرا لمجلس الأمن القومي باشتراك رئيس الأركان وقادة القوات المسلحة ووزيري العدل والداخلية ورئيس جهاز المخابرات ومدير الأمن العام لمناقشة التدابير الممكن اتخاذها ضد إسرائيل ومنها التدابير العسكرية والتجارية للحصول علي آراء المجتمعين بصدد الخيار العسكري ضد إسرائيل من خلال إرسال قوات تركية عبر الحدود بعد حصول حكومة العدالة علي صلاحية البرلمان.
من جانبها, أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تأييدها قيام اسرائيل بالتحقيق في الهجوم, الا انها شددت علي ضرورة تمتع هذا التحقيق بالمصداقية. واعتبرت أن الوضع في غزة غير مقبول ولايمكن أن يستمر علي ماهو عليه لكن يتعين أيضا تلبية الاحتياجات الأمنية لإسرائيل. وقالت كلينتون, خلال استقبالها لنظيرها الروماني تيودور باكونشي أمس الأول, إنه مثلما أن هناك حاجات إنسانية ينبغي تلبيتها للفلسطينيين, بما في ذلك تسهيل حصولهم علي مواد البناء, فهناك مطالب أمنية لإسرائيل يتعين الوفاء بها.
في الوقت نفسه, بدأت إسرائيل أمس ترحيل250 ناشطا اجنبيا وعربيا من الذين اعتقلوا عند الهجوم الإسرائيلي علي أسطول الحرية. الذي كان ينقل مساعدات انسانية الي قطاع غزة. وذكرت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية أن نحو120 شخصا غالبيتهم من الجزائريين والاندونيسيين عبروا الحدود الي الاردن, بينما ينتظر نحو60 تركيا في مطار بن جوريون وصول رحلات خاصة لاعادتهم الي بلادهم. وأوضحت الاذاعة ان70 تركيا اخرين هم في الطريق من سجن بئر السبع الي المطار. ورحلت اسرائيل بين الاثنين والثلاثاء عشرات الناشطين من أصل الـ682 معتقلا من42 دولة الذين كانوا علي متن سفن الاسطول الست, ومن المتوقع أن تنتهي عمليات ترحيل الناشطين الأجانب بحلول اليوم. أما باقي الناشطين فاقتيدوا الي سجن بئر السبع في جنوب اسرائيل حيث سينظر قضاة هجرة اسرائيليون في آليات ترحيلهم من الدولة العبرية خلال الايام المقبلة, بحسب المصدر نفسه.
ومن جهتها, بدأت اسرائيل باعادة عائلات طاقمها الدبلوماسي في انقرة. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة أمس عن مسئول اسرائيلي رفيع المستوي رفض الكشف عن هويته ان هذا الاجراء يشمل نحو خمسين شخصا مرتبطين بالعاملين في قنصلية وسفارة اسرائيل في انقرة, لكنه
أكد أنه ليس من الوارد حاليا قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
من ناحية أخري, كشف الربان التركي حسين توكالالاك أن سفينة حربية اسرائيلية هددت سفينته قبل أن يصعد رجال كوماندوز اسرائيليون الي السفينة التي ترفع علم تركيا وصوبوا أسلحتهم اليه وإلي ملاحيه. وقال توكالالاك, في مؤتمر صحفي أمس الأول, انهم صوبوا مسدسين إلي رأس كل منا. وكانت حقا مسدسات مثيرة مثل تلك التي تشاهدها في الأفلام. هكذا بدأ الربان التركي روايته كيف انتهت محاولة كسر الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة بإراقة الدماء.
وقد أعلنت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة أنه توفر لديها تمويل أول ثلاث سفن من الأسطول الجديد الذي سيتوجه إلي قطاع غزة, والذي سيطلق عليها اسم الحرية2 نسبة إلي اسم الأسطول الأول الذي تعرض لقرصنة إسرائيلية ومجزرة مروعة ضد المتضامنين علي متنه.
حماية امنية مشددة لوفد الجيش الاسرائيلي إلي برلين
كثفت الشرطة الالمانية في برلين اجراءات الحماية لوفد من الجيش الاسرائيلي يضم مائة وثمانين ضابطا يزورون حاليا العاصمة الالمانية, خوفا من التعرض لهم بعد موجة الاستياء والغضب الواسعة التي عمت الشارع الالماني بسبب الاعتداء الاسرائيلي علي اسطول الحرية. ويزور الوفد العديد من المواقع اليهودية والنصب التذكارية لاحياء ذكري الهولوكست.
من ناحية أخري ادان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الالماني روبرشت بولنس الاعتداء الاسرائيلي ووصفه بانه خطأ كبير ارتكبته اسرائيل في حق نفسها وفي حق المجتمع الدولي. وطالب بولنس الحكومة الاسرائيلية بالموافقة علي المطالب الالمانية والدولية بإجراء تحقيق دقيق في الواقعة تحت اشراف لجنة دولية.