قدم الرئيس الألماني هورست كولر استقالته من منصبه اليوم الاثنين على خلفية تصريحات كان أدلى بها بشأن مهمة قوات بلاده في أفغانستان، والتي أثارت الكثير من الجدل في ألمانيا.

ورفض كولر اليوم المزاعم التي ترددت عن تأييده مهمة الجيش الألماني في أفغانستان رغبة منه في تأمين مصالح ألمانيا الاقتصادية على الرغم من مخالفة هذه المهمة للدستور الألماني، ووصفها بأنها "ليس لها أساس من الصحة".

وأوضح كولر أنه أبلغ رئيس المجلس الاتحادي ينز بورنزن  بتقديمه استقالته. وسيتولى بورنزن -طبقا للدستور- منصب رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة لحين انتخاب رئيس جديد للبلاد.

وتأتي استقالة الرئيس الألماني في مرحلة حرجة تمر بها الحكومة الألمانية برئاسة المستشارة أنجيلا ميركل، حيث تلقي أزمة اليورو بظلالها على منطقة اليورو ودول الاتحاد الأوروبي.

وقد ألقى كولر كلمة قصيرة أعلن فيها استقالته أمام قصر الرئاسة "بيلفيو" بالعاصمة برلين، وكانت زوجته تقف بجواره حيث كادت الدموع تسقط من عينيه واختنق صوته في بعض اللحظات.

وقال كولر الذي انتخب العام الماضي لفترة رئاسية ثانية "آسف لأن تصريحاتي تسببت في سوء فهم بشأن مسألة هامة وصعبة لأمتنا".

يذكر أن كولر علل من قبل المهام الخارجية للجيش الألماني بالحفاظ على المصالح الاقتصادية الألمانية، مما أدى إلى إثارة جدل كبير.

وفي وقت لاحق حدد كولر تصريحاته، حيث قال متحدث باسمه الأسبوع الماضي إن الرئيس لم يقصد مهمة أفغانستان.

وكانت المستشارة الألمانية أوضحت الجمعة الماضية على لسان متحدثة باسمها، أنها لا تريد التعليق على تصريحات كولر. وقالت ميركل إن كولر حدد تصريحاته و"لا يمكن إضافة شيء عليها".

يشار إلى أن دور الرئيس الألماني قاصر على توقيع القوانين وهو دور رمزي بدرجة كبيرة.