قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن رسالة إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن اتفاق المبادلة الذي توسطت فيه تركيا والبرازيل تعاني من قصور، ونددت بالاتفاق بوصفه "حيلة مكشوفة" لتجنب عقوبات جديدة من مجلس الأمن الدولي.
وقالت للصحفيين عقب محادثات رفيعة المستوى مع مسؤولين صينيين في بكين اليوم إنها بحثت "بشيء من الاستفاضة أوجه القصور في الاقتراح الأخير الذي دفعت به إيران في رسالتها إلى الوكالة الذرية"، مشيرة إلى أنه "لا يجيب على مخاوف المجتمع الدولي".
ونددت كلينتون باتفاق مبادلة الوقود النووي الذي توسطت فيه تركيا والبرازيل ونص على إرسال بعض اليورانيوم الإيراني المخصب إلى تركيا مقابل الحصول على الوقود لمفاعل طهران للبحوث الطبية.
كما وصفته بأنه "حيلة مكشوفة لتجنب إجراءات مجلس الأمن"، وقالت إنه "وقع فقط لأن مجلس الأمن كان على وشك الإعلان عن نص قرار العقوبات الذي كنا نتفاوض بشأنه لعدة أسابيع".
وأكدت الوزيرة الأميركية جدية المساعي لفرض جولة جديدة من العقوبات الدولية على إيران، وقالت إنها أجرت مع الجانب الصيني "مناقشات بناءة بشأن استكمال الملاحق والمضي قدماً إلى مجلس الأمن" ومعهم القرار والملاحق.
وكان مشروع القرار الذي وزع في وقت سابق هذا الشهر يقضي بفرض عقوبات جديدة على إيران، ولكن مجموعة "5+1" التي تضم القوى الكبرى لم تتفق على "الملاحق" التي تضم الشركات والأفراد الذين قد يواجهون عقوبات محددة.
رأي الصين
أما الصين فأعربت بدورها عن تأييدها لاتفاق مبادلة الوقود النووي، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جيانغ يو للصحفيين اليوم إن بكين "تقدر وترحب" بالاتفاق الذي وقعته إيران والبرازيل وتركيا.
وأكدت المتحدثة أن المناقشات في مجلس الأمن لا تعني نهاية الجهود الدبلوماسية، معربة عن أمل بلادها في أن "تتمكن إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول المعنية من التوصل إلى اتفاق حول الترتيبات الضرورية في وقت مبكر، وحل المسألة النووية الإيرانية عبر الحوار والمفاوضات".
تصعيد بريطاني
من جهته تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون اليوم "بتصعيد" الضغط على إيران التي قال إن كل الأدلة تشير إلى أنها تسعى بكل وضوح لتصنيع أسلحة نووية.
وقال في أول كلمة له أمام البرلمان بعد توليه المنصب عقب انتخابات السادس من الشهر الجاري، إن أمام حكومته هدفا واضحا هو "ضمان عقوبات أوروبية وأممية أقوى ضد إيران"، مشيراً إلى أنه تحدث مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بهذا الخصوص.
وفي وقت سابق اليوم قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن بلاده تلقت نسخة من رسالة إيران إلى الوكالة الذرية، مشيراً إلى أن بلاده ستبحث مع روسيا والولايات المتحدة الرد المشترك على هذه الرسالة.
تحذير إيراني
وبدورها أكدت إيران اليوم أنها ستعيد النظر في اتفاق مبادلة الوقود إذا اتفقت القوى الكبرى على فرض مزيد من العقوبات عليها.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن سفير إيران في موسكو محمود رضا سجادي قوله "إذا فرضت عقوبات جديدة سيكون واضحا للشعب الإيراني أن مجموعة 5+1 تخفي نوايا شريرة وتسعى من أجل أهداف سياسية، وهذا سيجبرنا على إعادة النظر في اتفاقات طهران".
وكان بهزاد سلطاني مساعد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية قال إن طهران ستنتظر رد الوكالة، "وفي حال موافقتها ستدخل في مفاوضات مباشرة معها لإبرام اتفاقية مكملة تتضمن تفاصيل التبادل"، محذراً بأن فرض أي عقوبات جديدة على إيران سيلغي الاتفاق نهائيا.