في أول تعديل رئيسي لفريق الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما, أعلن مدير المخابرات القومية الأمريكية دنيس بلير استقالته بعد أن أمضي عاما وأربعة أشهر في منصبه.
وذلك دون إبداء أية أسباب. وقال بلير في بيان أصدره مكتبه إنه يشعر بعميق الأسف وهو يخطر الرئيس باستقالته, وقال إنه منذ تولي أوباما الرئاسة, أصبحت أجهزة المخابرات أكثر كفاءة ويقظة وتجسيدا للقيم الأمريكية. ومن جانبه, أشاد أوباما بنزاهة بلير وبالأداء الراقي والفعال والذي يثير الإعجاب لأجهزة المخابرات في زمن شهد العديد من التحديات للأمن الأمريكي. وأعرب أوباما عن امتنانه لما قدمه بلير لبلاده, مشيرا إلي أنه وبلير يتشاطران الإعجاب برجال المخابرات.
وجاءت استقالة بلير بعد سلسلة من الإخفاقات الأمنية وظهور بعض الثغرات في التنسيق بين عدد من أجهزة المخابرات الستة عشرة التي يرأسها. وأشارت مصادر أمريكية إلي أن بلير-63 عاما- عرض الاستقالة منذ أسابيع وأن البيت الأبيض لم يرفضها, لكنه آثر الانتظار حتي يتم العثور علي بديل, لكن بلير عندما علم أن أوباما يبحث عن بديل له قرر تقديم استقالته رسميا وإعلانها. وتشير التوقعات لشغل هذا المنصب حول ثلاث شخصيات, هم سيناتور نبراسكا السابق الجمهوري تشارلز هاجل, الذي يشارك حاليا في رئاسة المجلس الرئاسي الاستشاري للمخابرات, والجنرال الجوي المتقاعد جيمس كلابر الذي يشغل حاليا منصب وكيل وزارة الدفاع لشئون التخابر, وجون هامر وكيل وزارة الدفاع السابق والذي يرأس حاليا مجلس السياسات العسكرية.
يذكر أن بلير, الأدميرال السابق بالبحرية الأمريكية, ثالث مدير للمخابرات الأمريكية منذ إنشائها في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن. وكان أوباما قد عين بلير في هذا المنصب الذي استحدث بعد اعتداءات11 سبتمبر بهدف تنسيق عمل وكالات الاستخبارات الـ16.
وقد سبق لمدير المخابرات القومية الأمريكية أن انتقد عدم كفاية السلطات التي يتمتع بها صاحب هذا المنصب, كما انتقد عدم استعانة الإدارة بفريق من المحققين المتخصصين لدي اجهزة المخابرت للتحقيق مع النيجيري عمر عبد المطلب المتهم بمحاولة نسف طائرة أمريكية متجهة إلي ديترويت عشية عيد الميلاد السابق, ويعتبر هذا الحادث, إلي جانب العثور علي سيارة مفخخة اتهم الباكستاني فيصل شاه زاد بوضعها في ميدان التايمز بنيويورك تمهيدا لنسفها, باعتبارهما من أوجه الفشل التي لاحقت المخابرات في عهد بلير.
ولم يظهر بلير في أضواء البيت الأبيض منذ شهور طويلة, حيث كان ليون بانيتا مدير المخابرات المركزية هو الذي يتم الاستعانة به لتمثيل المخابرات في البيت الأبيض, كما أن بانيتا هو الذي رافق مستشار الأمن القومي جيمس جونز في رحلته الحالية في باكستان وأفغانستان.
وتأتي استقالة بلير بعد أيام من صدور تقرير من قبل مجلس الشيوخ يرصد41 خطأ ارتكبتها أجهزة المخابرات, أدت إلي تمكن النيجيري عمر عبد المطلب من اعتلاء طائرة أمريكية وهو يحمل مواد متفجرة. وأقر بلير في رده علي التقرير بوجود عراقيل مؤسسية وتكنولوجية تعوق أداء أجهزة المخابرات, لكنه أكد أن هذه الأجهزة تركز بدرجة كبيرة علي رصد الأخطار المحتملة. ومن المقرر أن يتولي نائب مدير المخابرات ديفيد جومبرت القيام بأعمال مدير المخابرات حتي يتم تنصيب المدير الجديد بعد أن يقر مجلس الشيوخ اختياره. يذكر أن بلير كان قد تعهد في السادس من شهر يناير المنصرم بإجراء تعديلات لدي أجهزته في أعقاب اكتشاف محاولة النيجيري عمر عبد المطلب تفجير طائرة أمريكية متجهة إلي ديترويت عشية عيد الميلاد. وقال بلير في بيان أصدره في حينها: إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية بحاجة لتعزيز جهودها لكي تتوقع وتحبط النوعية الجديدة من الهجمات. وكان أوباما قد أقر بإخفاق الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية في الحيلولة دون اكتشاف المؤامرة التي كانت تستهدف تفجير الطائرة, مشيرا الي أن تلك الأجهزة كان لديها المعلومات الاستخباراتية الكافية بشأن وجود مؤامرة لتفجير الطائرة, لكنها فشلت في تبادل تلك المعلومات فيما بينها.