شن مفجرون انتحاريون يحملون صواريخ وقنابل هجوما جريئا قبل فجر أمس علي قاعدة باجرام الجوية‏,‏ وهي أكبر القواعد العسكرية لحلف شمال الاطلنطي‏(‏ الناتو‏)‏ في أفغانستان‏.

مما أسفر عن مقتل سبعة من المهاجمين وإصابة ستة من الجنود الاجانب‏,‏ وذلك غداة هجوم انتحاري بسيارة مفخخة أوقع خمسة قتلي من الجنود الأمريكيين إلي جانب كولونيل كندي و‏12‏ أفغانيا مما يعكس الدقة المتزايدة التي ينفذ بها المتمردون عملياتهم‏.‏

وبدأ الهجوم علي قاعدة باجرام التي تبعد مسيرة نحو ساعة بالسيارة شمال كابول وتتمركز فيها قوات أمريكية في الغالب قبل الفجر عندما فجر أربعة انتحاريين أنفسهم بالقرب من بوابات القاعدة‏.‏ وتواصل الهجوم بإطلاق للصواريخ ونيران الاسلحة الصغيرة خارج القاعدة‏.‏

وقال المتحدث باسم قيادة طالبان ذبيحة الله مجاهد إن‏20‏ انتحاريا من طالبان هاجموا قاعدة باجرام من أطرافها الشرقية والغربية‏,‏ وقام أربعة انتحاريين بتفجير أحزمتهم الناسفة‏,‏ فيما نجح آخرون في دخول القاعدة ولايزال القتال مستمرا‏,‏ وطبقا للحلف سقط أحد هذه الصواريخ داخل القاعدة فتسبب في أضرار محدودة‏,‏ لكن أحدا من المتمردين لم يتمكن من دخول القاعدة‏.‏ وحلقت طائرات هليكوبتر فوق القاعدة ومحيطها‏.‏

وقال اللفتنانت كولونيل كلارنس كاونتس وهو متحدث باسم قاعدة باجرام نحن دائما مستعدون للتعامل مع الهجمات علي قاعدتنا والرد هذا الصباح كان فوريا‏.‏ وقال مسئول بارز من الشرطة يدعي لطف الرحمن إن قوات الامن تقوم بالبحث عن مفجر انتحاري آخر‏.‏

وجاء القتال الذي استمر حتي الساعات الاولي من الصباح بعد يوم واحد من هجوم شنه مفجر انتحاري علي قافلة عسكرية يقودها الحلف في كابول اسفر عن مقتل‏12‏ مدنيا افغانيا وستة من افراد القوات الاجنبية وربما يؤشر لبدء سلسلة هجمات أعلنت عنها حركة طالبان سلفا ضد اهداف اجنبية مهمة‏.‏

في الوقت نفسه‏,‏ دعا الممثل المساعد السابق للأمم المتحدة في أفغانستان بيتر جالبريث الولايات المتحدة إلي تقليص عدد قواتها في أفغانستان‏.‏ وقال جالبريث‏,‏ في تصريح خاص لراديو سوا الامريكي أمس‏,‏ إن بقاء الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في الحكم يعرض القوات الامريكية للخطر‏,‏ لأن نجاح مهمة تلك القوات يتطلب شريكا أفغانيا يتمتع بالمصداقية وقادرا علي كسب ثقة الشعب الافغاني‏,‏ لكن حكومة كرزاي أكدت فسادها‏,‏ كما أنها استولت علي الحكم بعدما زورت نتائج الانتخابات‏.‏

من جانبه‏,‏ دعا المرشح السابق لمنصب الرئاسة الافغانية الدكتور عبدالله عبدالله الي زيادة عدد القوات الاجنبية في بلاده‏.‏ وقال عبد الله‏,‏ في تصريح لراديو سوا‏,‏ إن الاوضاع الحالية في أفغانستان تتطلب تكثيف الضربات العسكرية في المناطق التي يتخذها المسلحون ملاذا آمنا لهم‏.‏

ووجه عبدالله اللوم الي حكومة كابول وقال إنه علي الرغم من كل ماحصلت عليه من دعم في جميع المجالات لم تتمكن من تغيير الاوضاع في منطقة مارجه بعد العملية الناجحة التي شنتها القوات الدولية والافغانية في فبراير الماضي‏.‏

من ناحية أخري‏,‏ لقي‏16‏ مسلحا حتفهم أمس وأصيب أربعون آخرون في عملية لقوات الامن الباكستانية في منطقة اوركزاي العليا القبلية بشمال غرب باكستان‏,‏ إثر هجوم شنه المسلحون علي نقطة عسكرية بالمنطقة مستخدمين قاذفات صاروخية وأسلحة أخري‏,‏ مما أسفر عن مقتل أربعة من رجال الامن وإصابة‏22‏ آخرين‏.‏

كما أصيب ثلاثة من رجال الشرطة الباكستانية أمس‏,‏ إثر انفجار قنبلة زرعها مجهولون علي جانب الطريق في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان بجنوب غرب باكستان‏.‏