في تحرك وقائي عاجل للدفاع عن منطقة اليورو وحماية العالم من أزمة مالية جديدة‏,‏ تعهد كل من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي بتقديم نحو تريليون دولار لحماية الاقتصاد الأوروبي من الانهيار في المرحلة المقبلة‏.

‏ وذلك عقب تضامن البنوك المركزية في مختلف الدول الكبري‏,‏ وعلي رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لضخ مليارات الدولارات في الأسواق‏,‏ وضمان توفير السيولة اللازمة في البنوك الأوروبية‏.‏ في الوقت الذي سارع فيه البنك المركزي الأوروبي بالتدخل لدي البورصات في القارة البيضاء‏,‏ معربا عن استعداده لشراء الديون من دول منطقة اليورو التي تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة‏.‏ وانعكست هذه الإجراءات العاجلة علي الفور علي سعر اليورو الذي ارتفع لأعلي معدل له منذ‏41‏ شهرا‏,‏ حيث سجل نحو‏1.29‏ دولار صباح أمس‏.‏ كما انتعشت البورصات الأسيوية ليرتفع مؤشر بورصة طوكيو‏1.5%,‏ وصعد مؤشر بورصة هونج كونج‏1.3%.‏ أما المؤشرات المستقبلية في بورصة نيويورك فقد ارتفعت بنسبة‏2.7%.‏ وشهدت البورصات الأوروبية انتعاشا كبيرا‏,‏ حيث ارتفع مؤشر بورصة لندن‏2.95‏ و بورصة فرانكفورت‏2,3%,‏ فيما ارتفع مؤشر بورصة كاك الفرنسي‏5.95%,‏ و‏7.51%‏ في بورصة لشبونة‏,‏ و‏6%‏ في بورصة ميلانو‏.‏ وجاء هذا الانتعاش في الأسواق في أعقاب اتفاق دول الاتحاد الأوروبي أمس الأول‏-‏ بعد مفاوضات شاقة ومطولة استغرقت أكثر من‏11‏ ساعة بين وزراء المالية الأوروبيين‏-‏علي خطة انقاذ تاريخية تصل قيمتها الي‏750‏ مليار يورو‏(‏ أي ما يوازي‏972‏ مليار يورو‏)‏ لاحتواء ازمة مالية تهدد بالانتشار في العالم بأسره‏.‏ وتتضمن هذه المساعدة غير المسبوقة في التاريخ الحديث بالنسبة لبرنامج دعم مالي‏,‏ قروضا وضمانات من دول منطقة اليورو‏,‏ فضلا عن قروض من صندوق النقد الدولي‏.‏

وأعلنت وزيرة المالية الأسبانية إيلينا سالجادو أن المبلغ المخصص للخطة يتألف من‏60‏ مليار يورو من القروض التي تقدمها المفوضية الأوروبية و‏440‏ مليارا من القروض والضمانات من دول منطقة اليورو‏,‏ أي ما يوازي‏500‏ مليار يورو‏.‏ وأضافت ان صندوق النقد الدولي سيقدم مساهمة اضافية تتضمن قروضا تصل قيمتها إلي‏250‏ مليار يورو‏.‏

وذلك بعد أن تعهدت مدريد ولشبونة باتخاذ اجراءات اضافية ذات مغزي للحد من العجز في ميزانيتيهما لعامي‏2010‏ و‏2011,‏ علي أن تعلنا عن هذه الخطوات علي وجه السرعة لطمأنة الاسواق‏.‏ وتتركز مخاوف الاسواق علي نسبة العجز المرتفعة في عدد من الدول الاوروبية التي ازدادت حدة مع تفاقم الازمة المالية والاقتصادية‏.‏

ومن ناحيتها‏,‏ أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضرورة معالجة الأزمة من جذورها‏.‏ وأشارت إلي أن خطة الدعم الأوروبية ستعمل علي دعم وحماية اليورو‏.‏ ورحبت المستشارة الألمانية بإجراءات التقشف التي أعلنتها أسبانيا‏,‏ مؤكدة أن الأزمة بعثت برسالة مهمة للأسواق‏,‏ مشيرة إلي أن برلين ستتخذ هي الأخري‏-‏ بوصفها أكبر اقتصاد في منطقة اليورو‏-‏ خفضا في الانفاق لترتيب البيت من الداخل‏.‏ وفي مؤشر علي المخاوف التي عمت العالم‏,‏ اعلنت البنوك المركزية الكبري بما فيها البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الياباني مساء أمس عن تحرك منسق فيما بينها لاعادة الهدوء الي الاسواق‏.‏ حيث أعلن البنك المركزي الياباني عن ضخ نحو‏16.7‏ مليار يورو لليوم الثاني علي التوالي لطمأنة الأسواق المتوترة بسبب المشاكل الماليةإمدادات الدولارات ولا سيما للمصارف الاوروبية‏,‏ بعدما انحسرت بفعل الهبوط المفاجئ في سعر صرف اليورو‏.‏ كما أصدر وزراء المالية وحكام البنوك المركزية في دول مجموعة السبع بيانا رحبوا فيه بالاجراءات الأوروبية الرامية الي ارساء الاستقرار في الأسواق‏.‏

ومن جهته‏,‏ أشاد مدير عام صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس‏-‏كان بالإجراءات الواسعة النطاق‏,‏ التي أعلنها الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي معتبرا أنها خطوة واسعة للأمامستساعد علي إرساء الاستقرار المالي والاقتصادي وعلي الحفاظ علي الانتعاش الاقتصادي العالمي‏.‏

ومن فيينا‏-‏

ارتفع سعر الخام الأمريكي الخفيف دولارين ليصل إلي‏77‏ دولارا للبرميل‏,‏ بعدما وافق الاتحاد الأوروبي علي حماية الدول المثقلة بالديون في منطقة اليورو مما سيعزز الطلب علي الطاقة‏.‏