في إطار التداعيات المتلاحقة لأزمة السحب البركانية الأيسلندية, اتهم الاتحاد الدولي للنقل الجوي( اياتا) الحكومات الأوروبية بعدم الاستجابة للأزمة بالشكل المناسب, مجددا تحذيراته من أن أثرها الاقتصادي أشد من تأثير هجمات11 سبتمبر.2001.
وقالت( اياتا) أن شركات الطيران العالمية تقدمت بطلبات لفتح بعض الممرات الملاحية علي الأقل, منتقدة الفوضي في طريقة إدارة السلطات الأوروبية لهذه الأزمة.
وقال جيوفاني بيسينياني رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي ـ خلال مؤتمر صحفي ـ نحن بعيدون جدا عن الشعور بالرضا عن الطريقة التي أدارت بها الحكومات الأوروبية الأزمة.
وطالب بقرارات تتناسب مع التطورات علي أرض الواقع, بينما يشكل إغلاق جزء من المجال الجوي الأوروبي خسائر اقتصادية فادحة قد تبلغ200 مليون دولار يوميا علي الأقل لشركات الطيران. وقال بيسينياني أن تقييم الخطر يفترض أن يسمح لنا بإعادة فتح بعض الممرات بدلا من إغلاق جميع المجالات الجوية. وقدر بيسينياني خسائر عائدات شركات الطيران في الوقت الراهن بـ250 مليون دولار يوميا. جاء ذلك في الوقت الذي دعت فيه هيئة الطيران المدني في أوروبا إلي عقد مؤتمر عبر الفيديو كونفرانس لبحث أزمة الطيران في القارة الأوروبية, يشمل اجتماعين لوزراء النقل لتنظيم فتح المطارات خلال الأيام المقبلة. وأعلن فيتو ريجيو رئيس الهيئة الوطنية للطيران المدني الإيطالي إعادة إغلاق مطارات مدن شمال ايطاليا منذ الساعة التاسعة صباح الأمس بسبب الغبار المنبعث من بركان ايسلندا. وكانت مطارات مدن الشمال قد استانفت عملها قبل صدور تقريرين حول الأرصاد الجوية دفعت السلطات إلي إعادة إغلاق المطارات بعد ساعتين فقط. وقد اقلعت رحلات بالفعل خلال تلك الساعتين من مطار مالبنسا بمدينة ميلانو شمال ايطاليا إلي بعض المدن الداخلية, بالإضافة لرحلة إلي القاهرة. فيما أعادت النمسا فتح مطاراتها من جديد. وهو ما تزامن مع فتح العديد من الدول الاسكندنافية( الدنمارك وفنلندا والنرويج) فتح مطاراتها أمام عدد محدود من الرحلات.
ومن ناحيتها,أكدت هيئة الطيران في سلوفاكيا إنه أعيد فتح المجال الجوي الشرقي للبلاد بشكل كامل وفتح بقية مجالها الجوي أمام الطائرات التي تحلق علي ارتفاع يتجاوز7500 متر لكن المطار في العاصمة براتيسلافا سيظل مغلقا في الوقت الحالي. بينما أغلقت سلوفاكيا مجالها الجوي بسبب سحابة الرماد البركاني الناجمة عن ثوران بركان في ايسلندا. ولكن بيتر برونا رئيس هيئة الطيران في سلوفاكيا أكد أن الجزء الشرقي من البلاد مفتوح بشكل كامل.
وفي الوقت ذاته, استدعي الاتحاد الأوروبي العديد من وزرائه لإجراء محادثات مكثفة لحل الأزمة الراهنة, وذلك في الوقت الذي يأمل فيه المسئولون في زيادة الرحلات الجوية بشكل كبير في مستهل أسبوع العمل الجديد بأوروبا الذي بدأ بالأمس. وتوقع البعض ارتفاع عدد الرحلات الجوية اليوم إلي نحو نصف معدلاتها الطبيعية أو ثلثها علي أقل تقدير.
وقالت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية إن نحو5000 رحلة جوية سارت في المجال الجوي الأوروبي أمس بالمقارنة بنحو24 ألف رحلة تسير عادة.
وفي الوقت الذي تواصل فيه شركات الطيران الأوروبية تجاربها لاستئناف حركة النقل الجوي المتعثرة, أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية إنها أجرت تجربة طيران برحلة علي متنها خمسة أشخاص بينهم ويلي وولش العضو المنتدب للشركة ولم تواجه أي مشاكل. وأقلعت الطائرة وهي من طراز بوينج737 من مطار هيثرو في لندن وظلت علي ارتفاع40 ألف قدم لمدة ساعة قبل أن تطير فوق ايرلندا وتهبط في كارديف. وذلك في الوقت الذي تبحث فيه الحكومة البريطانية استخدام الأسطول الملكي واستدعاء السفن التجارية لإعادة المواطنين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج بسبب إغلاق قسم كبير من المجال الجوي الأوروبي بسبب الرماد البركاني. وقد تصبح الاستجابة لهذه الأزمة قضية سياسية داخلية قبل الانتخابات العامة التي تجري في السادس من مايو المقبل في الوقت الذي يحتل فيه حزب العمال الحاكم المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي. وفي محاولة لمد يد العون لجاراتها, عرضت أسبانيا فتح مطاراتها أمام الدول الأوروبية لنقل مسافريها العالقين.
وقال وزير التجارة البريطاني بيتر ماندلسون إن الحكومة تبحث احتمال استخدام المطارات الإسبانية التي لا يشملها حظر الطيران كمركز للمواطنين العالقين في مناطق أبعد جنوبا أو في امريكا الشمالية, حيث أعلنت الحكومة الإسبانية أنها قد تساعد في نقل نحو70 ألف بريطاني محتجزين في العديد من المطارات. يأتي ذلك في الوقت الذي ناقش فيه جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني الخيارات المطروحة مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو.