لم يحدث فى تاريخ أوروبا الحديث أن شهدنا هذا الأمر لو كان بيدى ما كنت سافرت ولكن كان على أن ألحق بزفاف ابنى فى فرنسا. كنت أشعر بالبهجة لهذا الزفاف الرومانى ولكنى الآن أتمنى لو لم أكن قد تركت منزلى فى واشنطن، ما كان على السفر.
بهذه الكلمات تحدثت السيدة ماكمان لوكالة أسوشيتد برس بعد أن أمضت ثلاثة أيام وهي عالقة في مطار باريس في انتظار إذن السفر حتي تعود إلي منزلها في الولايات المتحدة.
فقد دخلت السماوات الأوروبية يومها الرابع من الشلل الجوي بسبب السحابة الضخمة من الرماد الناتجة عن ثورة بركان أيسلندا. وبدأ المسافرون العالقون في المطارات الأوروبية في الشعور باليأس مع تفاقم حالة الشلل في حركة النقل الجوي حيث مددت الكثير من الدول الأوروبية الحظر علي إقلاع الطائرات حتي صباح اليوم, خاصة في شمال فرنسا وإيطاليا, وبريطانيا.
وتوالت إعلانات دول أوروبا مثل النمسا والدنمارك وبلجيكا وألمانيا كما حدت سلوفينيا وأوكرانيا وبيلاروسيا من استخدام المجال الجوي. كما أعادت السويد والنرويج منع الطيران بعد أن فتحتا مجاليهما الجويين جزئيا الجمعة الماضي. ومددت رومانيا وكرواتيا والبوسنة قيودها علي الملاحة, وأعلنت صربيا وجمهورية الجبل الأسود عن إغلاق مجاليهما الجويين حتي إشعار آخر.
ويعود فرض الحظر علي المجال الجوي إلي أن غبار الصخور المتفتتة والحبيبات الزجاجية يمكن أن يسبب توقفا تاما لمحركات الطائرات ويحدث أضرارا بأجسام الطائرة خاصة إلحاق أعطال بمحركات الطائرات.
وفي متابعة للأزمة, أعلن معهد الأرصاد الجوية الأيسلندي أن الرياح ستستمر في دفع سحب رماد بركان أيسلندا في اتجاه أوروبا, خلال الأيام الأربعة أو الخمسة القادمة. وقال تيتور اراسون, خبير الأرصاد المناوب في المعهد, سيستمر اندفاع هذه السحب باتجاه بريطانيا, مضيفا أن هذه هي التوقعات العامة خلال اليومين القادمين وعلي الأرجح للأيام الأربعة أو الخمسة القادمة. في حين حذر بعض الخبراء من أن ثورة البركان قد تستمر لأسابيع.
ومن جانبها, قالت هيئة الطيران المدني الدولية إن انتشار سحابة الرماد البركانية الآتية من أيسلندا ستسبب تعطيل حركة النقل الجوي بشكل أكبر من ذلك الذي حصل بعد هجمات عام2001 في الولايات المتحدة. وقال متحدث باسم الهيئة إن التأثير المادي قد يكون أكثر حدة. وكان الشلل الذي تلا هجمات سبتمبر2001 يعتبر الأسوأ في تاريخ النقل الجوي.
ومن لندن ـ مراسل الأهرام: ألحق الوضع الناجم عن السحابة البركانية خسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات بشركات الطيران التي جمدت الكثير من رحلاتها. وقدرت الجمعية الدولية للنقل الجوي أياتا الخسائر الناجمة عن هذه الكارثة علي حركة النقل الجوي بـ200 مليون دولار يوميا. وأشار معهد الأرصاد الجوية الأيسلندي إلي أن الرياح ستواصل دفع الغيمة إلي أوروبا طوال الأيام الأربعة أو الخمسة المقبلة علي الأقل.
وفي الوقت نفسه ساهم الوضع في ازدهار أعمال وسائل المواصلات الأخري كالقطارات والبواخر والحافلات, حيث يحاول ملايين المسافرين عبر العالم العالقين إيجاد وسائل نقل بديلة للوصول إلي وجهاتهم.
وانتقل الارتباك الجوي الذي أحدثته سحب الرماد البركانية الناجمة عن ثوران بركان بجنوب أيسلندا, من الجو إلي الأرض ليصيب البورصات الأوروبية, حيث تراجعت أسهم بعض شركات الطيران والسياحة الكبري في بورصة لندن, بسبب تخوف المستثمرين من تداعيات إغلاق المجال الجوي في بريطانيا.
وشهد مؤشر فوتسي100 العام تراجعا صباح أمس بمقدار11.75 نقطة أو0.20% ليبلغ5 آلاف و813.26 نقطة, بينما تراجعت أسهم شركة الخطوط الجوية البريطانية بريتيش ايروايز بمقدار0.91% لتسجل240 بنسا للسهم الواحد, في حين تراجعت أسهم مجموعة توماس كوك للسياحة بنسبة0.15% لتصل إلي267 بنسا, وفقدت شركة تو يو اي للسياحة1.06% من قيمة أسهمها لتسجل298 بنسا للسهم, أما عن شركة ايزي جت للطيران منخفض التكلفة, فقد ارتفعت أسهمها بنسبة0.37% لتبلغ485 بنسا.
ومن فيينا ـ مصطفي عبدالله: وأمام هذا الحجم من الخسائر, بدأت شركات الطيران بطلب النجدة. وكانت شركة الطيران البلجيكية براسلز ايرلاينز هي الأولي التي رفعت صوتها وطلبت مساعدة الحكومة. وقال المتحدث باسمها غيرت سيوت أمس لا يمكن لأي كائن في القطاع أن يتحمل ذلك.