استمرت حالة عدم الاستقرار في المطارات الأوروبية بسبب تداعيات ثورة بركان آيسلندا‏,‏ حيث مددت‏30‏ دولة أوروبية من بينها بريطانيا وبلجيكا وسويسرا والنمسا وكرواتيا وليتوانيا وإستونيا والدنمارك والسويد والتشيك وألمانيا والنرويج والمجر.

إغلاق مجالها الجوي بشكل كامل أمام الملاحة مع زيادة نشاط البركان‏.‏ وتوقفت مطارات كبري عن العمل مثل ميلانو في إيطاليا وفرانكفورت وميونيخ في ألمانيا وهيثرو في بريطانيا وشارل ديجول في فرنسا‏.‏

وقالت هيئة مراقبة الطيران الأوروبية يورو كونترول أمس إن رحلات الطيران ستظل معطلة بسبب سحابة الرماد البركاني لأربع وعشرين ساعة مقبلة علي الأقل‏.‏

وأضافت أنه لن تقلع أي طائرات ركاب أو تهبط في معظم شمال ووسط أوروبا‏,‏ إلا أن مناطق جنوب أوروبا ما زالت تشهد رحلات جوية منتظمة بما في ذلك اسبانيا وجنوب منطقة البلقان وجنوب إيطاليا وبلغاريا واليونان وتركيا‏.‏

وأشارت إلي أنه قد أقلعت نحو ستة آلاف رحلة طيران في الأجواء الأوروبية أمس مقارنة مع‏22‏ ألف رحلة تشهدها الأجواء الأوروبية يوميا مما يعني إلغاء نحو‏61‏ ألف رحلة طيران‏.‏

وفي عمان‏,‏ قال مجدي صبري نائب مدير عام الاتحاد الدولي للنقل الجوي إياتا إنه من غير المعروف المدي الذي ستذهب إليه هذه الأزمة‏,‏ مشيرا إلي أن ذلك يتوقف علي النشاط البركاني الحالي وكذلك علي سرعة الرياح وحركتها واتجاهها‏.‏

وفي الولايات المتحدة الغت شركات الطيران الامريكية معظم رحلاتها المتجهة الي اوروبا او القادمة منها بسبب سحب الغبار البركاني‏,‏ وبلغ عدد الرحلات التي تم إلغاؤها نحو‏280‏ رحلة من اصل‏337‏ رحلة يومية للركاب والبضائع تصل الولايات المتحدة باوروبا‏.‏

اما شركة دلتا ايرلاينز فقد ألغت‏110‏ رحلات‏,‏ كما ألغت شركة اميريكان ايرلاينز‏56‏ رحلة‏,‏ لكنها ابقت رحلاتها الي اسبانيا وايطاليا‏.‏ والغت شركة كونتيننتال‏57‏ رحلة‏,‏ والغت شركة يونايتد‏87%‏ من رحلاتها من اوروبا واليها‏.‏

وفي هولندا‏,‏ اعلنت شركة الطيران الهولندية كيه ال ام الغاء جميع رحلاتها الجوية من مطار شيبول المتجهة الي دول اوروبية‏.‏

وفي فرنسا‏,‏ قررت الهيئة العامة للطيران المدني تمديد إغلاق‏32‏ مطارا في أقاليم فرنسا بالإضافة إلي المطارات الثلاثة الأخري في باريس شارل ديجول وأورلي وبورجيه إلي أجل غير مسمي‏,‏ وأشارت الهيئة في بيان لها إلي أنها قررت أيضا استمرار إغلاق مطاري جرونوبل وبوردو‏.‏

وكانت الهيئة قد سمحت فقط بوصول الطائرات إلي مطارات أورلي وشارل ديجول وبورجيه في باريس لمدة ساعتين امس‏,‏ بالإضافة إلي السماح بشكل استثنائي بإقلاع عدد من الرحلات الجوية للحد من عدد الركاب العالقين في هذه المطارات الثلاثة‏,‏ خاصة إلي الوجهات التي لم تتأثر بسحابة دخان الحمم البركانية القادمة من أيسلندا‏.‏

وأشارت الهيئة إلي أن حركة الطيران الجوي تظل مضطربة في باقي مطارات فرنسا‏,‏ حيث تم بناء علي معلومات المركز الفرنسي للارصاد الجوية‏,‏ وضع منطقة شمال فرنسا ضمن نطاق منطقة تجنب الطيران‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ عقد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أمس اجتماعا لوزراء حكومته المعنيين بنتائج السحابة الناتجة عن بركان أيسلندا لبحث تطورات الموقف فيما يتعلق بتأثيره علي وسائل النقل والتأمين والصحة‏.‏

وفي بريطانيا مددت سلطات الجو البريطانية منع استخدام مجالها الجوي بسبب سحابة الرماد البركاني وحذرت من ان الوضع يسوء‏.‏

وقال المكتب الوطني لحركة النقل الجوي ان القيود التي تم تخفيفها للرحلات فوق اسكتلندا وايرلندا الشمالية وشمال انجلترا قد تم فرضها من جديد‏.‏

وفي بلجيكا صرح يان باولز المتحدث باسم سكرتيرة الدولة البلجيكية للتنقل ايتيان شوب بأن بلجيكا تتحرر جزئيا من السحابة لكن التلوث ما زال واسعا جدا ويمتد من بريطانيا الي روسيا وفي غياب الامطار والرياح يتبدد ببطء شديد‏.‏

وفي سويسرا حيث تم إغلاق المجال الجوي‏,‏ صرحت مصادر مسئولة بأن الرحلات التي تمر فوق سويسرا علي ارتفاع اكثر من احد عشر الف متر سيسمح لها بالعبور‏.‏

وعلي الصعيد نفسه‏,‏ أعلنت مصادر مسئولة بجامعة ايسلندا أمس عن زيادة نشاط البركان الذي اندلع في منطقة‏(‏ إيافيالايوكول‏),‏ محذرة من أن ذلك قد يؤدي إلي استمرار تعطيل أنشطة النقل الجوي فوق أوروبا لفترة أطول‏.‏

وأشارت إلي أن هذه السحابة تتمركز فوق الجزر البريطانية والدول الاسكندنافية واوروبا الوسطي وغرب روسيا‏,‏ وأضافت أن السحابة يمكن ان يبلغ ارتفاعها‏11‏ كيلو مترا لكنها تتمركز حاليا علي ارتفاع ستة كيلومترات اي الارتفاع الذي تحلق فيه الطائرات تحديدا‏.‏

واعلن معهد الارصاد الجوية الايسلندي ان الرياح ستستمر علي الارجح في دفع سحب رماد بركان ايسلندا باتجاه اوروبا خلال الايام الاربعة او الخمسة القادمة‏.‏

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية إن الغبار البركاني القادم من ايسلندا يتجه إلي جنوب فرنسا ويفترض ان يصل الي جبال البيرينيه والبحر المتوسط قريبا‏.‏

وعلي الصعيد نفسه هبطت طائرة المانية تقل وزير الدفاع كاري تيودور تسو مع عدد من العسكريين الالمان المصابين في الاشتباكات في افغانستان إضطراريا في مطار اتاتورك الدولي بسبب سحابة الرماد البركاني في أيسلندا‏.‏

وذكرت شبكة إن تي في الإخبارية أنه قد بدأت حركة الطيران في مطارات اسطنبول وأنقرة وأنطاليا التركية تتأثر بسبب السحابة وأكد خبراء ادارة الارصاد الجوية التركية أنه من المحتمل أن تصل سحابة الرماد الي الاجواء التركية يوم الثلاثاء المقبل‏.‏

وأضاف الخبراء أن سحابة الرماد ستؤدي الي توقف الرحلات الجوية والي زيادة انتشار الامراض الجلدية والحساسية وأن الموجة اقتربت حاليا من الاجواء البلغارية وفي حالة استمرار اتجاه الرياح بهذا الشكل ستصل الي اسطنبول‏,‏ ولكن اذا تغيرت اتجاهات الرياح فستتوجهه موجة سحابة الرماد الي أنحاء مختلفة من تركيا‏.‏

وأشارت الشبكة الي أن السحابة الرمادية تسببت في أضرار كبيرة لتركيا وأثرت علي حركة السياحة‏,‏ وبلغت خسائر مدينة أنطاليا جنوب تركيا علي مدي اليومين الماضيين مليوني يورو بسبب توقف حركة الطيران في معظم المطارات الاوربية الدولية وعدم وصول‏20‏ ألف سائح كان مقررا وصولهم الي انطاليا نتيجة لذلك‏.‏

وحذر خبراء الطيران من خطورة رماد البركان علي سلامة الطيران‏,‏ مشيرين إلي أن الرماد يؤدي إلي توقف محركات الطائرات حيث يحتوي علي جسيمات صغيرة متكونة من بقايا الصخور والزجاج والرمال‏.‏

وألغي رئيس الوزراء الكندي لورينس كانون زيارته الدبلوماسية إلي روسيا بسبب سحابة الرماد البركاني‏,‏ وأعلن المكتب الصحفي لرئيس الوزراء الكندي أن موعد الزيارة الجديد لم يتم تحديده بعد‏.‏