في تقرير صادم وجرئ, اتهمت الأمم المتحدة الشرطة الباكستانية بالتقاعس عن حماية رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي اغتيلت عام2007. وكذلك التخاذل في التحقيقات بشأن مقتلها.
بل وتعمد عرقلة التحقيقات التي قام بها فريق المنظمة الدولية في هذا الصدد, مشيرة إلي أنه كان يمكن تفادي المأساة لو تم اتخاذ تدابير امنية ملائمة.
واتهم تقرير المنظمة المحققين الباكستانيين بالعمل كهواة في تقصي المسئولين عن تدبير عملية الاغتيال مشيرا إلي أنهم ربما كانوا يخشون ضلوع اجهزة الاستخبارات, ولم يعلموا فعليا إلي أي مدي يمكنهم الذهاب في التحقيق.
وقال التقرير الذي أعده خبراء برئاسة سفير تشيلي في الامم المتحدة إنه كان يمكن تفادي اغتيال بوتو لو تم اتخاذ تدابير أمنية ملائمة. وشدد التقرير الذي جاء في56 صفحة علي أن مسئولية حماية بوتو كانت تقع علي عاتق الحكومة الفيدرالية وحكومة إقليم البنجاب وشرطة مدينة روالبندي, مؤكدا أن أيا من هذه الجهات لم تتخذ التدابير المطلوبة للتعامل مع المخاطر الملحة والاستثنائية التي كانت تهدد بوتو في الفترة السابقة علي اغتيالها.
وذهب التقرير إلي أبعد من ذلك حيث اتهم الحكومة الباكستانية بعدم تشكيل جهاز لحماية بوتو يضاهي في كفاءته أجهزة حماية رئيسي وزراء سابقين أيضا لكنهما ينتميان إلي الحزب الذي يدعم الرئيس الأسبق برويز مشرف.
وأضاف التقرير أن هذا التمييز في التعامل يثير قلقا كبيرا بالنظر إلي محاولات الاغتيال التي واجهتها بوتو قبل ثلاثة أيام من مقتلها والتهديدات المحددة التي كانت تتعرض لها التي كشفتها اجهزة الاستخبارات الباكستانية. واضاف ان تحقيق الامم المتحدة تعرض لعراقيل شديدة علي أيدي أجهزة المخابرات الباكستانية ومسئولي الحكومة. ولاحظ التقرير أيضا أن التحقيق الباكستاني افتقر إلي تعليمات واضحة وكان غير فاعل وافتقر الي الجدية لكشف هوية المجرمين وإحالتهم إلي القضاء.
وفي إسلام آباد أعلنت الحكومة الباكستانية أنها لن ترد علي تحقيق الأمم المتحدة حول اغتيال بوتو إلا بعد دراسة التقرير.وقال المتحدث باسم الرئاسة الباكستانية فرحة الله بابار إن الحكومة ستفتح تحقيقا موسعا وشاملا لتحديد الجناة ومعاقبتهم.
وأبدي المتحدث ارتياحه إزاء التقرير الذي اعتبر أنه ألقي بوضوح بالمسئولية علي عاتق الحكومة السابقة للرئيس برويز مشرف وبرأ الرئيس الحالي وزوج بوتو آصف علي زرداري والأسرة من أي اتهام أو مسئولية. وعلي الجانب الآخر نفي متحدث باسم الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف أن تكون السلطات قد تقاعست في حماية بوتو أو في التحقيق الذي أعقب مقتلها, ووصف تقرير المنظمة الدولية بأنه حفنة أكاذيب. وقال رشيد قريشي متهكما إن رئيس لجنة التحقيق ليس أحد أقارب شيرلوك هولمز مؤكدا أنه اعتمد في نتائج التقرير علي شائعات لا يعد مشرف الذي يعيش في المنفي مسئولا عنها. وكانت الأمم المتحدة قد اعلنت في30 مارس الماضي إرجاء تسليم هذا التقرير الذي كان مقررا في31 مارس الي منتصف ابريل الجاري بناء علي طلب اسلام اباد.
وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك يومها إن بلاده تريد تقريرا كاملا مثبتا بالوقائع. واغتيلت بينظير بوتو ـ التي تولت رئاسة الوزراء في باكستان مرتين خلال التسعينيات ـ في27 ديسمبر2007 بعد مشاركتها في تجمع انتخابي في روالبندي في ضاحية اسلام اباد.
ومن جهة أخري, قتل ثمانية أشخاص علي الأقل, بينهم مصور تلفزيوني وثلاثة من رجال الشرطة, في هجوم انتحاري استهدف شيعة بمستشفي في مدينة كويتا جنوب غرب باكستان.