استمرار لتدهور الوضع الأمني في منطقة القوقاز الروسي, شهدت جمهورية قرغيزستان أمس موجة عنيفة من الاحتجاجات الشعبية التي تزعمتها المعارضة مطالبة باستقالة الرئيس كرمان بيك باكييف صاحبتها اشتباكات دامية بين قوات الشرطة والمتظاهرين.
أسفرت المواجهات عن مقتل20 شخصا واصابة200 آخرين علي الاقل أمام القصر الرئاسي، من جهة اخري سيطر مئات المتظاهرين من انصار المعارضة علي مقر التليفزيون في بشكيك وتوقف بث جميع المحطات,
وقال صحفي في فرانس برس ان مئات المتظاهرين اقتحموا مقر التليفزيون الوطني وسيطروا علي المبني بكامله.
واكتنف الغموض مصير وزير الداخلية, حيث ذكر مصدر في وزارة الداخليه ان وزير الداخليه مولود موسي كونغانتييف قتل علي يد متظاهرين في تالاس شمال غرب البلاد, بعدما افادت وسائل الاعلام المحلية في وقت سابق ان متظاهرين حاصروه وانهالوا عليه ضربا, في حين ذكر مسئول آخر أن وزير الداخلية علي قيد الحياة, بينما احتجز المتظاهرون نائب رئيس الوزراء.
و شارك أمس نحو5 الاف من أنصار المعارضة الداعين الي استقالة باكييف في تظاهرة أمام القصر الرئاسي في العاصمة بشكيك بعد ساعات قليلة من صدامات مع شرطة مكافحة الشغب وقعت قرب مقر المعارضة في العاصمة.
وخلال الصدامات عمدت الشرطة الي اطلاق قنابل صوتية وغازات مسيلة للدموع علي المتظاهرين الذين ردوا برشق الشرطة بالحجارة وهاجموا سيارات قوات الامن بالعصي كما استولي المتظاهرون علي العديد من المدرعات التابعة للشرطة.
وافاد مراسل وكالة الانباء الفرنسية ان الشرطة تراجعت وتحصنت في مبني بمقر المعارضة, فحاصر المتظاهرون الشرطيين رافعين اعلاما زرقاء وداعين الرئيس كرمان بك باكييف الي الاستقالة بينما اقتاد المتظاهرون اثنين من رجال الشرطة خارج المبني وانهالوا عليهم بالضرب.
وذكرت اذاعة اوروبا الحرة ان نحو1500 شخص تجمعوا امام الادارة الاقليمية وسيطروا علي جميع طبقات المبني بما في ذلك مكتب حاكم تالاس.و أضافت ان المتظاهرين اختارو حاكمهم الاقليمي قيسون كرمنلاييف ورفضوا الادارة الاقليمية التي عينها الرئيس.في حين قال وزير الداخلية في قرغيزستان مولدوموسا كونجانتييف للصحفيين ان المحتجين جهزوا قنابل مولوتوف واحتجزوا الحاكم رهينة لفترة طويلة بينما اقتحمت الشرطة المبني و استخدمت غازات مسيلة للدموع واطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين. وقال بيان للأمم المتحدة انالامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون يشعر بالقلق تجاه الأحداث في تالاس. وأضاف البيان انه يناشد كل الأطراف المعنية التحلي بضبط النفس ويدعو للحوار.
وفي الوقت نفسه, أعلن رئيس وزراء القرغيزستاني دانيار يوسينوف حالة الطواريء في البلاد, واتهم يوسينوف المعارضة بمحاولة تنظيم انتفاضة مسلحة واصفا الاحتجاجات التي تنظمها المعارضة بالسور وكل محاولة من هذا النوع سوف تقمع بقوة وسيعاقب الضالعون فيها.
ومن ناحية اخري,أعلن المدعي العام القرغيزستاني اعتقال ثلاثة من قادة المعارضة من بينهم رئيس البرلمان السابق عمر بك تيكيباييف ورئيس الوزراء السابق والمرشح السابق للمعارضة في الانتخابات الرئاسية الماظ بيك اتامبييف عقب مواجهات مع متظاهرين كانوا يحاولون حماية منزله.
ومن جانبها, دعت روسيا حكومة قرغيزستان الي ضبط النفس وعدم اللجوء الي القوة ضد متظاهري المعارضة تفاديا لإراقة الدماء. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين لوكالة انباء انترفاكس الروسية أننا نستطيع حل جميع الخلافات السياسية الاقتصادية والاجتماعية من خلال اتباع الاجراءات الديموقراطية القائمة في قرغيزستان دون الحاجة للجوء الي القوة ودون النيل من المواطنين القرغيزيين.