fiogf49gjkf0d
احمد فوده السيد الرئيس لا ترحل السيد الرئيس
ارسل لك خطابي هذا متمنيا لكم وافر الصحة والعافية والتوفيق والسداد.... ارجوا ان تعيير كلماتي هذه الاهتمام لبضع لحظات فهي خالصة لوجه الله ولا مأرب منها الا الوصول الى مناخ من الاستقرار يرخي علينا الاحساس بالأمن والامان. فقد حطت طيور الخراب على البلاد وارتوت الارض بدماء لا تتوقف عن النزيف ووجدت النيران مرتعا في مؤسساتنا وممتلكاتنا العامة والخاصة. وهناك موقف تعجز العقول والالباب على ايجاد تفسير له او رؤية ما سوف تؤل اليه الامور فالضبابية توارت خلف مشهد معتم مظلم كئيب يتباطأ زواله وانكشافه .
 
فليس هناك من مبرر ولا سبب ولا هدف يدفعنا الى اضرام النار في جسد الوطن، والتنكيل بأنفسنا وضياع وطن يغبطنا عليه القاصي والداني ويتمنى القريب والبعيد ان ينتسب اليه. لن اعدد سجاياها و ما افاء الله عليها من نعم فهي لا تحصى فكفا بها اسما لوطن وانعم بها ارضا وسماء ونيلا ورمال وحضارة وتاريخ وفوق كل ذلك شعبا . السيد الرئيس ، ليس من احد نلجأ اليه من اهل الدنيا الا انت ، فأنت ولي الامر والرئيس الشرعي المنتخب وشكوانا لسواك محض هراء ومضيعة للوقت والجهد .
فنحن لا نعرف احد غيرك مسئول عن الرعية ، فأمامك وايانا فرصة للتحليق بالبلاد الى افاق من الرغد والرخاء والاستمتاع بعناء البناء فيها والشعور بالسعادة لما سوف ننجزه من تنمية وتقدم. وحينها يذكرنا التاريخ واياك بفضل يطاول فضل الزعماء الخالدة ذكراهم الذين شرفوا باعتلاء سدة حكمها وسطرت اعمالهم في صفحات ناصعة البياض تحيكه العجائز لصاغرهم وترويها الاجيال المتعاقبة لبعضها البعض .. فما نحن مقبلون عليه اشد فتكا بنا ومستقبل اولادنا من غزو التتار .. فحينها كان امامنا عدو نراه ويرانا ولا شيء يخيقنا على انفسنا منهم او غيرهم.
 
فذاك كان الجهاد . اما الان فمن نجاهد غير انفسنا؟ وهو الجهاد الاعظم كما علمنا معلم البشرية صلى الله عليه وسلم . السيد الرئيس، لن اصعد المنابر فلقد شيبت الفاروق وهو من هو انما هي سطور تأبى ان يكون لها توصيف الا الصدق في النية بالخروج من مصر مما هي فيه لتبقى فتية و رائدة وقائدة وقائمة بدورها الاقليمي والعالمي قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه ابنائها ولا سبيل الى ذلك في ظل هذا المنحدر الذي نكاد نهوي الى هوة سحيقة اثنائها نفقد السيطرة على انفسنا ولن نجد طريق حينها الا انتظار ان نستقر في اسفل الوادي لنبدأ الصعود من جديد ولكن هيهات ان يبقى فينا رمق لنعاود الصعود . لتبدا الحوار فورا ، اوقف كل نشاط وسخر كل امكانات الدولة لحوار وطني يشمل الجميع لتكن اذانك وقلبك اكثر الاعضاء عملا والاستماع اكثر الحواس استعمالا .
 
 ليكن الحوار بشكل مباشر مع القوى المعارضة ولا اقصد بهم من لهم قدرة على الاستحواذ وجذب عدسات التصوير فقط بل كل طوائف الشعب ، ولا تخشى على الحوار من الفوضى فمصر قادرة على التنظيم واثبتت ذلك مئات المرات وليمتنع الوسطاء فالمعارضة ليسوا من الاعداء ولا انت المندوب السامي البريطاني بل كنتم لوقت قريب رفقاء ميدان في مواجهة طغيان واستبداد حٌكم جثم على جسد الامة لعقود مضت. ولتنقل جلسات الحوار على الهواء مباشرة على الشعب المتعطش للاستقرار والامان . اترك لهم المجال ليفرغ كل ما في جعبته امام الشعب وما هو الشكل الامثل لمصر من وجهة نظر كل منهم ولنصل الى اتفاق ملزم امام جموع الشعب ولتفسح صدرك للجميع . حينها تستغل ما لك من حنكة وما للشعب من ذكاء في كشف النوايا والتميز بين من يريد الصالح العام ومن عنده شهوة المعارضة من اجل تعطيل عجلة التنمية . وان يكون هناك ميثاق شرف للإعلام بنشر الحقائق وتحري الدقة قبل ما تتناوله القنوات والصحف من اخبار .
 
ان يكون هناك اتفاق على قبول النقد البناء الذي يهدف الى الصالح العام .... وان تكف كل اشكال النزول الى الشارع مؤقتا طالما ان هناك مصارحة ووضوح وعلم بما يجري وما يٌتخذ من اجراءات وقرارات تنم عن احتواء الجميع في بناء اعمدة تنمية وتقدم الوطن الغالي . وهذا يكشف المندسين والمخربين . فما نحن فيه ليس له مخرج أخر فالتفكير في طرق اخرى لإقصاء المعارضة امر لن يجدي والتفكير في حل يعطي المعارضة بعض المطالب ليكفوا عن النزول الى الشارع لن يفيد وتفكير المعارضة في طريقة لإقصاء السلطة والاستمتاع بفكرة التأثير عليها لمجرد فرض الرأي درب من الخيال المستحيل تحقيقه فلكل ثقله على الارض . والاستمرار في هذا الوضع دون حل ينذر بعواقب وخيمة على مصر شعبا وارضا تطول اثاراها الاجيال القادمة. السيد الرئيس وفي الختام لك مني سلام ورجاء ان تخرج بنا مما نحن فيه، فلا ترحل فهذا هو البداية الفعلية للإجهاز على ما تبقى من الدولة المصرية فلتبقى مؤديا لدورك محتويا الجميع قابل للجميع متقبل للنقد من الجميع فهذا قدر من تصدر المشهد ومن تصدا للعمل العام ، فلا تتأفف من معارضيك فهم ابنائك واخوانك في الوطن فمد جسور الثقة مرة اخرى .......
 
وكن لهم العدل الفارق بين ما يخشونه من الاقصاء والتهميش ولتكن الاخونة بالحب والاعجاب بالإنجازات فجموع الشعب على استعداد ان تنضم الى الفصيل الصادق وتلتف حوله وتجعلك رئيس العقول والقلوب ساعتها يحميك المصريون ويفدونك بالروح والدم والنفس والنفيس.
 
احد ابناء رعيتك