الدرع لـ"حس وهيما"
كتب ـ احمد حجاب
 سيفوز حسام حسن بالدوري المصري بأي شكل وأي حساب ومهما كانت التضحيات، نعم سيفوز حسام بالدرع وليس الزمالك، حسام حسن الذي منذ أن غادر النادي الأهلي وهو يكن له كل الحقد والعداء، لنفس السبب الذي يدافع به عن الدوري الممتاز وهو بناء مجد لنفسه أو لتوأمه، وهو ما قاله صراحة عندما فاز الاهلي على الزمالك بنتيجته التاريخية 6/1 وكان حينها يلعب للزمالك وهاجمته جماهير الاهلي فرفع الحذاء في وجهها قائلا "اللي هيشتمني هضربه بالـ ... انا جبت للنادي الاهلي بطولات اكتر من صالح سليم نفسه". ما حدث ويحدث في الدوري المصري ودوري إفريقيا خير شاهد على ما أقول، لقد ضحى حسام بالزمالك في دوري افريقيا بسهولة وكان متربصا ومتوعدا هو وشقيقه بالفريق التونسي الضيف بحجة أن عددا "محدود" من جماهير التونسي نزلت إلى أرض الملعب في مباراة الذهاب بتونس، فما كان من ابراهيم حسن مدير الكرة بالزمالك الا ان صرح بتوعده لاعبي "وليس جماهير" الفريق التونسي، وان الرد سيكون بقوة في ملعب القاهرة ويقصد هنا "أرضية الملعب"، وركز "هيما" على أن تكون المباراة مشدودة ومتوترة، بدلا من أن يركز جهود فريقه في الفوز بفارق كبير والتأهل، وبعدها "يبقى يعمل اللي هو عاوزه" لكنه أصر على تشويه صورة مصر والزمالك وجماهير الكرة المصرية، وظل طوال المباراة "يتنطط في المنطقة المخصصة للتنطيط" معترضا على كل قرارات الحكم، ويقصد بذلك أن يحمس الجمهور المتوعد اصلا حتى حانت اللحظة الحاسمة وجاء الفتح المبين واحتلت الجحافل أرضية ملعب كرة القدم وخربت استاد القاهرة، و"اسالوا الراجل ابو جلابية". الكارثة الاشد خطورة هي ما وصلت إليه جماهير الكرة بخط القـنال يوم الجمعة الماضي، إنهم لم يعتدوا على جماهير النادي الاهلي التي أرغموها على العودة من حيث أتت وهي في محطة القطار، أو كسرت أتوبيس اللاعبين، أو هتفت ضدهم ولعنت "جدود جدودهم" في الملعب قبل وأثناء وبعد المباراة فحسب، وانما الواقعة المؤسفة هي وجود علم الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية يرفرف في مدرجات النادي المصري، وكأن النادي الاهلي كما قال كابتن سيد عبد الحفيظ مدير الكرة ليس مصريا او بمعنى آخر هم يكرهون الأهلي أكثر من كراهيتهم للصهاينة. سيقول البعض ما علاقة الزمالك او حسام وابراهيم بما حدث للنادي الاهلي وجاهيره في بورسعيد، لكن قبل أن أجيب، يجب أن يوجه نفس السؤال إلى "حس وهيما" الذين صرحا بعد مباراة فريقهما مع نادي بتروجيت بان جماهير الاهلي هي السبب في خروج لاعبي الزمالك عن التركيز وخروج عمرو الصفتي وشيكابالا عن مستواهما وتقديم مباراة سيئة بعدما وجهت جماهير الاهلي المندسة وسط جماهير بتروجيت السب والشتائم للاعبي الزمالك، فما دخل جماهير النادي الاهلي فيما حدث، جماهير بتروجيت لا تعشق الاهلى كما يتخيل للبعض، انها تعامله بندية وتشجع فريقها ولا أظن انها ستسمح لجماهير النادي الذي هزم فريقها بصعوبة في الدور الاول 1/0 أن تأتي لتشوه صورتها بسب الفريق المخالف خاصة في ظل ظروف صعبة من الممكن ان تعرض جمهور بتروجيت على خلفيتها للحرمان من حضور مباريات فريقها، أم انها ذريعة لما سيحدث لاحقا في بورسعيد، هذه نقطة، النقطة الثانية انه من المعروف لمشجعي الكرة بمصر كافة مدى ندية "بلاش كراهية" جماهير القناة والاسماعيلية وبورسعيد للنادي الاهلي، وحساسية اللقاءات التي تجمعهم حتى وان كانت في بداية الموسم الكروي ولن تؤدي الى اقصاء احدهم من الدوري الممتاز، وهذا هو الوتر الذي عزف عليه الاخوان حسن، بقليل من الجهد والتحريض هاجمت جماهير بورسعيد النادي الاهلي وجماهيره بالزجاجات الفارغة والمملوءة وأكوام من السب والشتائم، وبعد المباراة في الحادية عشرة مساء خرجت جماهير الاسماعيلي وانتظرت مرور اتوبيس الاهلي على المدينة وانهالت عليه بالحجارة وكسرت ما تبقى منه، فحرر عبد الحفيظ محضرا بالواقعة. مثل هذه الافعال كانت تصدر من التوأم حسن في النادي الاهلي، أن يقوم أحدهما "من شدة حماسه" بضرب لاعب أو البصق على وجهه أو سب الجمهور او الاشارة بيده حركة مشينة أو بالحذاء، أو الاحتكاك بالحكم، الا ان ادارة الاهلي كانت لهما بالمرصاد وآثر المرحوم صالح سليم على ايقافهما اكثر من مرة ولفترات طويلة جدا وصلت الى السنة او الستة أشهر، ولا انكر انني كنت اتعاطف معهما كمشجع اهلاوي، ولكني لم يكن عندي بُـعد النظر الذي تتحلى به ادارة الاهلي، التي فطنت لامكانية تشويه صورة النادي فتخلت بكل سهولة عن التوأم الذي لعب بعد ذلك في اكثر من مكان بمصر وفي كل نادي كانت له خلافات حادة مع الحكام والجماهير وتعرضا للعديد من الايقافات والانذارات بالشطب سواء في الملعب او بعد عملهما في التدريب، وحدث أن تم ايقاف ابراهيم حسن من قبل الاتحاد الافريقي لمدة عامين. إن حسام حسن يبحث عن مجده وحده، ليس حبا في الزمالك ولكن نكاية في الأهلي، لكنه حتى يفعل ذلك وينتزع لقبا حافظ عليه الاهلي لاعوام خلت دون منافسة حقيقية، سيخرب الكرة في الزمالك وبالتالي في مصر، لان فريق الزمالك هو احد الأركان الرئيسية في مصر المحروسة. الكابتن سيد عبد الحفيظ قال في مداخلة هاتفية مع الدكتور علاء صادق ان الكرة في مصر الان واقعة تحت احتلال الصوت العالي، وأن الحكام باتوا خائفين من أصحاب الاعتراضات الكثيرة والصراخ، باتوا يحسبون ضربات جزاء "بالهبل". الثورة بالفعل طالت كل شيء الا الكرة، والدوري المصري كما قال علاء صادق مسرحية "بايخة" يعرضها المسؤولين في مصر لالهاء الناس، والدليل على ذلك ان دوريات الدرجة الاولى والثانية والشباب لم تستأنف كالممتاز.