تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل لغرس المفاهيم والمعارف والقيم، وخاصة المتعلقة بالوطن من وطنية ومواطنة، وذلك لأن ترسيخها فى مرحلة الطفولة، وتنشئة الطفل عليها يجعلها عنصراً مكوناً فى بناء شخصيته.
 
والطفل منذ مراحل نموه الأولى يجب أن يتعلم أنه يعيش فى مجتمع، وأنه عنصر فيه، ويجب أن يكون صالحاً وقادراً على تحمل المسؤولية والمشاركة فى نموه وتقدمه ورقيه بالجد والعمل والكفاح ويجب أن ينشأ منذ مراحل عمره على الولاء والانتماء وحب الوطن.
 
 
والوطنية حب ووفاء بينما المواطنة قبول والوطنية حرارة وانفعال وجدانى، أما المواطنة فهى سلوك وتصرفات، والوطنية ارتباط عاطفى بالأرض والمجتمع، بينما المواطنة ارتباط عملى، والوطنية حس قلبى ضميرى داخلى، أما المواطنة فهى سلوك فعلى ظاهرى ،والوطنية لا تعدد فيها ولا تبدل، أما المواطنة فهى تكيف ومرونة، أى أن الوطنية نتيجة لواقع، بينما المواطنة وسيلة لهدف.
 
ومن المتفق عليه أيضا أن الوطنية هى محصلة للمواطنة، فلا وطنية جيدة، بدون مواطنة جيدة، لكن المواطنة يمكن أن تتم دون وطنية فالوطنية ذات صلة بالتاريخ والهوية، أما المواطنة فهى التناغم والإيقاع الحياتى اليومى.
 
وتعرف الموسوعة العربية العالمية الوطنية بأنها ( تعبير قويم يعنى حب الفرد وإخلاصه لوطنه الذى يشمل الانتماء إلى الأرض والناس والعادات والتقاليد والفخر بالتاريخ، والتفانى فى خدمة الوطن، ويوحى هذا المصطلح بالتوحد مع الأمة وظهر فى حرب السادس من اكتوبر فى التوحد والاتفاق على العبور العظيم.
 
وهكذا تشير الوطنية إلى مشاعر الحب والولاء التى تكمن فى الانتماء للوطن، حب للبلد، وللأرض، وللشعب، وفخر بالتراث والحضارة، وتتجلى مظاهرها فى الالتزام بالحقوق والواجبات، واحترام القوانين السائدة فى الوطن والتوحد معه والعمل على حمايته، والدفاع عنه وقت الأزمات بكل غال ونفيس
 
تزويد الأطفال بالمهارات اللازمة لفهم الحقوق والواجبات، والحقوق تشمل كل ما يكفله الوطن لهم من حقوقهم فى مدرستهم ودائرتهم التى يعيشون فيها
 
أما واجبات المواطن التى يجب أن يفهمها كل طالب ويؤديها على وجهها الأكمل فتشمل أمورا منها :
 
 - تحمل المسئولية المشتركة، والمشاركة فى صنع القرار بالطرق المدنية التى تقرها أنظمة الدولة، ليشعر أن رأيه مسموع، وأن قدراته مستفاد منها
 
- تبصيره بطرق الحوار ووسائل إبداء الرأى،
 
- تعويده التعامل مع وجهات النظر المخالفة وسبل حل الخلافات فى الرأى أو فى المصالح
 
- المشاركة فى تطبيق النظام، بحيث يرشد الطالب إلى أهمية القيام بسلوك المواطنة، وأهمية المسؤولية الفردية، وضرورة أن يبدأ بنفسه قبل الآخرين، كما يمكن تزويد الطالب بالأساليب التى يمكن أن يتخذها عند رؤية من يخالف النظام، بحيث يشعر الطالب بأن أى مخالفة للنظام فى أى مكان ولو كانت صغيرة هى خروج على الجماعة ولو بشكل يسير، وأن هذا الخروج قد يهدد النظام على المدى البعيد حال التساهل به 0
 
- المشاركة فى تقويم من يخرج على النظام) بالطرق المشروعة، بحيث يزود الطالب ويدرب على أساليب تناسبه، وتلائم البيئة المدرسية، وتساعد على تنفيره من مخالفة سلوك المواطنة، وبالتأكيد فإن على المدرسة ضرورة تدريب الطلاب عمليا على حفظ النظام داخل الفصول وداخل المدرسة 0
 
2- تعويد الأطفال على التعايش والتعاون مع الآخرين
 
3- تربية الأطفال على الشورى :-وهذه التربية تعمل على تنمية قيم التسامح والحوار وتقبل وجهات نظر الآخرين، وطاعة قرارات الأغلبية، وغيرها من القيم والمهارات التى لا بد أن يكتسبها الطفل لكى يستطيع التفاعل مع الآخرين فى الأسرة، والمدرسة والمجتمع.
 
فلتقم المؤسسات التى ترعى الطفل برعايته فى ضوء مكتسبات ونجاحات أكتوبر فهاهى 43 عاما تمضى ومازالت روح أكتوبر تسرى والوطنية فى عروق المصريين.