أعربت روسيا لمصر عن رفضها لأى حل "مفروض من الخارج" فى إشارة إلى الدول الغربية، لكنها متخوفة فى الوقت نفسه مثل الولايات المتحدة وأوروبا من عدم الاستقرار فى العالم العربى والذى يمكن أن يستفيد منه الإسلاميون، على ما يرى عدد من الخبراء.
ففى أول تعليق الخميس على الأحداث الجارية فى مصر دعا الرئيس الروسى ديمترى مدفيديف إلى "تسوية سلمية للمشاكل القائمة وفى إطار القانون".
ولكن فى حين شددت العواصم الغربية فى الأيام الأخيرة الماضية لهجتها تجاه النظام المصرى، ولاسيما واشنطن، وبدأت تناقش انتقال السلطة إلى حكومة انتقالية، أعلنت موسكو الخميس رفضها أى تدخل خارجى.
وقال وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف "إننا نعتبر فرض أى حلول من الخارج وتوجيه الإنذارات بأنه أمر غير إيجابى. إن القوى السياسية المصرية هى التى يجب أن تتوصل إلى التوافق".
وأضاف لافروف "أننا نأمل أن نرى فى مصر دولة مستقرة مزدهرة وديمقراطية ونأمل أن تسوى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى أسرع وقت ممكن وبالطرق السلمية".
ويتشابه الموقف الروسى تجاه ما يحدث فى مصر مع موقفها تجاه ما حدث فى تونس الشهر الماضى. فقد وصف التلفزيون الروسى الانتفاضة فى تونس بوجه الرئيس زين العابدين بن على بأنها "انقلاب"، فيما نأى الكرملين بنفسه عن التحذيرات التى كانت العواصم الغربية تطلقها تجاه نظام بن على.
وتنتقد روسيا باستمرار النماذج الديمقراطية التى ترى أن الولايات المتحدة تفرضها على العالم، ولاسيما فى مناطق التى كانت خاضعة لسيطرتها، على غرار "الثورات" التى جرت فى دول عدة من الجمهوريات السوفياتية السابقة، مثل جورجيا وقرغيزستان فى العقد الأول من القرن الحالى.
لكن بعض المحللين يرون أن موسكو تتخوف من حالة عدم استقرار فى العالم العربى قد تستفيد منها الحركات الإسلامية.