تلعب الأعراف والتقاليد والموروثات الثقافية القديمة دورا كبيرا فى رفض زواج الأخت الصغرى قبل الكبرى لما له من أثر نفسى سيئ على حالة الثانية وإساءة اجتماعية للأسرة.
إيمان (مهندسة)33 عاما وعلى قدر معقول من الجمال تقول: فرحت كثيرا بزواج أختى الصغرى ولكن كلام الناس ونظراتهم كانت هى الألم الحقيقى.
خديجة 36 عاما تقول: أشعر بغيرة شديدة بسبب خطبة أختى التى تصغرنى بـ 8 أعوام، أبتسم مرغمة حتى لا أشعر أحداً بضعفى ولكنى متألمة حد الوجع وأصبحت أرفض التواجد مع الناس حتى لا أرى نظرات الاتهام والشفقة فى أعينهم.
أما فاطمة 24سنة فتعانى من حالة اكتئاب شديد بسبب رفض أهلها زواجها قبل أختها الكبرى رغم كثرة العرسان الذين تقدموا لخطبتها وتشعر بحقد شديد على شقيقتها.
حول هذا الإصرار المجتمعى على اتباع هذا التقليد وأثره السلبى على كلتا الأختين ومشاعر كل منهما تجاه الأخرى تحدثنا أسماء مراد الفخرانى مدربة الإرشاد الأسرى وتطوير الذات قائلة: هذا العرف ينتشر أكثر فى الريف والأحياء الشعبية حيث الفكر المنغلق وتدنى مستوى التعليم ونجد أن بعض الأسر هناك تستخدم هذا العرف لتسريع زواج الأخت الكبيرة حيث تشترط على من يتقدم لخطبة الصغرى عدم اتمام الزفاف إلا بعد زواج الكبرى فيسارع بإيجاد أى عريس لها، أما فى الحضر فقد تقلصت هذه العادة ونجد أنه قد تتزوج الصغرى دون أى تأثر من أختها أو الأهل.
وتضيف أسماء: أن المشكلة فى زواج الأخت الصغرى تكمن فى نظرة المجتمع للكبرى وكأن بها عيبا حيث إن أهلها أنفسهم فقدوا الأمل وزوجوا الصغرى قبلها ولا يلتمسون أى عذر أو مراعاة للظروف الحياتية لكل أخت مما يسبب مشكلات نفسية لكلتيهما قد تصل إلى حد الاكتئاب سواء للكبرى إذا تزوجت أختها قبلها أو للصغرى إذا رفض أهلها تزويجها. والحل الأمثل هنا هو التربية السليمة السوية منذ الصغر والتى يغلب عليها الوازع الدينى وغرس فضيلة الرضا والقناعة بقضاء الله وقدره وزرع الثقة بالنفس والحب وإيثار وتفضيل الآخر فى نفوس الأخوات، وعلى الوالدين إذا أتاهم من يتحلى بالخلق والدين القويم لابنتهم الصغرى فلا داعى للرفض وعليهم بالتحدث مع الابنة الكبرى عن أن الله يعطى لكل مخلوق رزقه كاملا فإذا منع عنه شيئا يكون التعويض فى شىء آخر حتى لا يترك أى ضغينة فى نفوس أى من الأختين.