رغم إشادتها بسياساته التنموية والاقتصادية ومكافحته للإسلاميين فى تونس، إلا أن فرنسا كانت الدولة الأولى التى تخلت عن الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على، ورفضت استضافته، رغم أنها كانت دائما ما تصفه بأنه الصديق العزيز والمقرب لها.

وكان قادة فرنسا يبرزون دائما النقاط التى يعتبرونها ايجابية فى سياسات زين العابدين، ويقللون من انتهاكات حكومته فى حقوق الإنسان، والطابع الأمنى المتشدد فى نظامه، الذى كانت تنتقده المنظمات غير الحكومية بانتظام، كما كانت فرنسا تتحفظ عن انتقاد الرئيس التونسى المخلوع بالنسبة إلى قادة شمال أفريقيا.

وبعد ذلك تخلت فرنسا عن الحذر الشديد الذى كانت تظهر به منذ بداية الأزمة فى تونس، ونبذت زين العابدين بن على نهائيا، مؤكدة للمرة الأولى دعمها للتحرك الشعبى الذى أطاح به، ودعت إلى إجراء انتخابات حرة بأسرع ما يمكن فى تونس وقالت: إنها اتخذت خطوات لمنع أى تحركات مشبوهة للأصول التونسية فى فرنسا.

وذكرت قناة "فرانس 24" الفرنسية أن مكتب الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أصدر بيانا جاء فيه"اتخذت فرنسا الخطوات الضرورية لضمان وقف التحركات المالية المشبوهة فيما يتعلق بالأصول التونسية فى فرنسا إداريا، ومستعدون لتلبية أى طلب لضمان تحقيق العملية الديمقراطية بطريقة لا يمكن الطعن فيها".

ودعا ساركوزى إلى تنظيم "انتخابات حرة فى أقرب وقت"، وقال: إن فرنسا اتخذت إداريا الإجراءات الضرورية لتجميد كل التحويلات المالية المشبوهة التى تخص أرصدة تونسية فى فرنسا، وهى تحت تصرف السلطات الدستورية.