فيما وصف بالنصر الكبير للرئيس الأمريكي باراك أوباما في مجال السياسة الخارجية, أقر مجلس الشيوخ الأمريكي معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الجديدة( ستارت2) مع روسيا.
وذلك في إطار حملته لتحسين العلاقات مع موسكو والحد من انتشار الأسلحة النووية, وتوالت ردود الفعل الدولية المرحبة بالخطوة.
وقال أوباما إن التصديق علي المعاهدة الجديدة سيجعل العالم أكثر أمنا ويرسل إشارة قوية بأن الولايات المتحدة ملتزمة بتقليص الأسلحة الذرية. ووصف أوباما في مؤتمر صحفي عقب المصادقة, الاتفاقية بأنها الأهم فيما يتعلق بالحد من الأسلحة في غضون عقدين تقريبا. ويعتبر أوباما المعاهدة حجر الزاوية بالنسبة لسياسته لإعادة ترتيب العلاقات مع موسكو. ويتطلب دخول المعاهدة حيز التطبيق توقيعه عليها. وقال السناتور جون كيري إنه من خلال هذه المعاهدة سنرسل رسالة إلي إيران وكوريا الشمالية بأن المجتمع الدولي يظل متحدا لكبح الطموحات النووية لدول تعمل خارج القانون.
وتقضي المعاهدة بأن تخفض الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا مخزونهما من الرؤوس النووية من2200 إلي1550 رأس لكل دولة, علي مدي سبع سنوات كما تخفض عدد منصات إطلاق الصواريخ سواء من البر او البحر او الجو الي ما لا يتجاوز700 لكل من البلدين. وسوف تحل المعاهدة محل معاهدة عام1991 التي انتهت في ديسمبر عام2009. وكان مجلس الشيوخ قد صدق علي المعاهدة بأغلبية17 صوتا مقابل26 صوتا, وقال السيناتور جون كيري الذي قاد النقاش بشأن المعاهدة إنه من خلال هذه المعاهدة سنرسل رسالة إلي إيران وكوريا الشمالية بأن المجتمع الدولي يصر علي كبح الطموحات النووية لدول تعمل خارج القانون.وتوالت ردود الفعل الدولية المرحبة بالمصادقة, فقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتصديق علي معاهدة ستارت2, التي وقع عليها الرئيسان الأمريكي والروسي في شهر إبريل الماضي, وتعهدا بخفض الترسانات النووية لدي البلدين بمعدل الثلث. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأم المتحدة في بيان له إن هذا التصديق يبعث رسالة ثابتة وواضحة لدعم نزع وعدم انتشار الأسلحة النووية.
وفي موسكو, رحب الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف بالتصديق الأمريكي علي المعاهدة, ولكنه أعرب عن اعتقاده بأن مجلس النواب الروسي سوف يحتاج لبعض الوقت لدراسة التعديلات علي المعاهدة. ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء عن ناتاليا تيماكوفا المتحدثة باسم الكرملين قوله إن ميدفيديف راض عن هذه الأنباء, وأعرب عن أمله بأن يكون مجلس النواب الدوما والمجلس الاتحادي الروسيين علي استعداد لمراجعة والتصديق علي المعاهدة. وأضافت تيماكوفا أن ميدفيديف يعتقد أن البرلمان الروسي ربما يحتاج بعض الوقت لدراسة الجوانب القانونية قبل أن يتخذ قراره.
في الوقت نفسه, نقلت الوكالة الروسية عن رئيس مجلس النواب الروسي( الدوما) قوله إن المجلس مستعد للتوقيع سريعا علي المعاهدة الجديدة, وأضاف أن الدوما سيكمل المناقشات بشأن المعاهدة اليوم.
وفي بروكسل, أشاد حلف شمال الأطلنطي( ناتو) بالتصديق علي ستارت2, وقال أندرس فوج راسموسين الأمين العام للناتو إن هذه الخطوة سيكون لها إسهام هام في تعزيز أمن منطقة الأوروأطلنطي. كانت قمة الحلف التي عقدت في نوفمبر الماضي أعلنت بالإجماع تأييدها للتصديق علي المعاهدة. وأشار راسموسين إلي أن الحلف أقر في قمته الأخيرة إقامة درع صاروخية مضادة للصواريخ الباليستية في أوروبا ومن المنتظر أن تتعاون روسيا في هذا المشروع.
وفي برلين, هنأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الأمريكي علي التصديق علي ستارت2, ووصفته بأنه قفزة نوعية مهمة في تطور شراكة حقيقية مع روسيا, مثلما تم وضعها في الخطة الاستراتيجية الجديدة للناتو.