قالت منظمة هيومان رايتس ووتش، إن السياسات الإسرائيلية فى الضفة الغربية تميز بقسوة ضد السكان الفلسطينيين، وتحرمهم من الاحتياجات الأساسية، بينما تُنعم بمختلف الخدمات على المستوطنات اليهودية.
وأكد التقرير الصادر اليوم، أن إسرائيل تستعين بنظام مزدوج فى التعامل مع فئتين من السكان فى الضفة الغربية، فى مناطق شاسعة تمارس سيطرتها الحصرية عليها، مستنداً على دراسات حالة تقارن الاختلاف الكبير فى تعامل إسرائيل مع المستوطنات والمجتمعات السكنية الفلسطينية المجاورة لها مباشرة.
وانتقد التقرير، السياسات الإسرائيلية التى تروج وتشجع على توسع المستوطنات اليهودية فى المنطقة "ج" والقدس الشرقية، باستخدام أراضى وموارد أخرى غير متوفرة للفلسطينيين من حيث الممارسة، ومنح الحكومة الإسرائيلية حوافز كثيرة للمستوطنين، منها تمويل الإسكان والتعليم والبنية التحتية، من قبيل إنشاء طرق خاصة بالمستوطنات. هذه المزايا أدت إلى التوسع السريع والدائم فى المستوطنات، التى زاد سكانها من نحو 241500 نسمة فى عام 1992 إلى حوالى 490 ألف نسمة فى عام 2010، بما فى ذلك القدس الشرقية.
وطالب التقرير، الحكومة الإسرائيلية أن تقبل بالتزاماتها كقوة محتلة بالكف عن دعم وتقديم المساعدات والمحفزات للمستوطنين والمستوطنات والمجالس الإقليمية فى الضفة الغربية، وأن توافق على المطالبات الحقوقية التى تطالب بوقف التمييز، بالإضافة للتجميد الفورى للسياسات التمييزية التى تفيد المستوطنين وتضر الفلسطينيين عن طريق وضع حد للسياسات التى تمنع الفلسطينيين تعسفاً من الحصول على تصاريح البناء.
وأكدت هيومان رايتس ووتش فى توصياتها على أن الولايات المتحدة - التى توفر نحو 2.75 مليار دولار مساعدات سنوية لإسرائيل - أن تجمد تمويلها لإسرائيل بمبلغ مواز لما تنفقه إسرائيل على دعم المستوطنات، وبلغ حسب دراسة أجريت عام 2003 نحو 1.4 مليار دولار. وبالمثل، بناء على عدد كبير من التقارير بأن منظمات أمريكية معفاة من الضرائب توفر إسهامات كبيرة لدعم المستوطنات، يدعو التقرير الولايات المتحدة إلى التأكد من أن المساهمات المعفاة من الضرائب تتسق مع الالتزامات الأمريكية باحترام القانون الدولى، بما فى ذلك الحظر على التمييز.
ودعت هيومان رايتس ووتش الاتحاد الأوروبى، سوق التصدير الأساسى لمنتجات المستوطنات، إلى ضمان عدم توفيره لمزايا ومحفزات لصادرات المستوطنات عن طريق المعاملة الجمركية التفضيلية لتلك المنتجات، والتوصل إلى الحالات التى يسهم فيها التمييز ضد الفلسطينيين فى إنتاج السلع المُصدرة. على سبيل المثال، يوثق التقرير كيف أن المحاصيل المُصدَّرة من المستوطنات باستخدام مياه من آبار حفرتها إسرائيل وأدت لتجفيف آبار فلسطينية قريبة، تحد من قدرة الفلسطينيين على زراعة أراضيهم، بل وحتى توفر مياه شرب لهم.