في إطار الجهود العاجلة لإنقاذ منطقة اليورو ومن خلفها القارة الأوروبية من الزلزال الاقتصادي الذي خلفته أزمة الديون الأيرلندية; كشفت بريطانيا عن استعدادها للتدخل لإنقاذ منطقة اليورو.
وذلك علي الرغم من عدم عضويتها فيها. فقد أكد وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن أن بلاده جاهزة لمساعدة ايرلندا في إعادة الاستقرار إلي نظامها المصرفي. وقال اوزبورن قبيل اجتماع لوزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي سنفعل ما فيه المصلحة الوطنية لبريطانيا. ايرلندا أقرب جيراننا ومن المصلحة الوطنية لبريطانيا أن يكون الاقتصاد الايرلندي ناجحا ويتمتع بنظام مصرفي مستقر, ولذلك فإن بريطانيا تقف علي أهبة الاستعداد لمساندة ايرلندا في الخطوات التي يتعين عليها أخذها لتحقيق ذلك الاستقرار.
وفي ظل التحركات الأوروبية المكثفة لإنقاذ منطقة اليورو من أزمتها الجديدة, ورغم التحذيرات من العواقب الوخيمة لأزمة الديون الأوروبية المتفاقمة, أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن اعتقادها بأن منطقة اليورو ليست في خطر. وقالت ميركل- في مقابلة مع القناة الأولي في التليفزيون الألماني( إيه.آر.دي)- لا أعتقد أن منطقة اليورو معرضة للخطر, لكن لدينا اضطرابات وأوضاع لم أكن أتخيلها قبل عام ونصف العام. وأضافت المستشارة: الأهم هو أننا نحسن تنسيق قوتنا الاقتصادية بجانب إجراءات الإنقاذ المقررة.
وفي سياق متصل, أكدت ميركل ضرورة تعزيز الدول الأضعف لقدرتها علي المنافسة, إلا أنها أشارت في الوقت نفسه إلي أنه يتم حاليا بذل الكثير من الجهود لانقاذ الاقتصاد في اليونان وإسبانيا والبرتغال.وفي إشارة إلي مشكلة الديون لدي أيرلندا قالت ميركل إن هناك مظلة إنقاذ مالي إذا احتاجت دولة في منطقة اليورو لتلك المساعدة, إلا أنها أشارت في الوقت نفسه إلي أنها لا تري أن أيرلندا في حاجة إلي ذلك في الوقت الحالي.
وفي الوقت نفسه, أعلن مفوض الشئون النقدية والاقتصادية الأوروبية أولي رين أنه سيتم إيفاد مسئولين من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي إلي دبلن خلال ساعات لإعداد حزمة مساعدات مالية لأيرلندا تتركز علي القطاع المصرفي الأيرلندي الذي يواجه صعوبات خطيرة. وأشار إلي أن البعثة الأوروبية الاقتصادية ستجري مباحثات فنية تتركز علي إعادة هيكلة قطاع البنوك ومن ثم الإعداد أو تكثيف التجهيزات الخاصة ببرنامج محتمل في حالة طلب دبلن العون من أوروبا. وذلك عقب اجتماع في بروكسل للجنة وزراء مالية دول منطقة اليورو, والذي لم تطلب خلاله أيرلندا إثارة موضوع آليات خطة إنقاذ الاتحاد الأوروبي.
ومن ناحيته, أكد رئيس لجنة وزراء مالية دول منطقة اليورو رئيس وزراء لوكسمبورج جان كلود يونكر أن جميع الأطراف اتفقت علي إجراء مفاوضات قصيرة ومركزة بشأن حزمة الإنقاذ. وقال رين إنه من السابق لأوانه الحديث عن تكلفة أي خطة للإنقاذ. واتفق وزراء مالية منطقة اليورو علي وضع الأساس لصفقة انقاذ للقطاع المصرفي الايرلندي مع صندوق النقد الدولي ولكنهم قالوا إنه يتعين علي دبلن أن تقرر بنفسها ما إذا كانت ستطلب المساعدة.
وفي إطار التداعيات المتوالية للأزمة, فتحت البورصات الآسيوية والأوروبية علي تراجع صباح أمس, بينما سجلت العملة الأوروبية الموحدة( اليورو) أدني معدل لها في سبعة أسابيع أمام الدولار لينخفض إلي1,5743 دولار, في ظل المخاوف الاقتصادية المتصاعدة من أزمة الديون الأوروبية والتضخم الآسيوي مما تسبب في اضطراب الأسواق العالمية علي مدي اليومين الماضيين. وذلك بعد ساعات من التراجع الحاد في بورصة نيويورك( داو جونز) وتفاقم أزمة الديون الأيرلندية.
كما تراجع الذهب بعد أن أثارت المخاوف المتزايدة بشأن أزمة ديون أيرلندا موجة ارتفاع قوية للدولار مما ضغط علي المعدن النفيس, في حين تأثرت معنويات السوق سلبا بأجواء القلق بشأن تشديد السياسة النقدية للصين. وهبط الذهب في المعاملات الفورية0,2 % ليصل إلي 14.1337دولار للأوقية بعد أن فقد اثنين بالمئة في الجلسة السابقة. ورجح محللون ومتعاملون أن الذهب قد يواصل الهبوط ليصل إلي1330 دولارا أو حتي دون ذلك بعد أن نزل عن مستوي دعم رئيسي عند1350 دولارا.
وهبط الخام الأمريكي الخفيف في المعاملات الآجلة دولارا واحدا ليصل إلي 43.81 دولار للبرميل مع تجدد المخاوف في شتي الأسواق العالمية من أن ترفع الصين أسعار الفائدة هذا الاسبوع لكبح جماح النمو الاقتصادي.